الفضلي ينتقد فتوي تحريم التصويت للعلماني والشيعي والإخواني

زاوية الكتاب

كتب 1386 مشاهدات 0



الراى

 رسالتي / الناخب «أبو جهل»

في هذه الأجواء الانتخابية تذكرت كلام أبي جهل حين سئل عن رأيه في دعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فقال: لقد تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف: أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا كنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء! فمتى ندرك هذا؟ فوالله لا نؤمن به أبداً، ولا نصدقه.
بعض الناخبين اليوم في تعصبه للقبيلة أو العائلة أو الطائفة أو الحزب، حاله كحال أبي جهل في عدم تأييده للحق حسدا وحقدا، فهو وإن رأى مرشحا فيه الخير والصلاح من غير مجموعته عزّ عليه أن يصوّت له أو يؤيده، خوفا من أن تخسر القبيلة أو التيار أو الطائفة مقعدها في البرلمان.
لقد سئمنا من سوء الاختيار بسبب التعصب الممقوت، فهذا ولد عم، وهذا قدم خدمة، وهذا رمى عقاله، وهذا صديق أبوي، وهذا من التيار، وهذا ابن الحزب...
فظهر لنا بعض الأثرياء فجأة، واحد من سرقة التراب، وثاني وجد الملايين في كبت أمه، وثالث من بيعه لبعارين أبوه، ورابع من مكتب المحاماة...
وخان البعض منهم أمانة المراقبة والمساءلة من أجل معاملة، أو منصب، أو قطعة أرض أو مزرعة، وكاد البلد أن يغرق ويضحى به وبمستقبله لولا لطف الله.
إن الكويت اليوم تحتاج فزعتنا جميعا، فزعة تكون بالأفعال لا بالأقوال، وأعظم ما نفزع به لها أن نحسن اختيار من يحرص على أمنها وخيراتها ومستقبل أبنائها.
كم فرحت وأنا أقرأ في «تويتر» عن شاب يقول : أنا ليبرالي لكني سأصوّت لجمعان الحربش، وليس بغريب أن نرى شيعيا يصوت لسني، أو بدويا لحضري، أو حدسيا لسلفي، إن كنا فعلا نريد تحقيق معنى شعار الله، الوطن، الأمير.
فتاوى ببلاش
أصدر أحد من ركبوا قطار التعالم فتوى ذكر من خلالها تحريم التصويت للعلماني والشيعي والإخواني، ووجدت من خير ما يرد عليه فيه هو قول الله تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ). النحل
ولا أدري ما هو دليله في مثل هذه الفتوى، وهل الدافع هو الحسد الحزبي، بعد رؤيته للمواقف المشرفة للإخوان والتي جعلتهم محل احترام الناخبين وثقتهم.
والمصيبة الأعظم هي تلك الفتوى التي أطلقها منتسب آخر للعلم وهو شيخ مصري واسمه طلعت زهران، حيث قال بأن تزوير حسني مبارك للانتخابات كان واجبا شرعيا، يثاب عليه من الله كمثل الثواب الذي ناله جمال عبدالناصر حين قتل سيد قطب. ( إن الحماقة أعيت من يداويها ).
رسالتي
نحن ما زلنا في تفاؤل من أن المواطنين استوعبوا الدرس من المرحلة الماضية وأنهم لن يخونوا الأمانة بالتصويت لقبيض أو متطلع لكرسي وزاري مقابل التخاذل عن مواقف الشرف، أو من يتهدد بشتم الناس إن وصل المجلس، أو جاهل متهم بقضايا، أو من حكم عليه بالتزوير،لأنهم يخافون السؤال يوم القيامة ( ستكتب شهادتهم ويسألون ).

عبدالعزيز صباح الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك