'يشتمنا بأموالنا وعطايانا وهدايانا التي تغدق بها الحكومة'

زاوية الكتاب

العتيبي ردا على الخازن: سقطة ختمت بها حياتك الصحافية فالكويتيون ليسوا أولاد شوارع

كتب 3627 مشاهدات 0

جهاد الخازن

الكويتيون ليسوا أولاد شوارع أيها الخازن

خالد ضيدان العتيبي

يعتقد بعض الكتاب, غير الكويتيين, انهم اذا تمادوا في التملق لفريق ضد آخر في الكويت انهم يكسبون رضى ذاك الفريق, وهذا ما وقع به الزميل جهاد الخازن حين كتب مقالة في صحيفة'الحياة' اللندنية نعت بها المعارضة الكويتية بأولاد الشوارع, وهو بذلك نسف كل تاريخه الصحافي الذي يصل الى نصف قرن من الزمن, فمن البديهيات أن كل ذلك التاريخ يجب أن يكون اكسبه خبرة في توجيه الانتقاد الى أي انسان, لا يكون بلغة جارحة الى الحد الذي وصل اليه الزميل البريطاني الجنسية الفلسطيني الأصل, وبخاصة حين عرض لمرحلة تحرير الكويت والمسيرات التي ينظمها فريق من الكويتيين حاليا, فبين سطور مقالة الخازن الكثير من التجريح للشعب الكويتي, رغم اعترافه العلني بالتضحيات التي قدمها الشعب والحكم معا في سبيل التحرير, لكن بعد 22 عاما على الغزو والتحرير, يأتي الزميل المخضرم لينعت شريحة من الكويتيين بواحدة من اسوأ النعوت, لانه حين قال عن هؤلاء انهم أولاد شوارع كان يمس بعوائلهم التي ربتهم وهم من هذا الشعب, وبالتالي فهو يقع بخطأ العنصرية اذا جاز التعبير, ربما عن قصد او من غير قصد, فهل يقبل السيد الخازن أن يقال عن شريحة من شعبه انها أولاد شوارع لانها اساءت استخدام الديمقراطية? طبعا كانت الاجابة عن هذا السؤال في خاتمة مقالته حين شن هجوما لا يخلو من الشتم ضد احد الذين علقوا على واحدة من مقالاته, ويبدو من اسم القارئ انه كويتي, لكنه رد على الخازن من سويسرا, وربما هذا ما استفز الصحافي المخضرم فهو لم يعتقد أن هناك كويتيا لا يؤيده في شتائمه التي كالها للكويتيين ممن يوجدون في سويسرا لذلك نعته ايضا بنعوت بشعة, فكيف لمن يقدم دورسا عبر شاشات التلفزة وفي مقالاته اليومية عن الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير أن لا يقبل رأيا مخالفا لرأيه, فهل هذه الديمقراطية التي يريدنا أن نكون عليها السيد الخازن?

صحيح نختلف بالرأي مع الذين ينظمون المسيرات غير المرخصة في الكويت, وصحيح اننا لا نرى هدفا في تلك المسيرات غير تعديل نظام التصويت وهو مطلب لبعض النواب السابقين, لكننا لا نقبل اطلاقا بنعتهم انهم أولاد شوارع, ومن صحافي مخضرم يفترض به أن يكون قدوة للكتاب في رقي تعبيرهم عن رأيهم ومقاربة الموضوعات بكياسة  ومناقشة علمية, لكن أن يصل الأمر الى هذا الحد من الشتم فان ذلك يفرض علينا اعادة النظر في كل ما كتبه الزميل الخازن من مقالات, حتى تلك التي ايد بها قضايا الكويت, التي ربما تكون اهدافها غير الهدف المعلن فيها.

الزميل الخازن زار الكويت مرات عدة, وهو يعرف العديد من الشخصيات الكويتية, والتقى بالكويتيين كثيرا, وبالتالي عرف اخلاقهم وكيف يتعاملون مع الآخرين, وانهم مهذبون وليسوا أولاد شوارع, حتى من يصفهم بالمعارضة, الذين نختلف معهم اليوم على موقف سياسي, لكنهم في فترة من الفترات كانوا من الموالاة, فهل حين كانوا من الموالاة كانوا أولاد شوارع? فاذا كان يعتقد الزميل الخازن انه يدافع بمقالته عن الكويت والحكومة الكويتية, عليه أن يجيب عن السؤال, فأولاد الشوارع لا يكونون يوما أولاد مدارس وفي يوم آخر أولاد شوارع.

للاسف هناك من يشتمنا باموالنا, نعم باموالنا, وعطايانا وهدايانا التي تغدق بها الحكومة الكويتية على بعض الصحافيين الذين ما أن يغادروا الكويت يسارعون الى شتمها وشتم شعبها.

مقالة الخازن سقطة, او هي بالاحرى مقالة ختم بها حياته الصحافية, لان كل ما سيكتبه بعد اليوم سيكتب بممحاة لن يقرأ, وسيكون كالذي يحرث في البحر, لكن نتمنى أن يقلع بعض الزملاء الكتاب الكويتيين عن جعل مقالات السيد الخازن المعيار الذي ينطلقون منه في كتاباتهم.

*كاتب كويتي 

السياسة - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك