المرحلة الحالية يصعب التكهن بنتائجها.. هذا ما يراه الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 617 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  'حماية جبهتنا الداخلية' في ظروف حساسة

د. خالد عايد الجنفاوي

 

'بوركت يا وطني الكويت لنا سكناً, وعشت على المدى وطنا.'

  نمر حالياً في مرحلة تاريخية إقليمية ودولية حساسة للغاية يصعب التكهن بنتائجها وما ستؤول إليه الأوضاع لاحقاً. وفي مثل هذه الظروف الاقليمية والدولية المتوترة حري بالمواطن الكويتي الحق أن يسعى بكل ما يستطيع من قوة إلى حماية جبهتنا الداخلية, فإذا كان ثمة سمة أخلاقية نبيلة واستثنائية نتميز بها فهي تتمثل في وحدتنا الوطنية وتماسك جبهتنا الداخلية على مر العصور. وحماية جبهتنا الداخلية في ظروف حساسة تتطلب استثمار الوقت والطاقات الذهنية  الابداعية من أجل تكريس المحبة والتآلف والتعاضد بين المواطنين. 

وتتمثل جبهتنا الداخلية في تماسك نسيجنا الاجتماعي الكويتي وتكرس وحدتنا الوطنية وتشاركنا جميعنا ككويتيين بتراث معنوي وطني نستلهمه من تجارب إنسانية وطنية مشتركة. فثوابتنا الوطنية ومنطلقاتنا الاخلاقية, بل وعلاقاتنا الاجتماعية التي تستند الى تكريس روح الاسرة الوطنية الكويتية المتوحدة هي جبهتنا الداخلية, والتي يجب أن نحافظ عليها بكل ما نستطيع من قوة. فأتى هذا الاندماج الكويتي- الكويتي في روح الاسرة الوطنية المتوحدة ليعبر دائماً عن تطلعات إنسانية نبيلة في سياق اجتماعي متماسك يجتمع فيه كل المواطنين.

فإذا كان إيماننا ككويتيين بوجود روح أسرة وطنية متوحدة فيما بيننا هو أحد العناوين الرئيسية لجبهتنا الداخلية, فحري بنا جميعنا من دون استثناء العمل من أجل تكريسها وتقويتها وإدامتها كمصد تاريخي وأخلاقي ضد أعدائنا. ومن نقصدهم بأعدائنا في هذا السياق كل من لا يتمنى لنا الخير, وكل من يحسدنا على تآلفنا الوطني وكل من يغيظه نجاحنا دائماً في تجاوز خلافاتنا من أجل مصلحة الكويت.

المواطن الكويتي الحق يدرك تماماً أهمية ومركزية جبهتنا الداخلية في الذهن الوطني الجمعي: فالمواطن الحق يدرك أننا ككويتيين متحدين نفسياً وعاطفياً وذهنياً رغم اتساع مساحة حرية الرأي والتعبير. فنستشعر مثلاً ما يهدد وحدتنا الوطنية وما سيؤدي إلى إضعاف جبهتنا الداخلية, لا قدر الله, فنبتعد عنه تلقائياً, فيوجد في كل ذهن وقلب كويتي حصن منيع يصعب تجاوزه أو التعدي عليه, فهو لب هويتنا, وأرضيتنا الوطنية التي ننطلق منها ونعود إليها, مهما كثر الجدل والنقاشات: جبهتنا الداخلية هي محبتنا لبعضنا البعض, وولاؤنا لوطننا ولأسرتنا الحاكمة, وتعاطفنا فيما بيننا, وابتعادنا بشكل عفوي عن كل ما سيضعف وحدتنا الوطنية أو يعرض وطننا الغالي للمحن والفتن والقلاقل, لا قدر الله. 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك