العراقي رائد الجلسة،والأفغاني زلزل القاعة

محليات وبرلمان

منافسة ساخنة في تصفيات مسابقة 'الكويت الدولية للقرآن الكريم'

2354 مشاهدات 0


استئنفت لليوم الثاني على التوالي فعاليات تصفيات جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته، وبدأت الجلسة المسائية أول من أمس، والتي كانت ساخنة بحق، حيث شهدت أكثر من مبدع، في تمام الساعة الخامسة بمقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بجنوب السرة بقراءة المتسابق منير خضر عجب الدور من تشاد وتقدم في فرع القراءات السبع من طريق الشاطبية، وعلى الرغم من أن هذا الفرع هو أصعب فروع المسابقة وأشدها تشابكًا واحتياجًا إلى التركيز البالغ، وحفظ المتون من الشاطبية والاتيان بالشواهد منها ،وعلى الرغم أيضًا من عجمة المتسابق فإنه قد نال استحسان الحضور وتفاعلهم معه لحسن أدائه وتمكنه الملحوظ ، فقد استطاع من خلال إجابته على الأسئلة التي قدمت إليه من قبل لجنة التحكيم أن يطوف بالحضور في بساتين خمس روايات متواترة، فأبدع وأجاد.        

أما المتسابق الجزائري إسماعيل بن أحمد بن الأخضر الذي تقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية ورش عن الإمام نافع فقد تغيرت لقراءته الأجواء، إذ انتفضت القاعة لبكائه فأجهش الجميع بالبكاء، لاسيما أن تلاوته خرجت ممزوجة بمشاعر صدق في الإحساس بكلمات رب العالمين والتجاوب معها والعيش في رحابها، لتصدق بذلك الكلمة القائلة 'ما خرج من القلب دخل إلى القلوب'.

جاء بعد ذلك الدور على المتسابق عبدالمجيد بن أحمد بن محمد من المملكة العربية السعودية وتقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، وكذلك المتسابق اوانغ حاج محمد فريد بن حاج محمد من مملكة بروناي دار السلام وقد تقدم في فرع حفظ القران كاملا برواية حفص عن عاصم.

أما المتسابق إحسان الله خليل الرحمن غوث كل من أفغانستان والذي تقدم في فرع تلاوة القرآن الكريم، فقد تلا ما تيسر له من سورة الرعد من قوله تعالى {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب...}، وقد تميز بقوة الصوت وحلاوته وحنانه وخشوعه، وتنقل بمهارة عالية بين المقامات الموسيقية المختلفة صعودًا وهبوطًا، قرارًا وجوابًا، وطرب له الحضور واستمتعوا بأدائه الرائع.

ثم جاء الدور على المتسابق ركان إبراهيم أحمد (كفيف) من العراق وتقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، وقد كان بحق رائد هذه الجلسة، كما أطلق عليه بعض الحضور، لما تمتع به من ثبات وتوازن موسيقي رائع وأداء متقن مميز، رغم أن الأسئلة التي قدمت له كانت من قبيل السهل الممتنع كما يقولون.

 ثم تلاه إسماعيل إدريس علي حجاي من السودان، وقد تقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم رضي الله عن الجميع، ثم في فرع التلاوة تقدم المتسابق محمد رشيد رضا شكري من ماليزيا ،وقرأ ما تيسر له من سورة الأنعام من قوله تعالى {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}.

نفحات قرآنية

وعلى هامش فعاليات الجائزة فقد أقامت اللجنة المنظمة محاضرة قيمة للداعية الاسلامي الشيخ نبيل العوضي بعنوان نفحات قرآنية تكلم فيها عن مدى تأثر القلوب النقية بقراءة كتاب الله، أما تلك الغافلة اللاهية فقال إنك لو قرأت على أصحابها من البقرة إلى الناس فلن تتأثر بشيء وقرأ بصوته الخاشع قوله تعالى {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّه}، محاولًا أن يحيا بالحضور في جلالة معاني هذه الآيات المباركة.

وقص العوضي قصة رجل كافر كان أصحابه يشددون عليه ألا يسمع القرآن لدرجة أنه من شدة منعهم له، قال لنفسه لا بد أن أستمع بنفسي، فاستمع فوقع القرآن في قلبه فآمن، كما حكى قصة آخر ركب سيارته ذاهبًا إلى مكان ما ليرتكب جريمة الزنا، فأراد أن يسمع شيئًا يسليه

إلى أن يصل ففتح المذياع فإذا صوت جميل يقرأ قوله تعالى {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله...} فرق قلبه وخشع ورجع عما كان ذاهبًا له، بل تاب وحسنت توبته.

كما ذكر قصة رجل ملحد قرأ في المصحف المفسر يومًا قوله تعالى {اقتربت الساعة وانشق القمر} وقرأ في تفسيرها أن القمر انشق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فرمى المصحف وقال ما هذه الخرافات، وبعد بضع سنين سمع عالمًا في إحدى الفضائيات يؤكد أن دراسة للقمر أثبتت أنه قد سبق له أن شق نصفين، فجعل يتذكر أين سمع هذه المعلومة وبعد فترة تذكر أنه قرأها في كتاب المسلمين فأحضره وأخذ يبحث فيه آية آية وصفحة صفحة حتى وصل إلى سورة القمر ومن ساعتها وقد وقر القرآن في قلبه فأسلم وحسن إسلامه وجعل يحكي للعالمين قصته.

وأكد العوضي أنه ما سمع أحد نقي القلب القرآن إلا علم أنه من عند الله، حتى مشركو قريش لما قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى {افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا} فخروا سجدا ثم بعد ذلك جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا.

ونصح العوضي حفاظ القرآن الكريم بأن يقرأوا تفسيره ليبينوه للناس، وقال مستنكرا : للأسف بين طلاب الجامعات اليوم من لا يعرف معاني كلمات أقصر السور التي تدور على الألسنة مثل 'الفلق والغسق والصمد...'، مؤكدًا أن حفاظ القرآن حياتهم مختلفة عن غيرهم، مشيهم مختلف وصلاتهم مختلفة، وكلامهم مختلف بسبب السكينة التي تتنزل على أهل القرآن، مشددًا على ضرورة اختيار الآيات المناسبة للمقام إذا طلب من أحدهم قراءة القرآن في الناس، اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي الختام قدم العوضي الشكر للقائمين على الجائزة، مؤكدًا أن مثل هذه المشاريع من أهم أسباب حفظ وطننا الغالي الكويت.

اليوم الثالث

وفي ثالث أيام جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته فقد ختم المحكم الإندونيسي سعيد المنور الجلسة بتلاوة محكمة فيما  تميز السوداني في القراءات والسوري في الأحكام ومخارج الحروف   

هذا وقد بدأت اختبارات اليوم الثالث من فعاليات جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته بقراءة مساء أول من أمس الجمعة بمقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بمنطقة جنوب السرة بالمتسابق عبدالملك بن بكري دملخي من سوريا، والذي تقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم وقد تميز بدقة مخارج الحروف التي كانت مثار إعجاب الحضور ولجنة التحكيم، كما أنه تمتع بقوة الحفظ، ثم جاء الدور على المتسابق عبدالله بن حسيب كابو من البوسنة وقد تقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، ثم المتسابق إدريس عبدالقادر من توغو وتقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، ثم المتسابق محمد إسماعيل حسن الدين من ماليزيا وتقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم،  وصلاح الدين وسيم مغربل من لبنان وتقدم في فرع حفظ القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، ومحمد هارون القاسم من أفريقيا الوسطى وتقدم في فرع تلاوة القرآن الكريم وقرأ من سورة لقمان من الآية 12 -17، ثم سلامي صرفندين توغو وتقدم في فرع التلاوة وقرأ من سورة آل عمران من الآية 116-119وعلي زانغري من بوركينا فاسو وتقدم في فرع التلاوة وقرأ من سورة الأنبياء من 16-  25، ومحمد عبدالمتعال عمر محمد من السودان وتقدم في فرع القراءات السبع من طريق الشاطبية، وقد كان موفقًا إلى حد كبير.

وبعد انتهاء التصفيات لهذه الجلسة اعتلى منصة المتسابقين عضو لجنة التحكيم الإندونيسي الدكتور سعيد عقيل المنور وقرأ من سورة الأحزاب ليمتع الحضور ويبين للمتسابقين كيف تكون التلاوة وكيف يكون الأداء الجيد مع الحفاظ على مخارج الحروف وأحكام التجويد، وقد أحسن وأجاد.   

وعلى هامش فعاليات اليوم الثالث قدم الداعية المصري محمد حسين يعقوب محاضرة إيمانية بعنوان 'ذكرنا' استلهامًا لقول الله تعالى {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون}، مستهلًا حديثه بتوجيه الشكر إلى دولة الكويت حكومة وشعبًا على الاهتمام بالقرآن الكريم (ذكرنا)، كما توجه إلى اللجان العاملة على تنظيم الجائزة قائلًا: إنه لشرف أيما شرف وإكرام أيما إكرام أن نعمل في خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى.

وأكد يعقوب أن صلاح القلوب وهداها ونورها لا توجد إلا في كتاب الله سبحانه وتعالى، موضحًا أن إبرهة لما جاء لهدم الكعبة وقف أمامه رجل يقول له اترك إبلي أما البيت يعني الكعبة فله رب يحميه، وبعد سبعين سنة وقف رجل من قريش أمام عرش هذا الملك يقول 'لقد ابتعثنا الله لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد'، متسائلًا ما الذي تغير؟ هل ملك العرب سلاحًا؟ إنه القرآن.

وبيَّن يعقوب أنه كان من ضمن مهام رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتلو القرآن على كما جاء في قول الله تعالى {... وأن أتلو القرآن...}، مبديًا أسفه على أنه مع تيسر سماع القرآن في هذا العصر فإن الناس لا يسمعون، ومشددًا على أن الأمة لن تقوم لها قائمة إلا بسماع كتاب الله وتدبره وفهم معانيه والعمل بما فيه، ومما يساعد على ذلك تمثل معنى أن هذا الكلام تكلم به الله رب العالمين.

وكانت القاعة قد غصت بالحضور، ما دفع كثيرًا منهم إلى الا ستماع إلى المحاضرة كاملة وهم وقوف، وقد سالت دموع الحضور حينما تساءل: هل تتخيلون الحياة الدنيا بدون القرآن؟ وذكر بعد ذلك قصة السيدة الجليلة أم أيمن التي بكت وأبكت أبا بكر وعمر ساعة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت إنما أبكي لانقطاع الوحي.    

اقبال فاق التوقعات

وفي تصريح صحفي على هامش فعاليات المسابقة قال رئيس لجنة البرامج والأنشطة بجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته عبداللطيف علي الكندري بأن الورش المقامة على هامش الجائزة والتي بلغ عددها 15 ورشة، مقسمة على ثلاثة مراحل صباحية ومسائية قد شهدت حضورًا كبيرًا وإقبالًا ملحوظًا من قبل المواطنين والمقيمين، رجالًا ونساء، لاسيما أنه تم الحرص على اختيار شخصيات قرآنية متقنة ومشهود لها للقيام بهذه الورش التخصصية الدقيقة مثل الشيخ جمال إبراهيم القرشي والشيخ عبدالله صالح العبيد في كتاب التحديد في الإتقان والتجويد للإمام أبي عمرو الداني، والأستاذة هاجر بنت محمد البلي من المملكة العربية السعودية (نساء) والشيخ جزاع الصويلح في مهارات تصحيح التلاوات والدكتورة فاطمة الجارد.

كما لفت الكندري إلى أن الإقبال الكبير الذي حظيت به المحاضرات الدعوية المقامة أيضًا على هامش الجائزة القرآنية الدولية فاق التوقعات، حيث زاد عدد الحضور فيها على ألفي مشارك في الأيام الأولى لها، لاسيما أنها ضمت كوكبة من دعاة الكويت والعالم العربي والإسلامي، مثل الشيخ نبيل العوضي والداعية المصري محمد حسين يعقوب.

وحث الكندري المواطنين والمقيمين على أرض الكويت الحبيبة على اغتنام الورش المقامة على هامش الجائزة لأنها تعتبر فرصًا نادرة للمتخصصين والمهتمين بالقرآن الكريم وتجويده والإبداع في تلاوته على أحسن صورة يرضى عنها رب العالمين، وكذلك الحرص على الانتفاع من المحاضرات التي يقدمها العلماء.

غداء بالابراج

هذا وكان ضيوف جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءته وتجويد تلاوته قد حلوا ضيوفًا على أبراج الكويت ، ذلك المعلم البارز من معالم دولة الكويت، بعد أداء صلاة الجمعة لتناول وجبة الغداء في هذا الجو الساحر الخلاب، وقد سعد الجميع بهذه الأجواء الأخوية بين المتسابقين بعيدًا عن روح المنافسة التي تشهدها قاعة التصفيات، كما أبدى الجميع أيضًا إعجابهم الشديد ببناء الأبراج الشاهق والمناظر الخلابة التي يراها الواقف في الأبراج وهي تدور في كل الاتجاهات.. ما جعل الجميع ينطق سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد حرص الضيوف على التقاط الصور التذكارية مع بعضهم البعض  ومع السادة العلماء أعضاء لجنة التحكيم وبعض أفراد اللجان المنظمة للجائزة ممن كانوا حاضرين.

الآن: محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك