مجلس امة 2012 لن يتغير عن سابقه.. عبدالله القتم يقرأ وجه المجلس المقبل

زاوية الكتاب

كتب 1260 مشاهدات 0


 


القبس

وجه المجلس المقبل
كتب عبدالله القتم :
 
يتصور بعض المراقبين السياسيين وبعض المرشحين ان المجلس المقبل سيكون مختلفا عن المجالس السابقة، ويحتمل ان تتغير الوجوه السابقة بنسب متفاوتة بين خمسين وسبعين في المائة، ولكن هذه التوقعات تحسب ظنا وليس يقينا، وصناديق الانتخاب ستحسم هذه النسب، مع ان عشرين في المائة من الاعضاء السابقين عزفوا عن الترشح للمجلس المقبل.
لو افترضنا ان معظم اعضاء المجلس السابق سقطوا في الانتخاب ولم يفز منهم الا القليل، فماذا سيحدث في مجلس 2012؟ اجزم بان التغيير في الوجوه - فقط - ويبقى العمل هو هو! وأتمنى ان يكون التغيير في طريقة معالجة القضايا المطروحة في قاعة عبدالله السالم، وتغيير الوجوه لا يعني شيئا، لأن الناخبين ليسوا على درجة من الوعي والادراك لأهمية مجلس الامة، لذا لن ينتخبوا الأصلح.
القبلية والطائفية واستغلال الدين لا تزال تتحكم في تصرف معظم الناخبين وسلوكهم، فلم نسمع او نمارس سلوكاً بعيداً عن هذه الآفات، فالدوائر الخمس والعشرون جذّرت الطائفية والقبلية والاستغلال، فمحو هذه من اذهان الناخبين يبدو عملية صعبة، لم تستطع الحكومة بكل اجهزتها ان تقتلع «الفرعيات» من اذهان الناخبين، التي أسموها «تشاورية» الآن، او تمحو الطائفية من تصرف البعض الآخر، او تمنع استخدام الدين في الفوز في الانتخابات.
كيف يمكن لناخب ان يغير قناعاته من قبلي، او طائفي الى مفكر في مستقبل البلد واختيار اصلح المرشحين لدخول مجلس الامة، اذا كان معظم المرشحين يعتمدون على القبيلة والطائفة للفوز بمقعد في المجلس، فكيف سيغير هذا قناعته بأهمية الدولة والقانون بدلا من القبيلة والطائفة؟ والناخب الذي يتصرف في مجلسه وبيته والشارع بما يخالف القانون كيف سيكون قانونيا في الانتخابات؟!
المواطن الذي يُلقي بالقمامة في وسط الشارع مخالفا قانون النظافة، وذلك المواطن الذي يدخن في الاماكن المغلقة كاسرا لقانون منع التدخين في الاماكن المغلقة، وذلك الذي لا يعبأ بقانون المرور.. كيف لهؤلاء ان يغيروا افكارهم وينتخبوا الاصلح لعضوية مجلس الامة، وهم لم يستطيعوا ان يطبقوا القانون على أنفسهم في تصرف بسيط يخص بلدهم ومواطنيهم ويتبعوا القوانين المنظمة لسير الامور في بلدهم؟!
المجلس المقبل لن يكون افضل من المجلس المنحل، لان المواطن غير واع بأهمية وصول الشخص المناسب الى هذه العضوية، وكيف يكون لموظف يعمل في الحكومة في وظيفة لا تمت بصلة لتخصصاته وقدراته ان يقتنع بأهمية مجلس الامة، بينما يتذمر من وضعه غير المناسب في وظيفته، وهو يرى ان الاعضاء لا يهمهم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فالحكومة تكدس الموظفين في وظائف مخالفة لدراستهم وتخصصاتهم، فكيف سيقتنع الناخب بأهمية العضوية؟
كيف سيكون وجه المجلس المقبل؟ في اعتقادي، لن يتغير مجلس امة 2012 عن المجلس السابق، وربما سيكون الأسوأ! وسيقوم بعض من يفوزون في الانتخاب بالتصريح لاستجواب رئيس الحكومة قبل ان يقسموا اليمين، وسيكون بعضهم من المؤزمين اذا لم تلبَّ مطالبهم، وسيكون هناك قبيضة، ومن مقتحمي المجلس، ولن يتغير شيء في تركيبة المجلس، وان تغيرت بعض الوجوه، سواء اكان التغيير خمسين في المائة او مائة في المائة، لا يتغير حتى يغير الناخبون قناعاتهم بأهمية مجلس الامة، قال تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم، واهمية العضوية تأتي من تصرف الاعضاء طبقا للقانون في كل الامور، عند ذلك يمكن ان يتغير المجلس!
إذا أراد الشعب الكويتي التغيير فعليه أولا ان يطبق القوانين على نفسه، وان تحترم من دون خوف من عقوبة القانون، يجب ان تتغير ذهنية المواطن، اذا كان واعيا لمتطلبات المرحلة المقبلة، يجب على الناخب ان يبتعد عن القبلية والطائفية ويركز على الكفاءة - فقط - ويجب ان يختار من يتوسَّم فيه القدرة على القيام بأعباء العضوية، فقط.

د.عبدالله القتم

 

تعليقات

اكتب تعليقك