تداعيات تفجيرات بغداد
عربي و دوليالهاشمي: تفجيرات الخميس من تدبير اطراف حكومية
ديسمبر 24, 2011, 12:10 م 863 مشاهدات 0
قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن سلسلة الهجمات التي استهدفت الخميس مناطق متفرقة في بغداد، وأدت إلى مقتل نحو سبعين شخصا، كانت من تدبير أطراف من داخل الحكومة العراقية.
في هذه الاثناء ينتظر أن يجري التوقيع اليوم على ميثاق شرف طرحه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، يحدد العلاقات بين القوى السياسية.
وقال الهاشمي في تصريحات لبي بي سي إن ضلوع الحكومة العراقية يفسر لوحده لماذا تمكن المفجرون من زرع عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من بغداد.
و أضاف أن على الولايات المتحدة تحمل المسؤولية فيما يتعلق بالكيفية التي تدار بها الأمور في العراق حاليا.
و يتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الهاشمي بالتورط في أنشطة إرهابية و هو الأمر الذي ينفيه نائب الرئيس العراقي.
واعلن في وقت سابق عن الغاء جلسة المحادثات التي دعا البرلمان العراقي إلى اجرائها بحضور جميع السياسيين في البلاد.
وكانت المحادثات مقررة الجمعة لمحاولة احتواء الأزمة الراهنة، وذلك بعد يوم من أعنف سلسلة تفجيرات في العراق منذ أكثر أربعة أشهر.
يأتي ذلك وسط خلافات متصاعدة دفعت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى التهديد بتعطيل اتفاق تقاسم السلطة.
وقد تأجلت الجلسة لموعد غير مسمى ودون إبداء أسباب واضحة، وأدلى مختلف المسؤولين العراقيين بأسباب متباينة حول سبب الالغاء، لكن وكالات الأنباء نقلت عن بعضهم أن التأجيل سببه عدم تمكن بعض النواب من السفر الى بغداد بسبب تفجيرات الخميس.
وصرحت مصادر عراقية لوكالة الصحافة الفرنسية بأن سبب إلغاء الجلسة يعود إلى رفض الإئتلاف الوطني الذي ينتمي إليه نوري المالكي المشاركة قبل أن تعلن الكتلة العراقية التي تضم الهاشمي إنهاء مقاطعتها لجلسات البرلمان والحكومة.
اتهامات متبادلة
وكانت الكتلة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء السابق أياد علاوي، وينتمي إليها الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك قد قررت قبل أيام مقاطعة اجتماعات البرلمان العراقي والحكومة.
وفي الوقت نفسه طالب المالكي بإقالة نائبه السني المطلك، مما يعني انهيار اتفاق تقاسم السلطة الذي توصلت إليه مختلف القوى العراقية بعد صراع سياسي طويل عقب الإنتخابات العامة.
وألقى الهاشمي، المطلوب للعدالة بتهمة علاقتة بنشاطات إرهابية في البلاد، باللوم على المالكي في حدوث الأزمة.
وفي مقابلة مع بي بي سي حمل الهاشمي رئيس الوزراء مسؤولية موجة العنف التي تجتاح البلاد بالتسبب في'تفجير أزمة وطنية لن يكون من السهل تطويقها'.
وعلى الجانب الآخر حمّل المرجع الشيعي، آية الله علي السيستاني، جميع القادة العراقيين مسؤولية التفجيرات التي شهدتها بغداد الخميس والتي يبدو أنها استهدفت الأحياء الشيعية في العاصمة العراقية.
وقال أحمد الصافي، مساعد السيستاني، في خطبة الجمعة في كربلاء إن المرجع الشيعي 'يعتقد أن الصراعات بين السياسيين قد أوجدت أزمة تهدد الأمة وسمحت بوقوع مثل تلك التفجيرات'.
وعلى صعيد آخر اجتمع الجنرال راي أوديرنو القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق مع المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي لبحث التوتر الحالي في العراق.
يذكر أن تأتي الأحداث بعد أيام قليلة من استكمال القوات الأمريكية انسحابها من العراق وإعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تلك القوات تترك خلفها العراق وهو دولة 'ذات سيادة ومستقر ومعتمد على نفسه'.
وأعلنت السفارة الأمريكية في بغداد أن 'من الأهمية بمكان خلال تلك الفترة الحرجة أن يعكف القادة العراقيون على حل الخلافات بصورة سلمية'.
في هذه الأثناء ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن مظاهرة احتجاج جرت في مدينة سامراء ذات الأكثرية السنية، ضد المالكي لما وصف بـ 'تهميشه ممثلين سنة في حكومة المشاركة الوطنية'.
وكان الهاشمي قد قال في المقابلة مع بي بي سي إن 'ما حدث اليوم يبين تقصير الحكومة، ويعطي دليلا على ضعف سيطرتها على الملف الامني فهي توجه الاجهزة الامنية في الاتجاه الخطأ.'
وقال الهاشمي الذي اصدرت حكومة المالكي بحقه مذكرة توقيف إن على المالكي تركيز جهوده على الشأن الامني بدل 'مطاردة السياسيين الوطنيين' على حد تعبيره.
ونفى الهاشمي تهم الإرهاب الموجهة إليه، وطالب بنقل قضيته إلى إقليم كردستان العراق لانه يعتقد أن القضاء العراقي قد لا يوفر له الحد الأدنى من ضمانات العدالة.
ويذكر أن الهاشمي موجود الآن في إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، وقد طلبت السلطات المركزية من سلطات الإقليم تسليمه.
تعليقات