عبد الله الفيروز يروي تجربة اعتقاله وسجنه لمساندته 'البدون'

زاوية الكتاب

كتب 1889 مشاهدات 0


الكويتية

نبراسيات  /  تجربتي كـ'مسجون ترانزيت' (21)

عبد الله الفيروز

 

خضت تجارب عديدة في حياتي تناولت مختلف الصنوف من المواجهات، وعلى أعلى المستويات.. إلا أنه كانت تنقصني تجربة خوض السجن والتعرف على هذا العالم المجهول الذي لا أعرف عنه شيئا إلا عبر مشاهد السينما.
كوني ناشطاً في مجال حقوق الإنسان جعلني أحضر اعتصام عديمي الجنسية في 2/10/2012 بصفتي مراقبا ضمن فريق الرصد التابع للجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، ولاسيما أنني عضو بلجنة البدون في ذات الجمعية، ثم قمنا بإعداد وكتابة تقرير مفصل عما دار في هذا الاعتصام، وقد تم نشره حينها.
ثم جاءني اتصال من مخفر ما ليخبرني بأنه عليّ الحضور للتعرف على بعض الأرقام الهاتفية، وأن الأمر مطئمن ولن يأخذ برهة من الزمن! إلا أنني في قرارة نفسي كنت أعلم أن الأمر أكبر من هذا وسيصل للاعتقال، ولاسيما أنه في ذات اليوم بدأت حملة اعتقالات واسعة تستهدف بعض الناشطين بشأن قضية البدون. ذهبت ولم أنشر الخبر لأنني لست خوافا ولا جبانا ولم أرتكب خطأ. ثم تم تحويلي للمباحث الجنائية في السالمية بسيارة مدنية، وهناك قابلت أربعة ناشطين، ثم تم إجراء تحقيق ذكرت فيه سبب تواجدي وأنني راصد حقوقي. وقد ارتفعت معنوياتنا بعد زيارة قامت بها مؤسسات حقوقية كويتية لنا مثل الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان ومجموعة 29 ومنظمة الحرية لحقوق الإنسان.
ثم تم حجزنا لمدة يومين في زنزانة المباحث الجنائية، وكانت صادمة لي لأنها لا تليق بدولة غنية مثل الكويت، ولا تليق بأشخاص هم حتى الآن أبرياء ولم تتم إدانتهم بل مجرد مشكو في حقهم. كل زنزانة عبارة عن 4X6 أمتار تقريبا تحوي 15 شخصاً وحماما مفتوحا، صوتا ورائحة، على المتواجدين ولا يغطيه سوى نصف ساتر!! لا توجد أسرة بل تأخذ بطانيتين واحدة تحتك على القاع والثانية فوقك وكفى الله المؤمنين القتال!! والمحظوظ السعيد هو من يحتال فيجعل الحشوة زايدة بأخذ بطاطين إضافية ممن خرج!! كانت أكبر مشكلة تواجههم هي رغبتهم بالتدخين وإن تم تهريب سيجارة فإنها تتوزع على الجميع!! يعطونك وجبات لا بأس بها.. إلا أنني كنت مضربا عن الطعام من أول دقيقة وحتى خرجت للحرية طوال 4 أيام مقسمة بين السالمية والسجن العمومي. تم عرضنا على محقق تابع للداخلية كون الجريمة المنسوبة لنا هي جنحة التجمهر والتحريض له. وإنني أضم صوتي للمطالبة بأن تكون الإدارة العامة للتحقيقات تابعة لوزارة العدل شأنها شأن النيابة العامة.
ولكي أكون منصفا فإن تعامل رجال الشرطة والتحقيقات كان جيداً.. إلا أن المشكلة هي في تعامل الجماد معنا، فالمكان غير لائق وأدواته بائسة وأذكر أنه لم تكن هناك حتى صابونة إلا بعد الواسطة!! في المقال القادم سأذكر تفاصيل رحلتنا إلى السجن العمومي.
نبراسيات: لا تخف من أي أحد.. لا تطاطي لأي أحد.. لا تخف غير من إللي خلقك.. ولا تطاطي غير للي خلقك.. سوي الصح وقول الحق ولو على رقبتك.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك