'عقاب جماعي' للسكان في سوريا

عربي و دولي

فابيوس محذراً الأسد: ردنا سيكون صاعقاً حال اللجوء للكيماوي

1240 مشاهدات 0

فابيوس والأسد

توعدت فرنسا، الاثنين، الرئيس السوري، بشار الأسد، برد سريع وكبير حال لجوئه لاستخدام الأسلحة الكيماوية في حملة القمع التي يشنها ضد مناهضيه منذ أكثر من 17 شهراً، وذلك بعد تلويح الرئيس، فرانسوا هولاند، الأسبوع الماضي، بأن اتجاه النظام السوري لمثل هذه الخطوة ستبرر التدخل العسكري في بلاده.

ونبه وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، خلال مقابلة مع قناة 'بي اف ام' إلى أن الرد الفرنسي سيكون 'واسع النطاق وسريعاً.. ما يعني بأنه  قد لا يتاح له (الأسد) القيام بذلك.'

ورجح فابيوس بأن القوى الغربية تتفق مع الموقف الفرنسي في هذا الصدد.

ويشار إلى أن التهديد هو الثاني يصدر من الحكومة الفرنسية، بعدما حذر الرئيس فرانسوا هولاند، الاثنين الماضي، النظام السوري من مغبة  استخدام الأسلحة الكيماوية قائلاً بانها ستكون  مبررا مشروعا لتدخل عسكري في سوريا.

 وقال هولاند في كلمة أمام سفراء فرنسا: 'سنظل مع شركائنا يقظين لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية الذي سيكون بالنسبة إلى المجتمع الدولي سببا مشروعا للتدخل المباشر.

ويأتي الموقف الفرنسي متوافقاً مع بريطانيا والولايات المتحدة، اللتان أعلنتا، في وقت سابق، أنهما 'سيعيدان النظر' في سياستهما الراهنة تجاه سوريا، حال استخدام نظامه الأسلحة الكيماوية، كما صرح بذلك مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون.

والأسبوع الماضي، لوح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما محذراً نظيره السوري، بشار الأسد، من أن تحريك أو استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في الصراع الدائر في بلاده سيكون 'خطا أحمر' وقد يدفع إدارته إلى تغيير حساباتها تجاه الأزمة هناك.

وتتزامن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي مع استمرار سقوط المزيد من الضحايا في حملات عسكرية متواصلة تقوم بها القوات الموالية للنظام السوري لقمع مناهضيه والتي أوقعت، الاثنين، أكثر من أربعين قتيلاً حتى اللحظة



وفي نفس السياق هدمت جرافات تابعة للجيش السوري منازل في غرب دمشق يوم الاثنين فيما وصفها ناشطون بأنها أول حملة للعقاب الجماعي تستهدف ممتلكات المواطنين في مناطق معادية للرئيس بشار الأسد بالعاصمة.
وقالت جماعة معارضة إنه تم العثور على 18 جثة بين أنقاض منزل قصفته طائرة حربية في بلدة الباب الخاضعة لسيطرة المعارضين بشمال البلاد في حين لا يزال 13 آخرون في عداد المفقودين.

وذكر ناشطون وسكان أن جرافات مدعومة بقوات قتالية هدمت مباني في منطقة الطواحين الفقيرة قرب طريق دمشق-بيروت السريع.

وقالت امرأة تعيش في مبنى شاهق يطل على المنطقة 'بدأوا قبل نحو ثلاث ساعات. الجرافات تهدم المتاجر والمنازل. والسكان في الشوارع.'

وتفرض السلطات السورية قيودا على دخول وسائل الإعلام المستقلة مما يجعل من الصعب التحقق من التقارير الواردة من الجانبين بشأن الصراع.

وأفاد ناشطون بأن القوات النظامية أجبرت السكان على إزالة الكتابات المناوئة للأسد على الجدران وكتابة شعارات تمجد الرئيس بدلا منها.

وقال معاذ الشامي وهو ناشط يعمل على توثيق عمليات الهدم بالفيديو 'هذا عقاب جماعي لم تسبقه أي أعمال استفزازية. المعارضون المسلحون غادروا ولم تعد هناك حتى مظاهرات في المنطقة.'

وأضاف 'لا يستطيع النظام أن يمنع نفسه من تكرار الأعمال الوحشية التي ارتكبت في الثمانينات' في إشارة إلى عمليات القتل الجماعي والدمار الكامل في مدينة حماة عام 1982 خلال حكم والد بشار الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حكم البلاد طيلة 30 عاما.

وقال الشامي 'لم يتغير النظام ولن يتغير.'

وتحدث ناشطون أيضا عن هدم أو حرق 200 منزل ومتجر على الأقل في الجزء القديم من مدينة درعا في جنوب سوريا خلال الأيام القليلة الماضية.
وتسبب قصف الجيش النظامي في خلو المنطقة من السكان إلى حد كبير حيث دفع 40 ألف شخص إلى الفرار إلى الأردن.

وقال الناشط المعارض رامي السيد 'هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها حملة ممنهجة لهدم المنازل والمتاجر باستخدام وسائل مباشرة مثل الجرافات والتي يبدو أنها تركز على دمشق وضواحيها'.

ودخلت الجرافات منطقة الخشبة في ضاحية حرستا بشمال دمشق يوم الاثنين وبدأت في هدم منازل.

تأتي أحدث موجة من عمليات الهدم عقب تدمير عشرات المباني في منطقة مجاورة لمنطقة الطواحين بالعاصمة السورية أمس الأحد وفي حي القابون السني الشهر الماضي.

وقالت ناشطة أخرى من دمشق عرفت نفسها باسم ياسمين 'زرت حي القابون أمس. لم يعد حيا مكتظا فقد استطعت رؤية نهاية الحي من عند بدايته بسبب إزالة كثير من المباني.'

وأضافت 'هذه الطريقة تستخدم الآن لمحاولة إذلال أهالي دمشق.'

وذكرت جماعات معارضة أن الجيش - الذي استعاد سيطرته على دمشق بأكملها على ما يبدو بعد هجوم بدأه المعارضون في يوليو تموز الماضي -قصف أحياء جنوبية وشرقية على أطراف المدينة الليلة الماضية في مسعى لطرد المعارضين الذين لا يزالون ينشطون هناك.

وأضافت أن شخصين على الأقل قتلا في حي القدم الجنوبي.

وقالت إن القوات اقتحمت أيضا ضواح شرقية بعد أن قصفتها بالمدفعية والطائرات الحربية في الأسابيع الماضية واعتقلت بعض الشباب وأعدمت آخرين بدون محاكمة.
وأظهرت لقطة تلفزيونية من حي عربين الشرقي جثث ثلاثة شبان تعرضوا لإطلاق النار في الوجه داخل منزل ودماؤهم تلطخ الأرض والجدران.

وقال ناشط يتحدث أمام الكاميرا 'هذه هي أحدث مذبحة يرتكبها جيش الأسد في عربين.'

وكانت الغارة الجوية التي ذكرت تقارير أنها أسفرت عن مقتل 18 شخصا في بلدة الباب الشمالية في محافظة حلب دلالة أخرى على استخدام الجيش السوري المتزايد لطائراته الحربية وطائراته الهليكوتبر في مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خمس نساء وطفلين بين القتلى.

وأضاف أن سكان الباب يقولون إن 13 شخصا آخرين محاصرون تحت المبنى بعد هجوم كبير.

وأشار إلى أن خمسة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 27 آخرون بجروح جراء انفجار سيارة ملغومة في حي جرمانا بدمشق.

كانت وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) الرسمية قالت في وقت سابق إن من بين المصابين نساء وأطفال لكنها لم تذكر تفاصيل بشأن القتلى. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.

وكان انفجار قنبلة قد أودى بحياة 12 شخصا في نفس الحي قبل نحو أسبوع فيما وصفته وسائل الإعلام الرسمية بأنه هجوم 'إرهابي'. وذكرت مصادر من المعارضة أن قوات الأمن تقف وراء الهجوم.

الآن- وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك