ذهب وزراء المالية ولكن ما الذي تغير؟! علي الذايدي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 856 مشاهدات 0


 
KING KONG 
 
كتب علي الذايدي

ذهب الشمالي أدراج الرياح، وقبله الحميضي وسبقهم يوسف الابراهيم وسيلحقهم القادم أيا كان اسمه، فما الذي تغير؟
هذه ليست دعوة للسكوت عن الفساد،وليست دعوة للتقاعس، ولكنها دعوة لاجتثاث الفساد من جذوره وليس فقط قص بعض أذرعته هنا أو هناك.
الفساد في الكويت لم يعد ظاهرة فقط، ولكنه أصبح أسلوب حياة وواقعا نعيشه يوميا ونراه في كل مكان، بل انه تفرع ليشمل جميع نواحي الحياة في البلد.
فهناك الفساد المالي وهو الأكثر شيوعا، والفساد الوظيفي والفساد الاخلاقي والفساد الديني وغيرها من أنواع الفساد.
الفساد أصبح باختصار أقوى من KING KONG القرد العملاق الذي دمر مدينة نيويورك،وتجذر عميقا في حياة الناس والمجتمع لدرجة أن من يريد أن يحاربه فلا بد أن يكون جزءا من منظومته ولابد أن يدور في فلكه لكي يستطيع أن يسد ثغرة ولو بسيطة في بنيان الفساد المنيع.
هناك مثل يقول “ أحيانا لابد أن تفعل قليلا من الشر من أجل خير أعظم” ولذلك يقوم بعض النواب ممن يحاربون الفساد ويتصدون له بكسر القانون أحيانا من أجل بعض اصوات الناخبين ليضمنوا وصولهم للكرسي الأخضر، ليس لأنهم فاسدون بالفطرة ولكن لأن المجتمع لا يقبل بتاتا نائبا خاليا من الفساد بنسبة 100%، فالفساد كما أسلفنا أصبح وسيلة حياة وليس شبحا مرعبا تحاربه المجتمعات المتحضرة، لأننا ببساطة كلنا شركاء به شئنا أم أبينا.
لا أريد أن أبدو متشائما ولكن يبدو أن الناس بدؤوا بتقبل الفساد، ولم يعد الفساد بالنسبة لهم يمثل ذلك الغول المرعب الذي يهدم المجتمعات، فتمكنوا شيئا فشيئا من التعايش معه والتحكم به، فمن أخذ الفساد حقه في وزارة التعليم العالي قد اخذ هو نفسه حق غيره في وزارة الصحة عن طريق الفساد،ومن تسبب الفساد في تجاوز مسؤوليه ترقيته في وزارة الشؤون، أخذ أخوه حق غيره بالترقية في وزارة الإعلام وهكذا دواليك حتى يبدو أن ظلم الفساد العادل على الجميع قد أصبح نوعا من انواع العدالة العجيبة والتي لا توجد إلا في الكويت.
الفساد ليس أشخاصا، ولكنه نهج ومحاربة نهج استمر أكثر من 50 عاما يحتاج لوقت طويل وصبر وشوية ضمير بس....والله المستعان.
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك