مطالبا الخازن الاعتذار للشعب الكويتي،

زاوية الكتاب

الرشيد: هذا ما يريده الكويتيون من مطالب إنسانية وليس السفر والصوم والبَسْط

كتب 4320 مشاهدات 0

الخازن والرشيد

كتب جهاد الخازن مقالا بالحياة اليوم ينتقد فيها الكويتيين متسائلا عما يريدون ويطالبهم باحترام الشيوخ وحمد الله على نعمه والتفرغ للسفر والصوم برمضان، نص المقالة:

هل يمكن أن يشرح لي أحد القراء مشكلة الكويتيين؟

أربعة برلمانات وسبع حكومات منذ 2006 ولا أحد راضياً عن أحد. الكل يشكو، والتهديدات المتبادلة والتهم أكثر من سهام المشركين، فلا يرى أحد الحقيقة.

الحقيقة كما أراها أنا هي أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح من خيرة القادة العرب والعالميين، وعلى إمتداد 40 سنة لم أرَ منه سوى حكمة وصبر وبُعد نظر، وهو الذي قال لي بعد أسابيع من القمة العربية في بغداد في أيار (مايو) 1990، وقبل أي تهديدات عراقية، أن صدام حسين مغرور متغطرس ومغامر بلا عقل يردعه، والله يستر الجميع منه. قال هذا فيما كان كويتيون يدبجون المقالات في مدح صدام وينشدون القصائد ويقصدونه.

الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح عنده مشكلة، ومشكلته هي أنه إنسان خلوق غير مؤذٍ، أو «آدمي» كما نقول باللهجة اللبنانية. لو كان يحمل ضغينة ويطعن في الظهر لما تجرأ عليه أي نائب يعرف أنه سيدفع ثمن قلة أدبه. الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح مثله، والنتيجة أن النواب يتجرأون عليه.

الكويت بلد ثري فيه مساحة كبيرة من الحرية السياسية والشخصية، وهو في الربع الأول بين الدول في قائمة الفساد العالمية. وقد ذهب صدام حسين ولن يعود، ولا أحد يهدد السلامة الاقليمية للبلاد، والدخل النفطي العالي مضمون لأجيال مقبلة.

أرى أن لا سبب إطلاقاً للنكد السياسي المستشري، بل ثمة أسباب كثيرة ليَحمِد الكويتي ربّه على ما أنعم به عليه.

بدأت بالكويت لأنني لا أرى أي مبرر لأزمة سياسية مستمرة منذ سنوات، في حين أرى أن كل بلد عربي آخر يعاني من مشكلات عدة، بعضها يكاد يكون من دون حل.

مصر يقترب عدد سكانها من 90 مليوناً في بلد المسكون من أرضه أقل من عشرة في المئة من مساحته، والجمهورية الثانية يسيطر عليها الإسلاميون من دون أي برنامج إقتصادي للنهوض بالبلد ومن دون كوادر تستطيع تنفيذ البرنامج لو وُجِد. وحيث لا يسيطر الإسلاميون، هناك العسكر الذين لم ينتخبهم أحد، والبلد مقسوم مناصفة كما أظهرت نتائج إنتخابات الرئاسة، ومع ذلك فالنصف على الأقل لا يمثله أحد في مواقع السلطة الحقيقية.

الوضع في سورية أسوأ كثيراً فالقتل اليومي مستمر ويزداد، والحديث عن حرب أهلية لم يعد مجرد تخويف بل أصبح مقنعاً في وجه بطش السلطة وإنقسام المعارضة، وعجز الدول العربية، فيما الدول الأخرى تتردد، أو تتواطأ مع النظام. والحلف مع تركيا (ومصر) تحوّل الى مواجهة مسلحة، وتهديدات بحرب.

السودان إنقسم بين شمال وجنوب، والوضع لا حرب ولا سلام، والكره مستمر، والحكم في السودانَيْن بين سيّء وأسوأ منه.

في تونس يهاجم متطرفون محلات بيع الخمور، وهي للأجانب في بلد أهم موارده من السياحة، ويحاولون فرض الحجاب على بنات الجامعة، ويهددون كل مَنْ يعارضهم فهم أعداء الديموقراطية التي تسمح لهم بالترويج لأفكار ظلامية، تخالف سماحة الدين والإنسانية.

يظل الوضع في تونس أفضل منه في ليبيا حيث كل مواطن قادر مسلح، وهناك ميليشيات تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد والحكم الإنتقالي عاجز، وثمة جرائم وحشية تُرتَكب كل يوم ضد أي مواطن يُتّهم بأنه جزء من النظام السابق، وهذا من دون أن ننسى أن قَتْلَ معمر القذافي بوحشية بعد إعتقاله جريمة حرب لم يُعتَقل مرتكبوها ولن يُعتَقلوا، مع أن جريمتهم مسجلة بالفيديو. وليبيا أحيت أمس ذكرى مذبحة سجن أبو سليم وتُرتكب فيها كل يوم جرائم جديدة.

اليمن أصبح قاعدة «القاعدة» في جزيرة العرب، وهناك حركات إنفصالية في الجنوب والشمال، ومعارك بين يوم وآخر وغارات لطائرات من دون طيار، قد تقتل إرهابياً إلا أنها غالباً ما تقتل مدنيين أبرياء معه، وإن لم تقتلهم الطائرات الاميركية يقتلهم الإرهابيون.

في العراق حكم طائفي، وخلاف ضمن الطائفة الواحدة، وحركة إنفصالية كردية في الشمال، وطلبات حكم ذاتي في الجنوب. أغنى بلاد العرب بالماء والنفط يكاد يدمره أبناؤه.

هل أحتاج أن أحكي عن الأردن الذي يحمل الرقم القياسي في عدد رؤساء الوزارة والوزراء السابقين، أو عن لبنان، وولاء غالبية من سياسييه لدول أجنبية جهاراً نهاراً وبوقاحة متناهية.

كل دولة عربية لها مشاكل حقيقية حلّها بين صعب ومستحيل، والكويت هي الإستثناء، ثم يختار الكويتيون أن ينكدوا عيشهم بأيديهم. يا ناس الدنيا صيف، سافروا وإنبسطوا وصوموا رمضان وأشكروا ربكم على نِعَمِه عليكم

فرد عليه أنور الرشيد-أمين عام مظلة العمل الكويتي (معك)، بالمقال التالي، مطالبا إياه العتذار للشعب الكويتي:
الكاتب الكبير في عالم الصحافة العربية والرجل الشهير في أوساط الشيوخ والملوك والرؤساء والكاتب بجريدة الحياة المقيم بلندن منذ عشرات السنين، ما انفك يلوم الخليجيين الذين يطالبون بالإصلاح في دول الخليج، وقد سطر اليوم مقالة يهاجم فيها الشعب الكويتي لمطالبته بالإصلاح والحكومة الشعبية اليوم وعنوانها  'يختارون أن ينكدوا عيشهم بيدهم' [الجمعة 29يونيو الطبعة الدولية[ ولا أدري لماذا يحجر علينا الأستاذ جهاد مطالب الشعب المشروعة بالإصلاح والاستقرار؟ ولا لماذا يعتقد بأننا نبحث عن تخريب عشنا بيدنا؟ لقد خلط جهاد في مقالة السم بالدسم كما يقال، وأنا شخصيا أربأ بكاتب كبير بحجم جهاد الخازن أن يكون منطقة منطق رجل الشارع العادي الذي يقارن ما بين السيئ و الأسوأ، وهي مقارنة مجحفة بكل تأكيد نقبلها من ضعاف العقول ورجل الشارع غير المسيس و لكن أن تصدر من قلم الخازن بحجمه فهذه واسعة لانستطيع إلا أن نفندها كما طالبت من القراء أن يشرحوا لك مشكلة الكويتيين ، ولن ندعها أن تمر بدون تمحيص لتبيان الحقيقة ولكي لاينخدع القراء بهذا الرأي غيرالسديد.
 هل يدرك و يعرف و يستوعب السيد الخازن بأن الصراع في الكويت هو صراع بين دولة المشيخة و دولة القانون؟ إن كان يدرك فهي مصيبة أن يكتب ما كتبه، وأن كان لا تعرف هذه الحقيقة فالمصيبة أعظم، و أن كنت تنعتقد بأن الكويتيون يعيشون برغد فأنت واهم ولا تدرك الحقيقة على الأرض التي يجب على كاتب بحجمك أن يدركها إلا أن كنت تريد أيهام القراء بغيرها ، يضيق المجال بسطر هموم المواطن الكويتي في التعليم والأمن والسكن والعمل والخدمات الصحية وأزمات المرور والفوضى والمحسوبية والفساد وغياب المحاسبة لكبار المتنفذين والفاسدين والأفاقين الذين أصبحوا علية القوم، واللصوص الذين يتصدرون المشهد بمباركة من السلطة وبعض شيوخها.
 هل تابع جاهد الخازن المحطات التاريخية التي مررنا بها عبر عقود تخللها أنفراد بالسلطة وأنقلاب على الدستور و تزوير إرادة الشعب والتضييق على الكويتيين في كل مناحي الحياة وتقييد حرياتهم بالسفر بناء على بلاغ من شركات الاحتكار ومطاردات البنوك وعبودية المواطن الكويتي لسياسات القروض التي باركتها الحكومة التي يسيطر عليها الشيوخ وتجار الاحتكار، وانعدام تكافوء الفرص بسبب تفشي الفساد والمحسوبية والرشوة، أم أن حكم الخازن على  الكويتيين من خلال على من يراهم في لندن وباريس ونيويورك بأنهم هؤلاء هم الكويتيين فقط، فهل يعيش الخازن وهما أن أنه يتعمد لي الحقيقة؟  لذا لن أطيل أكثر من ذلك و لكني أود أن أهمس بأذن الأستاذ جهاد الخازن و أقول له أن الشعب الكويتي من حقه أن يطالب بما يشاء و بأي شيئ يريده وهذا ما كفله له الدستور، وأنصحه بالابتعاد عن نقد مطالب المجتمعات الخليجية التي يتجاهل متعمدا مطالبهم المشروعة في الإصلاح والكرامة والحرية ومحاربة الفساد، ولا أذكر أني قرأت مقالا للسيد الخازن يتساءل فيه عن نهج ملاحقة الشيخ ناصر المحمد- رئيس الوزراء السابق 'الآدمي' كما أطلق عليه- للنشطاء السياسيين ومنتقديه مثل زميله في مهنة الصحافة محمد الجاسم أو الناشط السياسي خالد الفضالة، أو ضرب قواته الأمنية لأستاذ الجامعة عبيد الوسمي أو النواب في ديوانية الحربش، أما اتهامه بتحويلات ورشاوى مالية لكتاب وصحافيين وكتبة أجراء،  أو ما جرى في عهد رئيس الوزراء الحالي الشيخ جابر المبارك من ضرب الشعب الكويتي ونوابه أمام برلمانه الذي لجأ له احتماء من قوات الشغب ثم تلفيق التهم له بحجة اقتحام المجلس.
 ليست هذه المرة الأولى التي نرصد للخازن فيها مقالا يهاجم بها شعوب الخليج و يمتدح حكامهم في صحيفة يملكها أحد هؤلاء الحكام، ومدحه لحكام الخليج شأنه، ولكن تسفيهه لمطالب شعوبها ليس من الحقيقة في شيء، وفيه تجن واعتداء على حق هذه الشعوب بالمطالب المشروعة للإصلاح، هذه مطالب الشعب الكويتي، فبأي منطق، وبأي حق يطالبنا جهاد الخازن بالصوم والنوم والسفر؟
أستاذ جهاد، لقد أخطأت في حق الشعب الكويتي، فاعتذر!
أنور الرشيد


 

 

الحياة-الآن

تعليقات

اكتب تعليقك