'مخيفة'.. سامي الخرافي واصفاً معدلات الطلاق في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 1868 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  الطلاق بعد شهر العسل!

سامي الخرافي

 

تذكرت مشهدا من مسلسل محكمة الفريج عندما أراد الممثل علي البريكي أن يطلق زوجته لأمر تافه لأنها أعطته ماء حارا بدلا من البارد، وقال حرق براتمي فقال لها: ثلاثة طلاق، ومن هذا المنطلق ما كنت أتخيل يوما أن تصل نسبة الطلاق في مجتمعنا الكويتي إلى هذه الأرقام المخيفة، فهناك إحصائيات ذكرت أن نسبة الطلاق تصل من 40 إلى 60% وهي نسبة مخيفة تدل على أننا مجتمع متفكك أسريا، وأن لدينا مشكلة اجتماعية أسرية ينبغي أن نلتفت إليها ونضعها في دائرة الاهتمام.

ومما آلمني حقا أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق هي حالات طلاق مبكر وتنتشر بين جيل الشباب الذين تترواح اعمارهم من 20 الى 30، أي إنها حدثت بعد شهر العسل، أو بعد عام أو عامين من الزواج، ومعظم هذه الحالات يكون لديها أطفال، وأعتقد أن هؤلاء الأطفال سيكونون ضحايا هذا الطلاق المبكر، وهو ما سينتج عنه جيل كويتي متفكك أسريا، ويعاني من الضياع والتشرد والإهمال، ويشكل عبئا ثقيلا على المجتمع وعلى الدولة، ونسي هؤلاء أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله تعالى، واصبح في مفهوم البعض للاسف هو «اول العلاج» رغم أنه يهدم كيان الأسرة ويفرق بين أفرادها.

وأسباب الطلاق كثيرة، لكن الغالب في حالاته بالكويت حسب ما ذكرت بعض الدراسات سوء الاختيار مثل ما يحدث عند زواج الفتيات بأزواج أكبر منهن سنا طمعا في الثراء، والفارق الاجتماعي والمستوى التعليمي بين الطرفين ما يصعب معه التفاهم حول المشكلات التي تواجه الأسرة، وكذلك من ضمن أسبابه عدم قدرة الرجل على الإنفاق ورغبة الزوجة وتطلعها إلى مستوى معيشي أعلى، وأيضا الزواج من الأجنبيات وما يسببه من اختلاف في الطباع، والمستوى الفكري واختلاف العادات بما يفسد الحياة بين الطرفين، أو ان يقوم الزوج بالطلب من زوجته ان تأخذ قرضا ليجعلها تتحمله ومن بعد ذلك يقوم بتطليقها والعكس صحيح ايضا، أو عدم أداء الزوج لواجباته الأسرية تجاه زوجته وتحملها لجميع الامور وتكون مسؤولة عن كل شيء مما يؤدي الى تحملها للكثير من الضغوط النفسية ويؤدى بالتالي الى انفجارها بأي لحظة من اللحظات وتطلب الطلاق، أو الزواج بأكثر من زوجة، عندها تفضل الطلاق بدلا من أن تكون الزوجة الاولى وايضا بسبب اهمالها من قبل الزوج واهتمامه بالزوجة الجديدة على حسابها، وبالتالي احساسها بالظلم وهي انسانة وحساسة بطبيعتها، ناهيك عن غياب الزوج والهجر وعدم الإنفاق، ومن أسباب الطلاق أيضا اعتماد الزوجين بشكل كبير على الأهل في حياتهم مما يجعلهم اتكاليين، وكذلك هناك امر مهم جدا هو عدم تنازل أي من الطرفين في عدة أمور والكل يصر على رأيه فيحدث الطلاق، ومن الأسباب أيضا التي لا تنتهي تواجد الزوجة بشكل مستمر خارج المنزل وشعور الزوج بالإهمال سواء من ناحيته أو من ناحية أولاده، وهناك الكثير والكثير من الحالات التي تؤدي بالتالي إلى استحالة الحياة الزوجية، زد على ذلك أن هناك للأسف من يشجع الزوجة أو الزوج على الطلاق ويقول لهما «طلقها، وراح تلقى أحسن منها»، أو «تطلقي منه وراح تلقي أحسن منه».

في إحدى حلقات برنامج «تو الليل»، الذي يعرض على قناة الوطن، تناول مشكلة ارتفاع حالات الطلاق في الكويت، وذكر أن لدينا في الكويت 15 ألف مطلقة كويتية لا تتجاوز أعمارهن الـ 24 سنة، وتطرق إلى عدد من الحالات، التي تقشعر لها الأبدان، فكيف يمكن لأم مثلا أن تتفق مع ولدها «المعرس» على أن يتزوج ويطلب من زوجته أن تأخذ قرضا ثم يطلقها؟ هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة؟ وهل حالة الترف والرفاهية، التي يعيشها المواطن الكويتي، وحب الناس الشديد للمال والماديات قد ساهم إلى انتشار هذه الظاهرة المرعبة؟

يقول الله تعالى في كتابه العزيز (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، فالمرأة سكن للرجل، والرجل سكن للمرأة، ويجب على من ينوي الزواج من الشباب أن يسعى إلى تثقيف نفسه، ويبادر إلى معرفة شخصية الفتاة التي ستشاركه الحياة، وأن تبادر جميع الجهات الرسمية والمجتمعية إلى تثقيف الشباب وتوعيتهم حول الزواج الناجح ومخاطر الطلاق، لننشئ أسرة كويتية متماسكة ونخفف من حالات الطلاق الذي يمتد خطره إلى المجتمع كاملا، وإلى جميع أبنائه الذين هم أمانة في أعناقنا.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك