الإخوان يتصورون أن الشعوب بلا ذاكرة ولا وعي!.. سعاد المعجل متعجبة

زاوية الكتاب

كتب 738 مشاهدات 0


القبس

الإخوان المسلمون

سعاد المعجل

 

مشكلة الإخوان المسلمين، سواء في مصر أو في غيرها من الدول العربية، أنهم يتصورون أن الشعوب بلا ذاكرة ولا وعي، وأنه لمجرد تسميتهم الإسلامية يكونون قد ارتقوا بذلك عن قذارة السياسة ودهاليز طموحاتها المتعرجة!
للإخوان المسلمين تاريخ حافل بالتحالفات، ومنذ نشأتهم في عام 1928، لكنها تحالفات خارج نطاق الإسلام، مما جعل تسميتهم بالإسلاميين أمراً مراوغاً لا علاقة له بالإسلام!
أشهر تحالفات الإخوان وتيارات الإسلام السياسي بشكل عام كانت مع الاستخبارات البريطانية والأميركية، وعلى الذين يريدون التعرف عن قرب على شكل وهوية مثل تلك التحالفات الشائنة ما عليهم سوى قراءة الكتاب الوثائقي الذي يتحدث عن مثل تلك التحالفات، وهو كتاب متوافر في أغلب المكتبات، الإلكتروني منها وغير الإلكتروني، الكتاب بعنوان «Secret Affairs»! يتناول وبالتفصيل كيف تحالف «الإخوان» بالذات مع الاستخبارات البريطانية، ومن ثم الأميركية في بعض أهم محطات التحول في المنطقة العربية! حتى أن إحدى الوثائق التي ذكرها الكتاب تتناول حواراً بين مسؤولين استخباراتيين حول احتمال أن يشكل «الإخوان» خطراً على المصالح الغربية في المنطقة، وحيث كانت الإجابة بأنه ومهما شكلوا من مخاطر، «أي الإخوان»، فإن خطرهم لن يكون قطعاً بحجم ما يشكله فكر جمال عبدالناصر القومي من خطر حقيقي ومباشر على المصالح الغربية في المنطقة!
تحالفات «الإخوان» لم تكن مع الاستخبارات الأجنبية وحسب، بل تحالفوا مع الأنظمة السياسية التي تتحمل اليوم مسؤولية ما حل بالشعوب والدول العربية من كوارث وتدهور في شتى المجالات! فقد سبق أن تحالفوا مع السادات لضرب اليساريين والشيوعيين، على الرغم من سياسة السادات السلمية التي يتشدق «الإخوان» بأنهم ضدها! وتحالفوا مع الرئيس السابق مبارك في انتخابات عام 2005، في سبيل حصولهم على 88 مقعداً، ولكي يفتح لهم باب الاستثمار، ويكسبون من خلاله الثروات الطائلة والوكالات التجارية، التي تقتات على قوت ولحم الشعب المصري المقموع، كل ذلك كان ثمنه عدم انتقاد مشروع التوريث!
اليوم يحاول «الإخوان» في مصر تبرئة ساحتهم من تهم المراوغة والخداع، ويرد المتحدث باسمهم رافضاً تهمة الكذب والخداع السياسي في ما يتعلق بموقفهم من معركة الرئاسة، مدعياً بأن قرارهم بعدم الدفع بمرشح للرئاسة قد تغير حينما فازوا في انتخابات البرلمان. وكان من الطبيعي التعاون مع سلطات الدولة الثلاث، بالإضافة إلى رغبتهم في تعزيز الديموقراطية! وهنا يكمن السؤال حول دور الإخوان الحقيقي في تعزيز الديموقراطية، فهل سيسمح للمسيحي بحقوق المسلم ذاتها، وهل ستعطى المرأة حقوق الرجل نفسها، وهل سيتراجع «الإخوان» عن نهج مرشدهم الأول حسن البنا الذي لم يؤيد تعليم البنات، وهل سيتغير إسلامهم وتأويلهم للنص القرآني المقدس، كلما تغيرت المواضيع والظروف السياسية؟
هذه بعض من الأسئلة التي يتوجب على الإخوان المسلمين أولاً الإجابة عنها، قبل أن يفرضوا أنفسهم على الساحة السياسية!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك