تكبيرة الصحراء- بقلم أوتاد خالد

زاوية الكتاب

كتب 1312 مشاهدات 0


تكبيرة الصحراء ../

 

سماء و غيم ، و أرض موبوءة بأحلام الأبرياء ، مثقلة بخطيئة الكرامة ، و جوه ناظرة لمئذنة ربها ، ناضرة بإيمان ملأ الأجساد و ذاع عطره ، كتف إلى كتف ، و وجع يسنده وجع، يد تشد أزر أختها ، و بحّة لم تفارق حنجرة الحقيقة، حزن ممتد ، و ألم بلا حد، رماد الأعمار استحال لوحة رباعية الإشراق بعلم امتد لخمسين (عاما / مترًا)، تكبيرة كُتب لها أن تعيش منفردة ،  إمام بلا مصلين ، و مسجد بلا حرمة ... هذا هو قلبي الذي كان يسير في تيماء عاري الظهر حافي القدمين ، قلبي الذي حبسته دهرًا بين كفيّ حتى سقته أمطار ربي ربيعًا تحمل همّه صحرائي ، و هذه هي غصتي المزروعة بأوصالي و تأبى أن تفارقني كوجع عالق بين حقي و رصاصتك .

ظلمني اغتراب تيماء ، ظلمتني دمعة ابتهال الخطيب المشحونة بالحرقة الجارفة ، و الاعتداء على فاطمة المطر بضرب لا تقبله الرجولة ، ظلمني صوت الطفولة في حملة ( لدي حلم ) ، و اعتقالات جماعية لم يردعها قانونية المحامي المعتقل محمد الفضلي ، ظلمتموني حين حملتكم حلمًا بريئا لا يتركه الواقع بلا دخان و رصاص و مياه ساخنة ولم أستطع لكم –حينها- غير دعاء السلامة ، وحين أتيتم تشاركوني ابتسامة فجري فأهديتكم شمسًا محمومة بكفن ، محمولة على كتف الخيبة .

ها أنا أقف أمامك يا تيماء الإباء ، فخذي بحقك مني ، بحق السنين التي أهدرتها صامتا حتى استنكروا عليّ صوتي ، بحق طفولة قبرتها بيدي و شباب فقدته كرمل نثرته الريح تحت أقدام عنصريتهم ، بحق الآتي من إعلام صودر حقه في نقل الصورة الناطقة فراح ينعتني بأقذع الأوصاف و أرذل الأكاذيب حتى لا يخسر إعلاناته الكبرى ... رصاصهم تبعثر على ظهري ، و قنابلهم أسقطت أقنعة من ظننته رفيقي ، دخانهم ملأني حتى أفرغ من خلاياي كذبة وعود الحل المرتجى .

خذي بحقك ممن عاش بصفيحك قانعًا وممن جاءك قاصدًا مئذنة الأحرار ، خذي بحقك يا تيماء الماء و الدخان ../ و التكبير ، فقد ضاع كلي في كلي ، و التهمت خطاي تفاصيلي ، أسكنك عمرًا لكني في الجمعة شريدًا أو معتقلا بذنب ( تحيا الكويت و عاش الأمير ).

خذي بحق المتعبين من أبناء الوطن ، حين باتت إنسانيتي و هويتي في آخر صف من أوراق فقدت شرعية الحل في درج مهجور ، و أنا الساخط ألما ... أقلب صورة هنا ، و أقيم ندوة أو أمسية هناك ، تحت ظلال التضييق و التهميش ، محبوس ابنك يا صحراء الحلم الموبوء بصمت يطحن العظام و يفت الرمل في عين الصواب .

خذي بحقك يا مدينة الحصار ، يا مدينة النور و النار ، اتسع صدري لكل جرائمهم حتى ضاقت علي حلقاتها و أُحكمت بالزيف اختناقاتها ، خذي بحقك ... و خذيني إليك أنشودة سلام ثمنها تهم بالمجان .

 

أوتاد خالد

الآن - رأي: أوتاد خالد

تعليقات

اكتب تعليقك