عن خيبات باراك ووصية دلال!!.. يكتب خالد طعمة

زاوية الكتاب

كتب 2708 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  خيبات باراك ووصية دلال

خالد طعمة

 

في يوم الاثنين الماضي شغل خبر اعتزال وزير الدفاع الاسرائيلي «إيهود باراك» للعمل سياسي مكاناً بارزاً في عدد كبير من الصحف العالمية والمحلية، وما شغل بالي أكثر هو تعبير بعض الصحف الأجنبية بأن إعتزاله يشكل خسارة لمعظم سياسيي اليوم؟ بل وراحوا يعددون ما أسموه بإنجازاته؟
أخذت أقرأ الإنجازات التي ذكروها وعددوها حتى توقفت عند قتله لـ «دلال المغربي»! والسؤال اليوم كم من أبناء هذا الجيل يعرف الشهيدة دلال وليست القتيلة التي راحوا يدعون بأن قتلها من إنجازات «باراك» المعتزل؟ دلال سعيد المغربي هي مناضلة فلسطينية ولدت عام 1958م لأسرة لجأت بعد نكبة عام 1948م إلى لبنان، أثناء دراستها انضمت إلى الحركة الفدائية وتدربت التدريبات التي تؤهلها للمشاركة في العمليات العسكرية وهو ما تحقق لدلال عام 1978م لتكون من ضمن فرقة دير ياسين والمكونة منها كمفوض سياسي ومن محمود علي أبومنيف قائداً وخالد محمد إبراهيم وحسين فياض وحسين مراد وأبو الرمز ومحمد حسين الشمري وعبدالرؤوف عبدالسلام علي ومحمد محمود مسامح وخالدعبدالفتاح يوسف ومحمدالشرعان وعامرعامرية ويحيى سكاف، كانت مهمة هذا الطاقم القيام بعملية عرفت باسم «كمال عدوان» والذي كان قد قتل مع اثنين من رفاقه أعضاء اللجنة المركزية من حركة فتح في بيروت على يد المتشبه بزي إمراة حينها «إيهود باراك».
فرقة دير ياسين تمكنت عبر سفينة نقل تجارية من الوصول إلى معجان ميخائيل وهي مستعمرة إسرائيلية حتى قاموا بإيقاف حافلة (باص) أجبروها للتوجه إلى تل أبيب حتى ينفذوا عمليتهم الفدائية للوصول إلى مقر البرلمان هناك واستطاعوا أيضاً السيطرة على حافلة أخرى ليصبح مجموع عدد الرهائن 68 رهينة.
قامت دلال أثناء سير الحافلة بترديد الأبيات «بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي» «فلسطين يا أرض الجدود إليك لا بد أن نعود».
بل وراحت تقبل العلم الفلسطيني وتعلقه داخل الباص، وهي الأثناء التي أخذ «إيهود» يصدر تعليماته في توجيه الدبابات وتركيز الآليات العسكرية لإيقاف مسير الفدائيين بأي ثمن حتى عطلت الإطارات واستوقفتهم مدرعة عسكرية حاولت دلال ورفاقها التفاوض للحفاظ على أرواح الرهائن، لكن الجيش الإسرائيلي لم يهتم بأمر الرهائن حتى اندلعت المعركة والتي لم يجبن أمامها فريق دير ياسين حتى خسر الطرف الاسرائيلي 30 قتيلا و80 جريحا، لكن كثرة اليهود تمكنت من تحقيق السيطرة على الوضع باستشهاد أعضاء الفرقة عدا حسين فياض وخالد إبراهيم، أهم ما ركز عليه الإعلام في ذلك اليوم هو سؤال «إيهود باراك» لأحد الأسرى المصابين عن قائد الفرقة والذي أشار إلى دلال حتى التقطت الصحافة صورة باراك وهو يمثل بجثة الشهيدة دلال المغربي ويشد شعرها ويركلها في أكثر من جهة حتى يشفي غليل دولته المزعومة، فهل هذه من قبيل الانجازات أم خيبات إيهود باراك الذي قتل أعضاء فتح متستراً بملابس وشعر إمرأة وصولاً إلى تمثيله بجثة الشهيدة دلال المغربي؟
إلى أين وصل بنا الحال حتى يتم الحديث عن اليهود بهذه الصورة؟ أريد أن أذكر جزءاً من وصية الشهيدة والتي أوصت رفاق الفداء بالتعاون لتحرير فلسطين حتى قالت رحمها الله في ختامها « المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني»، فهل يتذكر وصيتها أحبابنا في حركتي فتح وحماس أم ينتظرون عودة العدوان الاسرائيلي على غزة وبقية الأراضي الفلسطينية واللبنانية؟

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك