لماذا قدوة الأغلبية.. إسرائيل؟!

زاوية الكتاب

الوعي السياسي لدى نواب مجلس الامة ادنى من الصفر.. برأي الدعيج

كتب 1018 مشاهدات 0


القبس

لماذا قدوة الأغلبية.. إسرائيل..؟!

عبد اللطيف الدعيج

 

الكثيرون من المعنيين بالشأن العام، ينادون مع الاسف بتطبيق نظام الدائرة الواحدة والانتخاب النسبي وفقا للقوائم «الحزبية»، علما بأن الدائرة الواحدة ليست مطبقة في اي بلد ديموقراطي في العالم، اللهم الا البرتغال التي عانت ديموقراطيتها من الكثير من الاخفاقات، ودولة اسرائيل التي لا يعترف بها اي من دعاة الدائرة الواحدة. بينما كل دول العالم الديموقراطي تعتمد نظام تعدد الدوائر ووحدانية او ازدواجية التصويت. ان الداعين لنظام الدائرة الواحدة والقوائم والانتخاب النسبي والاحزاب السياسية يطرحون تغييرا جوهريا في نظامنا الانتخابي، يتطلب هضما ووعيا وفهما له. في حين اننا نعاني من ناخب لم يخط في درب السياسة بعد. واحزاب لم تتشكل بعد، وظروف لا تلائم على الاطلاق الانتخاب الجمعي الذي يطرحه مؤيدو الدائرة الواحدة. فلدينا قمع واضح وصريح لحرية الرأي. فالحرية هي لجماعات التخلف والحجر. والحظر مفروض على اي دعوة جديدة او تفكير غير عادي، في حين ان الرأي المتغلب تتوافر له الحرية المطلقة في الاعلام الرسمي قبل الاهلي، في مدارس التربية عبر المناهج «المفروضة بالقوة حتى على التعليم الخاص»، وعبر فتح مدارس ومسارح التربية لخطابات التكريه والتعصب التي يلقيها ما يسمى بالدعاة، وطبعا عبر التلفزيون والاذاعة واخيرا المساجد، وربما ليس آخرا الجمعيات والمخيمات العائدة لما يسمى بالجماعات الخيرية. وفي حين ان حرية النشر مقيدة الى حد كبير ومتوافرة فقط لمن لديه المال والنفوذ وليس لكل الناس، ان الدائرة الواحدة تتطلب توافر امكانات مادية وتنظيمية لا يملكها المرشح العادي. حيث يتوجب على المرشح ان يكون منتسبا الى حزب قائم والا فان حظه في الانتخابات سيكون صفرا كبيرا. حتى الحزب سيكون من الصعب عليه التواصل مع نصف مليون ناخب ما لم يكن هو الحزب الأغنى وهو الحزب الأكبر.

ثم اي احزاب وتنظيمات يتكلم عنها مؤيدو الدائرة الواحدة؟! ونحن لا نزال نعيش تحت هيمنة النفوذ القبلي وسيطرة الذهنية المذهبية والطائفية، واكبر حزب عندنا عدده لا يتعدى العشرات وفي احسن الاحوال المئات، ومعظم تنظيماتنا السياسية هي احزاب «بونفرين»، على قولة المرحوم احمد البغدادي. ان الوعي السياسي لدى نواب مجلس الامة ادنى من الصفر، فكيف نتوقع ان يكون المرشح الكويتي بمستوى الانتخاب حزبيا ونسبيا، وليس افضل من دليل على ضعف الوعي السياسي والدستوري والديموقراطي لدى اغلبية اعضاء مجلس الامة من تقديمهم واصرارهم على اقرار قوانين مخالفة للدستور ومناهضة للمبادئ الديموقراطية. واذا كان هذا مستوى النواب فكيف هي حال الناخبين؟!

نتمنى قليلا من التواضع للمنادين بالدائرة الواحدة، فهم قبل ناخبيهم بعيدون كثيرا عن الوعي الوطني او السياسي. ومجتمعنا يعيش مع الاسف حالة تمزق متواصل، فكفوا عن المغامرة ودعوا التجارب جانبا فليس لدينا وقت نضيعه، وعودوا الى النظام الافضل.. نظام تعدد الدوائر وتقليص حجمها فهو الاكثر تناسبا وتوافقا وقدراتنا السياسية والاجتماعية.

***

الزميل احمد بشارة كتب مقالا في القبس بعد اقرار قانون «نبيها خمس» وتقسيم الدوائر الى خمس بدلا من خمس وعشرين . (وتحديدا بتاريخ 2008/4/10) لن ألخصه فهو اكثر قيمة واهمية من ان يلخص. لهذا سأعيد نشره كاملا هنا تعميما للفائدة وتقديرا لأهمية الافكار والمقترحات والملاحظات التي اوردها احمد بشارة، وعلى أمل أن تكون زيادة عدد الدوائر لا تقليصها، مدخلاً لنقاش جدي، يبلور دوائر عادلة، منصفة، وصحيحة التمثيل.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك