الاقتصاد والبيئة والطاقة البديلة لابد أن تكون في صلب اهتمامات المرشح والناخب برأي ضاري الشمالي

الاقتصاد الآن

949 مشاهدات 0


بعد ان ألزمت أوروبا نفسها باتفاقية كيوتو التي تحد من الأبخرة الملوثة للأجواء، زادت أهمية الغاز على حساب النفط الخام، وذلك لأنه اقل تلويثا، واذا تسارعت اكتشافات الطاقة البديلة في القرن الحالي وهو أمر شبه محسوم، فان اهمية النفط ستتراجع مرة ثانية، من هنا اتت الفكرة البديهية التي ترددت لعقود على الألسنة من دون ان نجد من ينفذها بقوة وعزم. وهي ببساطة: الاستفادة من واردات النفط الحالية لانتاج تكنولوجيا حامية للبيئة سواء من الانبعاثات الحرارية أو من كل انواع التلوث التي يعاني منها بحرنا وهواؤنا وتربتنا.
ان العالم كله اليوم بما فيه تلك الدول التي تعقلن سياساتها، لم تعد قادرة ماليا واقتصاديا على التزام انتاج ما يحمي البيئة من التلوث الناتج عن النمو الاقتصادي، لأن همها ينصب على أي انتاج وأي تصدير، لانقاذ نفسها من الانهيار الاقتصادي، وحدها دول الخليج تملك اليوم فائضا في موازناتها يرشحها لدور ريادي في ان تكون منتجا للطاقة البديلة وللتكنولوجيا الخاصة بمعالجة الطاقة، والامكانات تسمح باقامة مدن صناعية وتكنولوجية متقدمة على منوال وادي السيليكون في كاليفورنيا، فمن المعروف ان الثورة التكنولوجيا تحتاج الى العقول المبدعة اكثر مما تحتاج للموارد الطبيعية، والخليج قادر على تكرار التجربة الغربية وهي عبارة عن الاستفادة من العقول العربية والعالمية لمركزة انتاج متميز على الصعيدين البيئي والتكنولوجي... فالعالم كله مازال متخلفا على مستوى البيئة بل الأكثر تقدما هو الأكثر تلويثا.
قد يقال ان هذا طموح غير واقعي والأسماك لاتزال تشهد مجازر دورية في خلجاننا، أقول: أفكر هنا بعقل الامكانات المتوافرة التي تحتاج الى ارادة سياسية لتحويلها الى طاقة متجددة، وتحويل الصحراء الى مختبر للطاقة الشمسية ومحاولات الحد من كلفتها على المديين القريب والبعيد، أليست هذه الاهتمامات أرقى من البحث في حياة الناس الشخصية وفرض الوصاية عليهم كأنهم مجتمع قاصر؟ ألا نقترب من عقول الشباب أكثر اذا خاطبناهم بلغة عصرهم.
الطاقة البديلة والاقتصاد البديل هموم عصرية يجب ان يحمل لواءها المرشح الكويتي ويقترح لها القوانين والتشريعات اللازمة في مجلس الأمة، ولكن هذا يحتاج أيضا الى تطهير العقول من تلوثات البيئة السياسية المريضة التي تعيش على الهموم الصغيرة وتتغذى من الأزمات.

جريدة النهار

تعليقات

اكتب تعليقك