خبير الأرصاد السعدون:

ارجع الباحث الفلكي والمؤرخ عادل السعدون ظاهرة ندرة الامطار في الكويت الى سيطرة المرتفعات الجوية التي تساعد في ابعاد الغيوم الممطرة عن المنطقة العربية والخليجية ككل.
وقال السعدون لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان من الاسباب التي أدت الى شح الامطار ايضا سيطرة الرياح الشمالية الغربية على اجواء الكويت والتي يتعذر معها سقوط الامطار نتيجة استمرار هبوبها.
واضاف ان ازدياد المرتفعات الجوية التي تسود المنطقة ساعد في ابعاد الغيوم الممطرة وقلل من فرصة هطول الأمطار التي تحتاج سحبا منخفضة ومنخفضات جوية تمر على مسطحات الخليج وتتشبع بالرطوبة ما يؤدي الى هطول الأمطار.
وذكر ان نسبا لم تسجل لسقوط أمطار حاليا الان نظرا الى خلو الرياح من الغيوم والسحب المطيرة التي عادة ما تكون على شكل سحب ركامية فضلا عن غياب الرياح الجنوبية الشرقية 'رياح الكوس'التي تكون عادة مصحوبة بكميات أمطار.
وبين ان نسب الامطار المتوقع هطولها ستكون قريبة من تلك التي هطلت العام الفائت فيما يتوقع ايضا ان تكون أمطار هذا العام اقل من المعدل العام البالغ 115 ملليمترا.
وقال السعدون ان فصل الشتاء الحالي ابرد من شتاء العام الماضي نتيجة تأثير المرتفعات السيبيرية في شبه الجزيرة العربية 'وذلك من الاسباب الرئيسية التي تحد من المنخفضات الجوية المطيرة وحركتها شمال خط عرض 34 درجة شمالا من المنطقة العربية'.
واشار الى ان الظواهر والمتغيرات في حالة الطقس في المنطقة العربية والخليج العربي ترجع الى علاقتها بالمتغيرات المناخية العالمية وحركة نظم الضغط الجوية في طبقات الجو العليا وانحرافها من مساراتها الطبيعية في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي فيتغير توزيع كمية الأمطار في مناطق مختلفة من العالم.
وذكر ان هذا التغير أصبح 'واضحا' على منطقة الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق عموما من ناحية قلة كمية الأمطار والجبهات الهوائية الدافئة والباردة بسبب حركتها شمالا عن خطوط العرض الجنوبية في فصلي الخريف والشتاء ما سبب مشكلة كبيرة وشحا في المياه في مختلف المناطق العربية خصوصا تلك المعتمدة في ري محاصيلها الزراعية على مياه الأمطار في هذين الفصلين.
واشار الى ن فترة 'الوسم' انتهت دون أمطار تذكر للاسف والان نحن في المربعانية (تبدأ من 7/12 وتنتهي في 15/1) والتي تتميز بالبرودة اذا ما قورنت بمقاييس المناخ في الكويت والجزيرة العربية ذات الطابع الصحراوي.