الحكومة (فالحة) فقط باستصدار القوانين دون تطبيقها.. فهد العازب مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 655 مشاهدات 0


الوطن

على رسلك  /  قانون نبذ الكراهية

د. فهد عامر العازب

 

تقدمت الحكومة بقانون نبذ الكراهية وهو في فحواه يقضي على كل امر يثير الشحناء بين اطياف المجتمع الكويتي وينبذ التمايز الطائفي في الدولة المدنية، ففرحنا بمسمى هذا القانون وفي حقيقة انفسنا نقول الحكومة (فالحة) فقط باستصدار القوانين دون تطبيقها وان شئت فقل الحكومة تميّز في تطبيق القانون فإن كان الامر فيه مصلحة لها ومواقف لهواها طبقت القانون وتحججت به وان الامر فيه مداهنة لطائفة او حزب او اصحاب نفوذ تغاضت عنه انظار الحكومة ولم نسمع مقولتها (القانون يطبق على الجميع) و(لا احد فوق القانون).
نعم نحن بحاجة الى تطبيق قانون نبذ الكراهية لاسيما اذا حدثت معالم الكراهية وهي تحامل طرف على طرف او انشاء الفتن والقلاقل في المجتمع المدني المحافظ، ففي هذه الايام لفت نظري عدة امور تدعوني للتساؤل اين المسؤولون في الدولة من هذه التصرفات والتي ستؤدي قطعا الى ردة فعل من الاطراف الاخرى في المستقبل القريب، فمن هذه التصرفات على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: وجود شعارات دينية ملصقة على السيارات فمن هذه الشعارات شعار فيه (سيف يقطر دماً) فبالله عليكم على ما يدل هذا السيف وما المراد بالدم الذي يقطر منه، أليس هذا شعاراً يزرع ثقافة عدوانية في المجتمع الكويتي؟، وأين وزارة الداخلية من تلك الشعارات التي تثير الفتن؟؟
ثانيا: وضع الاعلام السوداء على بعض المنازل في بعض المناطق السكنية، فنتمنى من الحكومة الراعية لقانون نبذ الكراهية ان تقتصر تلك الشعارات والعبارات داخل دور العبادة الخاصة، فهذه عبارات دينية ليس بالضرورة أن يرتضيها الطرف الآخر وقد تكون هناك ردة فعل من الجانب الآخر مما يدخل البلد في فتن طائفية!! فأتمنى حقيقة من الحكومة ان تمنع تلك الشعارات والتي تزرع الطائفية في المجتمع الكويتي.
ثالثا: هذا خاص الى وزارة التربية فقد اعلنت مديرة منطقة الجهراء التعليمية ان يوم عاشوراء لا يؤخذ فيه غياب وترحل الاختبارات في ذلك اليوم!!
والسؤال يكمن هنا: لماذا لم يصرح في هذه القضية الا المديرة؟؟ اين الوكلاء والوكلاء المساعدون في الوزارة أليس هم احق بهذا التصريح من المديرة!! لان هذا التصريح ليس موفقا من وجهة نظري لعدة امور:
أولا: ان يوم عاشوراء هو يوم السبت وهو عطلة فلماذا هذا التصريح؟
ثانيا: هناك ايام نحن بحاجة الى التعطيل فيها اكثر من يوم عاشوراء، فعلى سبيل المثال العشر الاواخر من رمضان اتت في السنين الماضية في ايام دراسة وصادفت ايام اختبارات وكنا نطالب وزارة التربية عدم التدقيق على الحضور والغياب والا يوضع اختبارات في تلك الايام الفضيلة مكان جواب الوزارة وعلى رأسها الوزير في تلك الحقبة ان الدراسة ستكون في وقتها وليس هناك (غض نظر) عن الغياب بل وضعت اختبارات في تلك الايام لضمان عدم غياب الطلبة على الرغم من ارهاق الطلبة وأولياء امورهم في ليالي العشر الأواخر في القيام والصلاة والاعتكاف وكانت حجة وزارة التربية ان العبادة لا تمنع من الدراسة والاختبارات!!
فلماذا الآن يا معالي الوزير لا يؤخذ الغياب وتؤجل الاختبارات وعدم قبول هذه المطالب في العشر الاواخر من رمضان والقائم المشترك بينهم العبادة!!
قد يقول قائل هذا يوم واحد يعني عاشوراء وتلك عشرة ايام، فالجواب ليس الكلام هناك على كثرة الايام وقلتها بل طريقة تعاطي الحكومة لتلك الاحداث بالازدواجية!!
فنحن نعتبر يوم عاشوراء يوم عبادة فقد امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه وصيام يوم قبله ولكن المشكلة تكمن في ازدواجية القرارات عند الحكومة!!
اخيرا هذه بعض التصرفات التي ربما تؤدي الى الكراهية بين النسيج الكويتي فنتمنى من المسؤولين في الدولة معالجتها بالطرق القوية والسلمية التي يعود اثرها الايجابي على ابناء وطني، فأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يحفظ الكويت واهليها من كل مكروه.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك