الفضل يُشيد بتجمّع الصقر

زاوية الكتاب

كتب 3360 مشاهدات 0

نبيل الفضل

الندوة التي اقامها السيد محمد الصقر في ديوانه تحت عنوان «الكويت إلى أين؟». جاءت كتعبير عن سؤال يؤرق ويقلق الجميع، ما عدا طبعاً من يسير بالكويت عامدا نحو الهاوية.
ونحن وان لم نكن من المشاركين أو حتى المدعوين كما لاحظ الدكتور حسن جوهر، الا اننا قطعاً لسنا ضد مثل تلك الندوة والدعوة للوقوف امام التسونامي الذي يريد ان يأكل الاصفر قبل الاخضر.
ولكننا نبدي ملاحظتين كنا نتمنى الا يقع فيهما منظمو الندوة والمتحدثون فيها.
أولها. ان خروج مانشيت جريدة «الجريدة» بان حضور الندوة كان اربعة آلاف شخص، هو «مهايط» لا يصدقه حتى جحا!.
فلا ديوانية ولا فيلا إضافة الى الشارع والساحة معا تستطيع احتواء اربعة آلاف مواطن!.
واذا كان اعلاميو واعلام الاغلبية المصائبية يمارسون التهويل بعدد الحضور الى ساحة الارادة بكذب متعمد. فقد كنا نربأ بالمشرفين على ندوة الصقر من الوقوع في فخ المبالغات المزري، وكشف ظهورهم لغربان بعض الشاشات الفضائية.
وثانيها. ان المشاركين في الندوة والمتحدثين، خاصة السيد صلاح الملا والدكتورة أسيل العوضي، كان يجب عليهما قبل ان يشنا هجومهما المستحق على نواب الكوبة من اعضاء الاغلبية المصائبية، كان يجب عليهما تحديدا ان يبدآ بالاعتذار من الحضور لاصطفافهما السابق مع نفس الوجوه الكالحة في الهجوم على سمو ناصرالمحمد.
بل ان الدكتورة أسيل هي من قالت «نحن - نواب التحالف - خمس رصاصات في صدر الحكومة»!!
ولقد سقطت الحكومة بسبب تلك الرصاصات، ولكن نواب التحالف خسروا مواقعهم لصالح من حالفوهم من نواب الشر.
اليوم وقد جاء صالح واسيل ليتخذا موقف المدافع عن الكويت ضد هجمة حلفاء الأمس، فقد كان يجب احتراما للحضور وللمؤيدين ان يعترفا بانهما أخطأا الحساب والاصطفاف السياسي، وانهما ساهما في تصاعد نفوذ همج الديموقراطية، وانهما اليوم يتبرأان ويندمان على ذلك الخطأ وينويان اصلاح الضرر.
كنا فعلا نتمنى ان يصل متحدثو تلك الندوة الى النموذج الاخلاقي المفقود في نواب الاغلبية، لا ان يمارسوا نفس القفز من موقع الى موقع كنواب الاغلبية، دون حتى كلمة اعتذار.
وفيما عدا هاتين الملاحظتين فاننا نحمد لمحمد الصقر جهده في جمع اهل الكويت للنظر الجدي في النهاية التي يسوقونا اليها نواب الكوبة واجنداتهم وممولوهم.
< هل لاحظتم تعاظم صراخ نواب الاغلبية من مجرد التفكير بانصاف الاقليات القبلية واتاحة الفرصة لهم للمشاركة في حكم بلادهم عبر تقليص حق الناخب الى صوت واحد؟!
هل سمعتم الزعيق والصراخ والتهديد السافل بالنزول الى الشارع وتحريك المجاميع ان تم اصلاح الخلل الانتخابي الذي يتعيشون عليه؟!
ما هي الجريمة والتزوير على ارادة الامة في تقليص حق الناخب الى صوت واحد؟!!!.
هل هناك تشريع دستوري يعطي الناخب أكثر من صوت؟!
هل هناك دولة تعطي مواطنيها اكثر من صوت؟!
هل مخرجات الاربعة اصوات تخدم طوائف المجتمع واقلياته القبلية بعدالة، كما توفر الاحتكار للقبائل الكبيرة؟!
هل مخرجات الاربعة اصوات خدمت الديموقراطية الكويتية ام انحدرت بها الى اسفل سافلين وعرضت أمن البلد واستقراره الى مخاطر الغرور الذي ولدته اعداد الناخبين رغم وهمية حقيقتها؟!
ولماذا يكون اصلاح الخلل الانتخابي عبثاً وتزويراً في ارادة الامة في رأي المتمصلحين من تبادل الاصوات والتحالفات المضرة التي يقيمونها لضمان نجاحهم على حساب الآخرين؟!
شخصيا لا نكترث بما يردده الكذبة والمنافقون والدجالون. ولكننا نحترق أسفا على جموع المواطنين الذين يصرون ان يتحولوا الى ما يشبه القطيع أمام حناجر هؤلاء النواب الكذبة؟!
محزن جدا ان الوعي الجماهيري لم يصل الى شجاعة المقارنة والنقد لتناقض هذه الحناجر وتلونها حسب الحاجة الشخصية.
تذكروا من كان يصارخ طلبا للدوائر الخمس، وكيف عاد ليطالب بدائرة واحدة، وكأننا فئران تجارب.
وتذكروا هؤلاء انفسهم عندما رفعوا شعار الا الدستور، ثم انقلبوا يطالبون بتعديلات دستورية هي اقرب لالغاء الدستور واستبداله بدستور من انتاجهم!.
الاربعة أصوات تعطي القدرة لشرذمة من النواب للتحكم بمخرجات الانتخابات، فمن يمارس التحكم تصبح القيادة بيده، ومن تخرجه القيادة نائبا ينحني بالولاء والطاعة لها.
وهكذا يضيع حكم ذرية مبارك ليأتي لنا حكم شرذمة النواب.
صوت واحد واسحبوا البساط من تحت ارجلهم، واعيدوا الدولة الى اصوات الناس من أقليات قبلية وشرائح مجتمعية ظلت تعاني من الاضطهاد وضآلة الفرص أمام الكفاءات.
< حسب علمنا فان التعيينات موقوفة خلال فترة استقالة الحكومة وقيامها بتصريف العاجل من الامور. لذلك فنحن نسأل جمال شهاب وزير الاوقاف بأي حق يتم تعيين كوادر حدس في الأوقاف ومركز الوسطية؟!
< الوزير سالم الاذينة. عندما كسر الكابتن فهد المسلم اضراب نقابة الخطوط الجوية، الذي شل الكويت، فقد فعل ما طلب منه رئيسك وبعلمك. فلماذا يدفع الثمن اليوم من كرامته وسمعته ولقمة عيشه؟! أم هو عشق لاذلال الموالين والاغداق على المعارضين؟!

أعزاءنا

مبارك الدويلة الاخونجي المعتق يتحدث وكأن الكويتيين ماعز فيقول لهم «لا يوجد تنظيم للاخوان المسلمين في الكويت»!!! و«ان كان هناك تلاق في النهج مع فكر الاخوان غير انه لا يوجد تواصل تنظيمي بين الحركة الدستورية الاسلامية والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين»!!
كما نفى فخامته «اية علاقة تنظيمية للحركة بجمعية الاصلاح الاجتماعي الا بعض الاعمال الخيرية»!!
فهل معنى كلامه ان جمعية الاصلاح هي المرتبطة مع تنظيم الاخوان المسلمين ولذلك فإن حدس تنأى بنفسها عنها وعن ذلك التنظيم المريض؟!
وماذا كان اعضاء حدس قبل ان يورطهم الاخوان عام 1990 باتخاذ موقف معاد للكويت وتحريرها؟! هل كانوا ليبراليين ام ان مبارك كان من السلف او ربما… صوفي؟!
وهل ابتدعوا اسم «حدس» الا للنأي باخوان الكويت عن سواد وجه اخوان التنظيم الدولي.
ولكن الشرهة على ماضي الخميس الذي يسمح للشعوذة الاعلامية ان تنطلق من صالونه.
فحتى الميكروفون يا ماضي لم يصدق هذه الهرطقات المخجلة والضحك على ذاكرة الحضور.
لعن الله حسن البنا وما انتج، والف لعنة على المرشد كذلك. ولا يحق لأي كويتي ان يقاضينا، فليس بينهم اخونجي كما اقر مبارك الدويلة.


نبيل الفضل

الوطن - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك