شرعية الشعب للشعب

زاوية الكتاب

كتب 2872 مشاهدات 0


مسيرة كرامة وطن هكذا سميت وهذا ما أريد منها حيث يكرم الوطن والشعب ولكن يأبى البعض إلا أن يهينوا الشعب والوطن ، هذه المسيرة نجحت بامتياز رغم أنها عوملت بأسلوب قمعي ، وحقيقة كادت ألا تنجح لولا أن المكان البديل كان هو أبراج الكويت ، فما حصل أن الداخلية اختارت سياسة 'القمع السريع' وحقيقة أسجل لها هذا الذكاء الغير متوقع ، واختارت ذلك لكي تخرج بأقل الخسائر الممكنة ، فلو تركت الناس أن يجتمعوا في نقاطهم الثلاث ثم قامت بقمعهم عند بدء المسير لوصلت المسيرة لقمة النجاح ولو لم يكتمل المسير ولسقطت الداخلية في الفخ ، ولو أنها تركت الناس ومسيرتهم من دون قمع لمهّدت هذه المسيرة مابعدها ولأحرجت السلطة بالعدد الكبير ، فكان عليها أن تفعل مافعلته في تلك الليلة الدامية وفعلا كان خيارها الأمثل بالنسبة لها وذلك حتى لا تصل الجموع لنقاط التجمع وقبل إثبات العدد الكبير والمحرج ، كادت أن تنجح خطتها لولا أن المنظمين بذكائهم حولوا المتجمهرين من نقاط التجمع الثلاث إلى تلك الأبراج الثلاثة وكان اختيارا موفقا وذلك لبعدها عن القوات الخاصة من جهة وبعدها أيضا عن الازدحام من جهة أخرى والذي أعتقد أنه كان مفتعلا لإعاقة الأعداد! ، فسارع الناس للأبراج واحتشدوا وكأنهم أتوا بهامات تنافس هامات أبراج الكويت العالية ورمزيتها السياسية وقدِموا من كل فوج عميق كبارا وصغارا رجالا ونساء أصحة ومعاقين وتوافد المحامون بزيهم والأطبة والمهندسون بزيهم وكل أطياف المجتمع حتى غطوا الآفاق بعدد تاريخي ومهيب قدّرته جهات محايدة وعالمية بـ ١٥٠ ألف وأكثر من ذلك ، لم تستطع الداخلية أن تدرك ذلك سريعا ولا نغفل دور الجموع المتفرقة في العاصمة حيث كأنها كانت تؤدي دور المشاغلة بطبيعة الحال ، أتت الناس وهي تردد الهتاف التاريخي أيضا ' لن نسمح لك ' و ' سلمية .. سلمية ' وصورت الكاميرات هذا الحدث العظيم وصورت وكالات الأنباء من مغردين وقنوات وحلت شرعية الشعب للشعب وتحققت عند ذلك الحدث المهيب الذي استطاعت المسيرة إثباته ، والداخلية مشكورة رفعت نسبة النجاح وأوصلته لأعلى القمة حيث أنها تجرأت على هذا المسير التاريخي وحشوده الكبيرة المسالمة بكل صفاقة وجعلت الناس بتنوع حضورهم يتذوقون طعم القمع والعنف وبذلك حركت مستنقع عقلهم الباطن! وزادت العقل الجمعي تألفا ! وهنا سقطت السلطة بالفخ ونجحت المسيرة رغم تعدد أماكنها ومحاولة منعها وسجل هذا الشعب العظيم نجاحه في الجولة الأولى وقام بوضع اللبِنة الأولى في بناء صرح مستقبله المشرق ، رغم كل المحن ورغم وجود الألم أرى أن القادم هو الأفضل وأرى نورا يضيء من بعيد .. وسيأتي هذا النور بسواعد الأحرار والمخلصين من أبناء بلدي .. ولعلي أردد مايردده المغردون بعد هذه المسيرة التاريخية #انتظرونا !!

محمد عبدالله العتيبي

الآن - رأي / محمد العتيبي

تعليقات

اكتب تعليقك