مجزرة الحولة: الموج الأحمر يدق أجراس الانتقام‎

زاوية الكتاب

كتب 5675 مشاهدات 0

من مجزرة الجولة

أ.د. علي أسعد وطفة : الموج الأحمر يدق أجراس الانتقام.. الثوار من أمامكم والجماهير من خلفكم فأين هو المفر يا طغاة الزمان؟


ترتسم دماؤكم الطاهرة يا أطفال الحولة أنينا مقدسا يعصر الكون بلهبه وحزنه... وتعزف دماؤكم الطاهرة ألحان المجد على بوابات الانتصار... دماؤكم النبيلة يا شهداء الحولة تنهض اليوم أنشودة كونية وترتسم لحنا كونيا يضخ الحياة ضمخا سحريا دافئا في غفوات الليالي وإشراقات الأيام.
نزفت قلوبنا مع كل قطرة دم من قطرات دمائكم التي ستطهر الكون من رجس الطغاة الشياطين... قطرات دماؤكم الغالية ستطهر نفوس السوريين من رجس الجبن والخوف والعار والهزيمة... دماؤكم هي قطرات الندى التي ستينع معها الأيام ليزدهر مستقبل الحياة في أرض سوريا الوطن بالحرية والكرامة والحق والخير والجمال.
هبّ الوطن يا أبناء الحولة يا شهداء الوطن يستصرخون الضمائر الغافية في هذا الوطن أن تستيقظ على ندى الحرية وتنهض على ضمخ الكرامة وشذاها... هبّ الوطن بأطفاله وشيبه وشبابه يحيّون شموخكم وعزتكم وكرامتكم وأنتم تواجهون الموت العابث.. وها هي الإنسانية تحييكم تحية العزة والكرامة والإباء إكراما لآلامكم وأوجاعكم التي ستطهر الأرض من رجس الشياطين والجبابرة والموسوسين والمأجورين وسفاكي الدماء.. السوريون جميعهم (إلا عبيد الطغاة الأوثان) يقفون اليوم بحزن وصمت وألم وعرفان أمام تضحياتكم العظيمة الجليلة من أجل الوطن وأبنائه في قادم الأيام.
أما أنتم أيها السفاحون والمجرمون والقتلة فإننا نبشركم بأن سويعاتكم قد دنت... ضعوا أياديكم على أعناقكم وانتظروا فالموج الأحمر قادم... فالشعب سيزحف والجماهير تتقدم كالسيل الجارف.. وأجراس الانتقام تدق على أنغام التضحيات الكبرى لشهداء الحرية والكرامة... الجماهير الغاضبة لن تنتظر كثيرا... مشاعرها تلتهب.. غضبها يموج كما تموج رمال الصحراء في يوم عاصف.... لن يستطيع السوريون الشرفاء الانتظار بعد اليوم... قرأت الغضب في وجههم قرأت الموت في أعينهم... قرأت الانتقام في قلوبهم... إنهم قادمون... قادمون فانتظروا يا أولي الألباب.
أيها الطغاة: صدقوني لن تقوم لكم قائمة بعد اليوم... فالأرض تميد بكم... وتهتز بأركان وجودكم...لن ينفعكم ولد ولا مال ولا قلم...
قلوب عبيدكم... من أشباح وكتاب وجنود ومثقفين ورجال دين الذين باعوكم أنفسهم.. باعوا أنفسهم للشيطان...ترتجف اليوم على وقع المجازر الدموية الرهيبة التي ارتكبت وآخرها في الحولة قانة سوريا الحمراء... وهم وأنا على يقين لن يصمدوا إلا قليلا فما عاد العبيد هم أيضا يستطيعون الصبر على هذه الويلات الكبرى التي ترتكب بحق شعبكم بحق أطفال سوريا ونسائها وشيوخها وشبابها.
أيها الطغاة.. لقد أنستم واستسغتم سفك الدماء حتى صار فيكم سفك الدم عادة والقتل عبادة.... قتلتم الأطفال والنساء وثكلتم الأمهات فلم ينجوا من فظاعة جرائمكم بشر أو شجر أو حجر!
يا زنادقة الزمن... أيامكم انقضت... وعروشكم اهتزت... والأرض تميد بكم... وزمنكم ولى الأدبار... إنها سويعات صدقوني... سويعات على مقياس الدقائق والثواني.... فاغتنموا ثوانيكم ودقائقكم وأيامكم قبل أن يصل إليكم الزحف القادم.... وهو قادم.. قادم.. قادم.
لقد أثبت الشعب السوري العظيم أنه لا يخشى الأيام... إنه الشعب الذي يهز عرش المستحيل... ولن يمنعه من الانتقام من الطغاة مانع وإن بلغ أسباب السماء...
أما أنتم يا عبيد النظام وسدنته وشبيحته.... الطائرات التي ستنقل سادتكم عددها قليل في الأجواء ومقاعدها للصدق هي أقل أكثر.... سادتكم سيحلقون في الأجواء إن واتتهم الفرصة... وهم الآن يضعون السينيارهوات الأخيرة أو اللمسات الأخيرة للخطة (ب) أي الرحيل للاستمتاع بما جمعوه وحصدوه وسلبوه من أموال المسحوقين والفقراء من السوريين الأشداء.
يا عبيد النظام وسدنته ومثقفيه وفقهائه أين المفرّ؟ الشعب من أمامكم.... والجماهير من خلفكم! الغاضبون من أمامكم والثوار من خلفكم فأين المفر؟ هل سيعتلي محمد سعيد رمضان البوطي منصة الجامع الأموي في خطبه العصماء دون حراس النظام وجنوده؟ وهل سيرى حسون له نظيرا أو ظهيرا؟ من لكم يا أعضاء مجلس الشعب المنتخبون من شبيحة النظام؟ أين ستذهبون أيها الضباط الأشاوس في قادم الأيام؟ أين سيذهب الدبلوماسيون الأوفياء لنظامهم؟ أين ستكون ندواتكم وشاشاتكم أيها الخطباء والمفكرون؟ السيل قادم الزحف العظيم يتقدم هائم قادم!
إنهم قادمون!! قادمون كالبحر الهائج؟ سفنكم ستتطاير على جبال من أمواج الجماهير الزاحفة الثائرة. فأين هو المفرّ؟ أين المفرّ يا أزلام النظام! ما زالت لديكم سويعات لحظات... الموج قادم... السيل قادم...الأمر الأعظم قادم... فاغتنموا الدقائق القليلة والسويعات المتهالكة عساكم تنقذون أنفسكم من غضب الثوار في اللحظات الأخيرة.
أما أنتم يا سادة النظام فما أشبه القول في نظامكم هذا: نظام إذا ضرب الحذاء بوجهه صاح الحذاء بأي ذنب أضرب. التاريخ لا ينتظر إنه يتقدم... يتقدم.
فسلام عليكم أيها الثوار... أيها الأحرار... سلام على دماء الشهداء في سوريا... سلام على الرعيل الأخير من الثوار ثوار حولة أطفالها شبابها... سلام عليكم يا شهداء الحولة... وألف سلام على أرواحكم الطاهرة ودمائكم المباركة التي ستكون الضربة الأعظم في صدر النظام القاتل الأرعن.
__________
أ.د. علي أسعد وطفة - جامعة الكويت

مقال اليوم-اخبار الشام

تعليقات

اكتب تعليقك