د.خديجة المحميد تكشف وجهاً آخراً من الحقوق المنقوصة للبدون

زاوية الكتاب

كتب 634 مشاهدات 0


الأنباء

مبدئيات  /  وجه آخر من الحقوق المنقوصة

د. خديجة المحميد

 

نحن في وطن تقر المادة الثانية من دستوره أن دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع، وهذا الدين العظيم والمصدر الرئيس للتشريع يقرر ما أفادت به السنة النبوية أن الناس سواسية كأسنان المشط، وأيضا عن الرسول صلى الله عليه وسلم «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم». نعم سواسية في الكرامة الإنسانية مساواة نص عليها القرآن الكريم بآياته الصريحة والواضحة. «يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة» النساء - 1. من خلال هذه المبادئ الربانية السامية لنقيم أوضاع فئة إنسانية تعيش بيننا وتتصف بأنها من غير محددي الجنسية، في المقال السابق كان حديثي حول المعلمات من هذه الفئة يعلمون أبناءنا كغيرهن من المعلمات ولكن يحرمن من المساواة في الإجازات المستحقة برواتب، فهل مثل هذا السلوك غير المنصف من وزارة التربية والتعليم ينسجم بشيء مع المبادئ الإسلامية التي نص عليها ديننا الحنيف في المساواة؟!

وكلامي اليوم في وجه آخر من الحقوق المنقوصة وهدر الكرامة وعدم الإنصاف الإنساني لأبناء هذه الفئة المحرومة، فمع تأكيد وزارة التربية استمرارها الالتزام بنفقات تعليم أبناء غير محددي الجنسية في المدارس الخاصة من خلال الصندوق الخيري إلا أن الواقع التنفيذي نجده مختلفا، ففي البداية كان المجال لتعليمهم مفتوحا بلا شروط، ثم قيد بشرط توافر بلاغ الولادة، وأخيرا بشرط عدم وجود أي قيد أمني على أسرة المحتاج إلى التعليم، فامتنعت بعض المدارس الخاصة عن تسجيل أبنائهم للعام الدراسي الجديد بذريعة أن أولياء أمور هؤلاء الطلبة بطاقتهم الأمنية منتهية، هذا رغم علمهم أن إجراءات تجديدها تستلزم عادة التأخير.

وأيضا إذا تخرج هؤلاء الأبناء في الجامعات وحصلوا على شهادات تؤهلهم للعمل والعيش الكريم فإنهم يجدون كما هو حاصل فعلا اليوم جميع الأبواب موصدة أمامهم في وضع يتقاذفهم فيه ديوان الخدمة والجهاز المركزي. إن حق العلاج والتعليم والعمل من أساسيات حقوق الكرامة الإنسانية التي نادت بها جميع الشرائع السماوية، حتى الدساتير الوضعية، ولا يمكن أن يلغيها نظام يتعلق بجنسية البلد التي يقيم فيها الإنسان، ذلك أن الهوية الإنسانية وحقوقها المشروعة تتمتع بالأصالة التي تعلو وتتقدم على الحدود الجغرافية لأي موطن، فإذا كنا لا نلتفت من الناحية العملية لمقياس المساواة بين البشر في الكرامة الإنسانية، ألا نوجد في قلوبنا مساحة للرحمة التي توفر فرص العيش الكريم لهؤلاء الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة، كما تمتد قلوبنا وأيادينا للمحتاجين خارج الكويت بسخاء لافت للقاصي والداني، فالأقربون أولى بالمعروف، والرحمة يا أهل الرحمة، فالرحمة عنوان ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء - 107.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك