الغنام يطالب بالأحكام العرفية وتأديب المعارضة وإطلاق الرصاص عليهم

زاوية الكتاب

كتب 14618 مشاهدات 0

صالح الغنام

الصوت الواحد صار... أوجب!

خارج النص

إلى ما بعد ظهيرة يوم الثلاثاء الماضي لم تكن السلطة قد حسمت أمرها بعد بشأن آلية التصويت, بل إن المعلومات المتواترة كانت ترجح وبشدة باحتمال الإبقاء على الأربعة أصوات كخيار قائم. ولكن بعد البيان الرخيص الذي أصدرته المعارضة الفاسدة مساء اليوم نفسه, وبعد الخطاب الرقيع الوضيع الذي جرى على ألسنة الوقحين والمتطاولين في اليوم التالي, فقد صار الانتخاب بصوت واحد, هو أجدى الخيارات وأوجبها وأوفرها حظا. بل إن معظم من كان مترددا حيال فكرة تقليص الأصوات, أو وقف ضدها, أو كان سيقبل على مضض تقليصها إلى صوتين, تغيرت وجهة نظرهم بعد سماعهم الخطاب المبتذل للمعارضة الفاسدة, فحسموا أمرهم وصاروا أبرز المطالبين بتقليص الأصوات إلى صوت واحد, أو حتى إلى ربع صوت - إن أمكن - وسمح القانون بذلك!

'على نفسها جنت براقش'... هذا ما ينطق به لسان حال الفاسدين الذين أدركوا أنهم بكلامهم البذيء وتحديهم القميء وفرحتهم بالسقف الذي 'شلعوه' لم يتركوا مجالا للسلطة كي تقلب أمرها بين الخيارات المطروحة, بل أجبروها للتمسك بفكرة تقليص الأصوات إلى صوت واحد, حتى وإن لم تكن راغبة في هذا الخيار أو مترددة في اتخاذه! انتبهوا, لا أقول هذا الكلام بناء على معلومات, ولا أسوقه من باب التمني, ولكن المنطق هو من يفرض هذا كخيار وحيد لا بديل له مهما تعددت عيوبه. إذ لا يمكن لأي سلطة في العالم أن تقبل على نفسها أن تُهان ويتم تحديها بهذا الشكل السافر, ومن ثم ترضخ للمتطاولين وتداهنهم, فحتى وإن 'كبْرت السلطة دماغها' وتجاوزت عن الإساءة بحقها وسايرت المتطاولين, فإن الشعب - وبصرف النظر عن أية أسباب أو مبررات - فإنه لن يقبل لسلطته أن تظهر بهذا الضعف!

الفاسدون بغبائهم هم من أجبر السلطة على التشبث بالصوت الواحد. أنا أقول 'غباءهم' من باب التقريع, ولكن إن أردتم الحق فعملية التصعيد مدروسة بعناية, وقد بدأوها مبكرا بضرب فئة معينة من الشعب, ومن ثم انتقلوا لإشعال الفتنة الطائفية, ثم ترهيب الشخصيات الوطنية كي تختفي وتتوارى, ثم التصويب على الوزراء الشيوخ, فالإساءة لرئيس الوزراء, تلاه تجريح رموز الأسرة, ثم تهديد ذرية مبارك, ثم الزج بمقام سمو ولي العهد, وأخيرا التعرض للمقام السامي بتصريحات فجة وغير مسبوقة, الفاسدون ماضون بتنفيذ مخطط 'الإخوان المارقين' وسواء عُدلت الأصوات أو تُرك أمرها للمجلس القادم, فالمخطط جار على قدم وساق, لذلك لا خيار أمام السلطة إلا بفقء أعين الفاسدين بالصوت الواحد, فإن تمادوا, فليصمْ نفير الأحكام العرفية آذانهم, ولتتفرغ الدولة لتأديب من أغفل أهله تأديبه!

يقول أحدهم: حدث في أحد التجمعات أن انطلقت رصاصة بالخطأ من بندقية أحد العساكر, فتطاير الغبار واختفى المتجمهرون في لمح البصر, وانشغل رجال الأمن بجمع 300 'عقال' وقع على الأرض, و85 نعالا, و14 'سروال مكسر'!

صالح الغنام

الآن - السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك