سعود العصفور فى مقال أقرب للشعر الشعبى أو الزجل يكتب عن لعبة الأسعار في جشع الشطار! ..لاتفوتك قراءته

زاوية الكتاب

كتب 519 مشاهدات 0



لعبة الأسعار في جشع الشطار! 

د. سعود محمد العصفور
سبات! وسبات! وسبات!
كل الأنظار تهفو الى زيادة رأس المال!
صخب! ولغط! وعويل!
الكل ينام النهار، ويصحو بالليل في انتظار زيادة رأس المال!
يخطط العقل لكل مشروع!
وينشغل الفكر في كل قرض تجاري قادم!
ويسأل كل صاحب لب: كيف! وليت! ولعل!
والتاجر في حيرة كيف تكون الحصة!
خلت الجمعيات التعاونية والاسواق من البضائع المألوفة!
وفاضت مخازن التجار تكديساً لسلعهم في انتظار صدور القرار!
وصاح التاجر في الليل وخياله يرقص كعرائس النهار!
كيف تكون الزيادة، وكيف تقتنص الفريسة!
بالله ما أتعس الحال!
باعونا في الزمان الماضي، ويذبحوننا في الآتي!
ما أتعس الحال!
حتى البقال والزبال والعامل والصانع.. ينتظرون في شغف ماذا سيسفر عنه واقع الحال!
ثروة الذهب الاسود تتبدد في خيال الليل ووضح النهار!
وفي الصباح ترقص العرائس زهوا وطربا ينادين: ما اتعس الحال!
ضحكنا على انفسنا اننا نقيم عدالة مزعومة، ورفاهية واهمة!
طموحنا ابد الدهر زيادة الرواتب!
اصحاب الكوادر في شغف لما اصاب كوادرهم!
اقرت في ليل حالك، وفي صبح هزيج!
اقروها دون تدبر لعواقب نفوقها، فنفقت غير مأسوف عليها!
الكل سواسية في ارتقاب الزيادة المجزية!
اصبح الجميع كلهم كوادر بلا كوادر!
التحفوا السماء، وتدثروا بوطنية بحت حناجرهم من ترديدها!
وتراقصت خيالات عرائس الوطن في شدو نديم، وصوت رخيم!
انها كعكة الوطن كيف تقتسم!
اجتمع اهل الفكر وقالوا قولهم الفصل: رواتبكم مرتفعة، لكن انفس تجاركم جشعة!
رواتبكم لو قسمت على عشرة غيركم لاشبعتهم، لكن تجاركم شطاركم!
اختاركم القدر ان تفتقروا بشطاركم!
علت الاسعار، وطارت بها الاطيار!
والقادم قادم! ولا حيلة ولا اختيار!
ووزارة التجارة ترقب كل شيء سوى الأسعار!
التجارة حرة، والبضائع حرة، والربح حلال حلال!
ما أتعس الحال! ما أتعس الحال!
التجار في مصلحة الوطن، وضميرهم ضد شعبه!
ليتك يا نفط لم ترتفع أسعارك، وليت الشتاء يغدو خريف التجار!
زرعونا في الربيع، وحصدونا في الشتاء!
زمهرير الشتاء لم يردعهم، وصرخات ابناء وطنهم لم تزدهم الا جفاءً وصلفاً!
انها عرائس النهار ترقص حتى الليل!
وخيال الليل يظهر في وهج الصباح!
انها لعبة الأسعار في جشع الشطار!
هلا عرفتموها؟!
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك