محلل اقتصادي..ارتفاع متوسط واردات الصين النفطية من دول الخليج بنسبة 4 في المئة

الاقتصاد الآن

1023 مشاهدات 0



رأى محلل اقتصادي دولي ان الارتفاع في سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة تقارب 5 في المئة في 2011 ادى الى ارتفاع متوسط نسبة واردات الصين النفطية من دول الخليج العربي الى أكثر من 4 في المئة من اجمالي واردات الصين مقارنة بنسبة 3ر3 في المئة في 2010.
وقال المحلل الاقتصادي في الشركة الكويتية الصينية الاستثمارية كاميل عقاد في بيان صحافي اليوم ان التوقعات تشير الى استمرار دول الخليج العربي بالتمتع بالطلب الصيني الكبير على النفط الناتج عن القوة الشرائية المتزايدة للعملة الصينية (اليوان) وذلك رغم الأزمات الحالية وارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية هذا العام.
واضاف عقاد ان اليوان الصيني شهد في الفترة الأخيرة ارتفاعات كبيرة مقابل الدولار الأمريكي ووصلت الى الى نسبة تقارب 5 في المئة مقابل الدولار موضحا ان الارتفاع يضع اليوان في وضع أقوى حاليا على شراء الأصول المقومة بالدولار ومنها النفط الذي يتداول بالدولار منذ عام 1975.
وذكر ان من شأن ذلك ان يجعل استيراد النفط من دول منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) اقل كلفة بالنسبة للصين مقارنة بمستورديه الآخرين ما ينعكس مباشرة على صادرات نفط دول الخليج التي تشكل ثلث دول (أوبك) وتنتج وحدها نصف اجمالي انتاج المنظمة.
وبين ان ارتفاع قيمة الدولار يقابله انخفاض القوة الشرائية للدول الأخرى المستوردة بالتالي قد يقل الطلب على النفط الخليجي او تقوم هذه الدول بخفض حجم عرضها ان كانت ترى ان النفط يمكن أن يباع بسعر أفضل والعكس صحيح.
واشار الى أن أسس العرض والطلب هذه ستستمر تقود نمو اقتصاد دول الخليج حيث ان عوائد الصادرات النفطية تمثل أحدى اهم مكونات ناتجها المحلي الاجمالي كما يتأثر تصدير المنتجات الأخرى بالشكل نفسه لأن دول الخليج المصدرة للنفط تربط عملاتها بالدولار الأمريكي باستثناء الكويت التي تربط عملتها بسلة عملات مكونة بشكل رئيسي من الدولار الأمريكي.
وقال عقاد ان الصين زادت وارداتها النفطية من دول الخليج خلال العام ونصف العام الماضيين بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف اليوان حيث زاد متوسط نسبة الواردات الصينية من دول مجلس التعاون الخليجي من 3ر3 في المئة في الفترة بين يناير وأكتوبر من 2010 الى أكثر من 4 في المئة في الفترة ذاتها من 2011 اي بزيادة بلغت 20 مليار دولار.
وذكر ان ارتفاع اليوان ساعد على زيادة استهلاك الصين للنفط الخليجي رغم ان أسعار النفط ارتفعت الى مستويات قياسية خلال 'الربيع العربي' نتيجة التحفظات من مستوى العرض النفطي.
وبين ان الصين استفادت في كل الأحوال بشرائها للنفط بأسعار أفضل نسبيا من باقي الدول واستفادت من ناحيتها دول الخليج الأعضاء في (أوبك) من زيادة صادراتها الى الصين والتي سجلت مستويات غير مسبوقة من الناحية الاسمية ومن نسبتها من اجمالي واردات الصين.
ومضى قائلا ان مجمل ذلك جاء في عام حافظ خلاله سعر النفط الخام على مستويات فاقت المئة دولار أمريكي للبرميل حيث تعادل نسبة ال 6ر4 في المئة لاجمالي واردات الصين من دول الخليج 5ر6 مليار دولار وذلك في شهر نوفمبر فقط.
وذكر ان ذلك يعني 'مؤشرات مطمئنة' لدول الخليج وانه ان عانت الولايات المتحدة من اجهاد اقتصادي يضعف من قيمة الدولار فستحافظ الصين والدول الآسيوية الأخرى التي ترتفع أسعار عملاتها أمام الدولار على مستوى الطلب على الصادرات النفطية الخليجية.
وقال عقاد انه مع استمرار تطور الأزمة في الاتحاد الأوروبي ودخول الدول الأعضاء مرحلة الانكماش الاقتصادي سيتوجه المستثمرون الى استثمار رؤوس أموالهم في أصول أكثر امنا كالسندات الحكومية الأمريكية والعملات المستقرة مثل عملة اليوان الصيني والفرنك السويسري واضافة الى الدولار الأمريكي.
ورأى ان سعر صرف اليوان وهو من العملات القليلة التي زاد سعر صرفها مقابل الدولار خلال العام كان نتيجة لسياسة الحكومة الصينية في ادارة عملتها مشيرا الى ان الصين تتمتع بتاريخ مع تخفيض قيمة عملتها خلال أوقات الأزمات لذا فإن تثبيت أو حتى انخفاض سعر صرفه من الأمور المحتملة على المدى المتوسط.

الآن-كونا

تعليقات

اكتب تعليقك