عن نكسة الإخوان.. يكتب وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 871 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  نكسة للإخوان

وليد الرجيب

 

حكمت المحكمة الدستورية العليا في مصر يوم الخميس 14 يونيو الجاري بحل مجلس الشعب ورفض قانون العزل السياسي وتثبيت أحمد شفيق مرشحاً للرئاسة في الانتخابات التي يفترض أن تجرى خلال هذين اليومين.
وبالطبع فان هذا القرار قد أربك حسابات ملايين الناخبين المصريين وبينهم على وجه الخصوص الاسلاميون، الذين صدموا بهذا القرار بعدما ظنوا أنهم استولوا على السلطات جميعاً التشريعية والشورى والرئاسة واللجنة التأسيسية لوضع الدستور.
وأظن أنه لم تغب عن المجلس العسكري ولا السلطات القضائية لعبة الاخوان المسلمين للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس الشعب ومجلس الشورى واللجنة التأسيسية لوضع الدستور، وكيف تحايلوا بأن أدخلوا ترشيحات الأعضاء المستقلين التابعين لحزبهم وحزب النور السلفي، حيث ينص قانون الانتخاب على السماح بترشيح نسبة من الأحزاب ونسبة من المستقلين، كما لم يفت على أحد أن المشاركين في لجنة وضع الدستور في غالبيتهم من الاخوان المسلمين، اذ انه حتى ممثلي النقابات وغيرها من المؤسسات والفئات الذين يفترض أن يشكلوا 50 في المئة من اللجنة التأسيسية ينتمون في معظمهم الى الاخوان المسلمين، مما خلق أغلبية اسلامية أدت الى انسحاب عدد من الأحزاب الليبرالية والشخصيات المستقلة.
وخلت الساحة الآن أمام المرشح أحمد شفيق الذي يعتبر من فلول النظام القديم بدعم قوي من المجلس العسكري، حيث قال في مؤتمره الصحافي الحاشد والاحتفالي: «نحن عائدون شاء من شاء وأبى من أبى»، والذي فسرته الجماهير المصرية المعارضة له أنه يقصد النظام القديم.
وقد بدأت بوادر الأزمة عندما قدمت الانتخابات النيابية على وضع الدستور، ودافعت الأحزاب الاسلامية عن التعديلات على بعض مواد الدستور، بدلاً من وضع دستور جديد يؤطر لدولة مدنية ديموقراطية، بل كفرت من يقول لا للاستفتاء أما من يقول نعم فسيدخل الجنة، ولم تستطع أن تفعل ذلك لولا أنها حظيت بدعم ومباركة المجلس العسكري والولايات المتحدة، حيث تعهدت أمام الأخيرة بأنها ستحافظ على معاهدة السلام مع اسرائيل.
الآن ليس أمام الاسلاميين سوى استخدام الشارع والجماهير الثائرة واستخدام مفردات الثورة التي انقلبت عليها سابقاً وكفرت التظاهرات المليونية، وتغاضت عن شهداء ميدان العباسية وماسبيرو الذين في معظمهم من الأقباط وكذلك شهداء مجلس الوزراء.
قلت في مقالات سابقة ان مشكلة الاخوان والاسلاميين بشكل عام، أنهم ينغرون بالفوز السريع ويعتبرونه فوزاً دائماً، وهذا ينطبق على اسلاميي الكويت، كما أنهم يعتقدون بأن براغماتيتهم وانتهازيتهم ستمر على وعي الشعوب.
فهل سينفض جزء من مؤيديهم عنهم؟ أم ان التخلف الاجتماعي والثقافي والجهل سيجعل الناس يتمسكون بهم؟ هل سترتفع أرصدة حمدين صباحي؟ وهل سيتم انتخاب رئيس للجمهورية في ظل غياب مجلس الشعب والدستور؟ وهل ستظل السلطة بيد العسكر؟ كل الاحتمالات مفتوحة وواردة، لكن الأكيد أن ثورة الشعب المصري لم تنته كما ذكرت مراراً وتكراراً.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك