ياسمين الجويسري تكتب: نظرة في العطاء!

زاوية الكتاب

كتب 858 مشاهدات 0


الراي

ارتواء  /  نظرة في العطاء

ياسمين مرزوق الجويسري

 

إن تساءلنا عن السبب وراء تباطؤ عملية النماء أو تردي عملية التنمية والتطور لوجدنا النسبة بين الأخذ والعطاء تجيب عن التساؤل، فالحقيقة أن الطمع والأخذ هو الغالب المتفشي بخلاف العطاء المُقِل به البشر، فبالإحجام عن العطاء والإقبال على الأخذ والسلب زوالٌ للنماء تدريجياً لأن النماء والعطاء وجهان لعملة واحدة.
العطاء هو دعم نفسي مهاراتي خبراتي، هو الدعم بشتى أشكاله على اختلاف المُعطى له كالوطن أو الأسرة والنفس، البذل والعطاء للوطن يكون بأدائك لواجباتك ومسؤولياتك على الوجه المطلوب، أن تُحسن اتخاذ مواقفك وقراراتك، لا يتمثل عطاءنا له بالغياب عن الوظائف والمدارس قبل وبعد الإجازة بل الالتزام بالحضور ووقت القدوم والانصراف وجه من أوجه العطاء لوطني، ولنثبت له ما نقول خلال هذا الأسبوع لمصادفتنا إجازة بداية سنة هجرية جديدة.
وحال العطاء كحال أي أمر له سلبيات وإيجابيات، فإيجابيته تكمن في أثره على النفس من راحة ورضا داخليين لأن الإنسان بفطرته ميّال للخير، المتعة في البذل أنك تسد حاجة من حوائجك الذاتية كما تسد حاجة التعلم والنوم و غيرها، أما سلبياته قد تكون ببذلك للآخرين ما يفوق حدود طاقتك و قدرتك، أو العطاء لمن أساء لك مراراً و تكراراً فذاك ممن يفضل تجنبه حمايةً للذات من الإساءة، أن أعطي رغبةً بمديح الناس وثنائهم متغافلةً عما وراء العطاء من خيرات آخروية قبل الدنيوية.
مفتاح العطاء أن تستمتع به وبكل تبعاته وأن تخرجه من دائرة الواجبات والأعمال الإجبارية إلى دائرة الأجر والمتعة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك