'ربيع العرب: ما له وما عليه'

منوعات

افتتاح اعمال الندوة الفكرية لمهرجان القرين الثقافي الـ19

1135 مشاهدات 0

جانب من الحضور

نخبة من 'قوس قزح' الاجتهادات الفكرية العربية باختلاف مشاربها الثقافية والاجتماعية تشارك في أعمال الندوة الفكرية لمهرجان القرين الثقافي التاسع عشر التي تعقد تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، عنوان 'إرتدات الربيع العربي، ربيع العرب.. ما له وما عليه ' والتي بدأت أعمالها صباح الأحد 13 يناير بفندق الرجينسي، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، ومدير المهرجان سهل العجمي، وكوكبة من المفكرين والمتخصصين والمهتمين الكويتيين والعرب، في لقاء فكري ينهض إلى سبر أغوار ما يحيط بالمنطقة من أحداث جسام، بهدف توفير مساحة لنقاش حر ومسئول حول اهم الأحداث التي شهدها العرب في بضع السنوات الأخيرة وهو ما اصطلح على تسميته ' الربيع العربي' الذي لا يزال آثاره تزداد عمقا واتساعا ليس في دول الربيع وحدها، بل في غيرها من دول الجوار أيضا مسببة حالة ملحوظة من السيولة الشديدة.

تعقد الندوة على مدار ثلاثة أيام في جلسات صباحية ومسائية وتناقش على مدار الجلسات 11 محورا جاءت كالتالي : 'جذور الربيع العربي'- 'التعليم والثقافة' - ' تجارب الحراك العربي: التجربة المصرية-التجربة التونسية-التجربة الليبية-التجربة اليمنية- التجربة السورية'- 'الحراك في المغرب والأردن'- 'دول الخليج والربيع العربي' - ' الدساتير الجديدة ' - ' ربيع العرب من منظور دول الجوار'.

كلمة الأمين العام م علي اليوحة

رحب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بضيوف دولة الكويت المشاركين في أعمال الندوة الفكرية، مؤكدا على تنوع مهرجان القرين الثقافي واحتضانه لكل روافد الفكر والإبداع على مدى دوراته المتعاقبة من 19 عاما..

وقال اليوحة في كلمته خلال الافتتاح الرسمي لأعمال الندوة: باسم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نرحب بكم أجمل ترحيب في الكويت ، ونشكركم على تجشمكم عناء السفر لحضور هذه الندوة ، وإثراء فعالياتها ... ومهرجان القرين الذي انطلق قبل تسعة عشر عاما ، هو مهرجان ثقافي متنوع تقيمه سنويا دولة الكويت من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، ويشمل الكثير من النشاطات الفنية والفكرية والمسرحية ، ودأب المجلس على تنظيم الندوة الفكرية بوصفها إحدى أهم الفعاليات في هذا المهرجان الذي يمتد لمدة واحد وعشرين يوما ، وقد بدأت هذه الفعالية منذ الدورة الأولى للمهرجان .

وتابع اليوحة : وقد اختار المجلس في هذا العام موضوعا مهما يشغل بال الكثيرين من أهل الفكر والرأي ، هو ارتدادات ما عرف بالربيع العربي بهدف البحث في ما حدث ، وربما أيضا استشراف ما يمكن أن تتطور إليه الأمور ، وهو ما نتطلع إليه في وجود كوكبة من المفكرين والمهتمين العرب والكويتيين في ندوة ندرك مسبقا أنها ستطرح أسئلة مستحقة حول الظاهرة لعلها تكون جسر لإجابات مستقبلية .

وحول توثيق أعمال الندوة الفكرية قال اليوحة: من التقاليد التي نحرص عليها أن يتصدر المجلس في نهاية جولات الندوة الفكرية كتابا يتضمن الأوراق البحثية وحصيلة الحوار الذي شهدته جلساتها بهدف إتاحته للقراءة على نطاق واسع ، حيث اعتاد المجلس توزيع هذا الكتاب هدية مع أحد الكتب الصادرة من سلسلة عالم المعرفة الشهرية التي يبلغ المطبوع منها ( 43 ) ألف نسخة من العدد الواحد .

ومن الجدير بالذكر أن الجهود الثقافية التي يبذلها المجلس الوطني متعددة ومستمرة طوال العام ، فهناك مهرجان سنوي للمسرح العربي ، ومعارض فنية متعاقبة محلية وأجنبية ، وعروض موسيقية ، وهو ما يسير في خط مواز للإصدارات الثقافية للمجلس ، ومنها مجلة عالم الفكر الفصلية وسلسلة عالم المعرفة الشهرية ، وسلسلتي المسرح العالمي والإبداعات العالمية اللتين تصدران كل شهرين ، ومثلهما مجلة الثقافة العالمية ، ومجلة الفنون الشهرية ، وغيرها من الإصدارات غير الدورية ، حرصنا على أن تكون متوافرة قريبا في متناول أيديكم في هذه الندوة ، ويسرنا في المجلس الوطني أن نرسل إلى من يرغب من ضيوفنا الكرام بعض أو كل هذه الإصدارات بشكل دوري .

كما يسهم المجلس أيضا في الرعاية الفكرية للشباب من خلال برامج متنوعة تقوم بها إداراته المختلفة وفقا لتخصصها ، كما يحرص المجلس أيضا على العناية بالتراث المعماري ، والتنقيب عن الآثار ، ولعل من أهم الإنجازات الحديثة والمهمة افتتاح مكتبة الكويت الوطنية ، التي تمثل منارة ثقافية شامخة تضم أهم الكتب في مختلف العلوم ... ونأمل أن يتوافر لكم الوقت لزيارتهما ، فهي معلم ثقافي وإنجاز وطني نفتخر به ونعتز .

وقال اليوحة: حاولت أن أعرض لكم في هذه المناسبة الطيبة جانبا محدودا من نشاطات المجلس المتعددة - لتقديم صورة – ولو رمزية – لضيوفنا الذين يتفضلون بزيارتنا لأول مرة حول رؤية الكويت الثقافية التي حرصت على تنفيذها منذ أكثر من خمسين عاما ، والتي لا تقتصر على دولتنا فقط ، بل أخذت على عاتقها توسيع رسالتها لتشمل محيطها العربي بكل أرجاؤه حيث تأتي في القلب من هذه الرسالة إصدارات ثقافية رديفة لإصدارات المجلس وتتكامل معها ، مثل مجلة العربي الثقافية المرموقة ، كما تسهم مؤسسات أخرى موازية في العمل الثقافي في الكويت . منها ما هو خاص من خلال جهود إخوة كرام كانت لهم ولا تزال اليد الطولي في تنظيم اللقاءات وبناء المكتبات وإنشاء دور النشر أو الجوائز الثقافية المختلفة .. ومنها ما هو مشترك كأعمال مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي يرعاها سمو الأمير ( حفظه الله ) ، والتي قدمت ولا تزال تقدم كثيرا من البرامج التي تستهدف الارتقاء بالثقافة العلمية في داخل الكويت وخارجها ، كما تمنح جوائز علمية مرموقة في جميع الاهتمامات الثقافية .

ونوه اليوحه بأن وراء الجهود الثقافية التي تبذلها دولة الكويت رؤية فكرية راسخة بأن التنمية الشاملة التي ترمي إلى إعلاء وتعزيز مكتسبات المواطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا إنما تبدأ من الثقافة وتعتمد عليها ... إيمانا بأن الثقافة تمثل قاطرة تقود النهضة في المجتمع ... ورافعة تدفع الدولة إلى المستقبل الأفضل والأرقى .

وجدد اليوحة الترحيب بضيوف دولة الكويت في ختام كلمته متمنيا للجميع وقتا طيبا يقضونه بين إخوانهم وأصدقائهم في الكويت، واختتم قائلا: ' أتمنى أن تخوضوا النقاش بما نعهده فيكم من عقول منفتحة وآفاق فكرية لا تتقيد إلا بالبحث عن الحقيقة والسعي إلى رفع سقف الحرية ، وهي غاية تحرص الكويت – بجميع أجهزتها ومؤسساتها في إطار رسالتها إلى أمتها وعالمها العربي خصوصا في هذا المنعطف الخطير من تاريخها ... كما أرجو قبول تحيات معالي وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي كان بوده أن يكون معكم هذا الصباح لولا أن أمرا طارئا منعه من الحضور ، كما أرجو أن تقبلوا اعتذاري الشخصي عن أي تقصير ، فقد حاول الزملاء المشرفون على هذه الندوة تذليل أي عقبات ، غير أن العمل البشري لا يخلو من هنات نعتذر عنها سلفا ، متمنيا لندوتكم هذه التوفيق والنجاح في هدفها ورسالتها'

التغيير والسلطة

من جانبه قال المنسق العام للندوة الدكتور محمد الرميحي : أمامنا اليوم موضوع يستحق التفكير فيه بعمق ، بعيدا عن عناوين الصحف أو نشرات الأخبار، فقد اجتاحت منطقتنا موجة من التغيرات غير المتوقعة، وشهدنا خلال السنتين الماضيتين، ربما أحداث قرن كامل ، تمر من أمامنا . محظوظ ربما من شهد هذا العصر، فأحداثه تجعلك تحيا مع التاريخ جنبا إلى جنب ، تتأمل حركته الحية لا الميتة في كتب زيفها أكثر من صدقها ، وربما منكوب من شهده أيضا لأن ما توقع بالعقل ، نتج عنه ما لا يعقل ، حتى الآن على الأقل .

تغير في غضون السنتين كل شيء ، ولم يتغير شيء في الوقت نفسه ، حدث التغيير عندما نتحدث عن السلطة ، و لم يتغير شيء عند الحديث عن استخدام السلطة ، وما زلنا نشهد تداعيات ما حدث حولنا وتفاعلاته التي تتشكل دون أن نستطيع قياسها على ما مر من أحداث التاريخ ، ليس في منطقنا ولكن في العالم ، أي محاولة للقياس – في نظري – قاصرة ، فعوامل التحريك والتفريغ مختلفة كل الاختلاف ، وهذا أول تحدي يواجه نقاشنا في اليومين القادمين .

ولفت د. الرميحي بأن هناك تفاعلات خلفت في شكلها الآتي ، ضعفا في التساند العربي ، وتفكك في آلياته ، ووضعا اقتصاديا يسير إلى التدهور ، قتال الأخوة الأعداء ، نذر طائفية شرسة ، فوضى ومذابح وتدمير مدن ، وصل تعداد ضحاياها في المجمل إلى أكثر من مائة ألف ضحية ، وملايين المشردين . وضع لا يسر بكل تأكيد . باختصار ما من دليل مقنع – حتى الآن – على أن دول الربيع قد حظيت بالسلم الاجتماعي أو المصالحة الوطنية أو الحكم الرشيد ، ولا حتى نالت تحسنا في المعيشة ، فضلا عن الديمقراطية الحقيقية .المتفائلون يتحدثون عن مرحلة انتقالية مؤقتة ، وتفاعلات قد تنتج فضاء أرحب للعرب في المستقبل .

وتابع د. الرميحي بأن هناك وجهات النظر لا تستقر على حال ، هناك من يؤيد التغيير في مكان ، و يعارضه في مكان آخر ، وهناك من يرى الموضوع برمته وكأنه ' مؤامرة' أو حلم مزعج سرعان ما نفيق منه .وأضاف د. الرميحي : لا نستطيع أن نضبط مسطرة لأسباب ما حدث و يحدث ، ولكن نستطيع أن نقول بشيء من الثقة أن ال DNA أو الجينات المشتركة للأحداث التي قادت إلى كل هذه التداعيات متشابهة . أنها الحُقرة و استبدال المواطنة بالرعية . ففي 17 ديسمبر 2010. وقف شخص تونسي في منطقة فقيرة يسكب على نفسه لترا من الكيروسين ، ويشعل النار في نفسه احتجاجا على ما وجده من تعسف قاهر من شرطية استمدت تعسفها من الوالي الذي استمد تعسفه هو بدوره من الحاكم في قرطاج وفي حادثة مشابهة ، شخص آخر هو خالد محمد سعيد صبحي قاسم ، الذي اشتهر باسم خالد سعيد من مدينة الإسكندرية ذو الثمانية والعشرون ربيعا ، يُقتل صبرا، بعد تعذيب من قبل شرطيين من المباحث ، وهما استمدا سلطتهما المتعسفة من مرجعية اعتمدت على قانون مستبد ، كان يُدعى قانون الطوارئ استحسنه نظام مستبد قرره على الشعب المصري لثلاثين عاما ، نستطيع أن نضيف إلى ذلك أطفال درعا الذين أصابهم القهر المستبد من قصر المهاجرين


في صورة ضابط تصرف بصلافة . الكل محمد وخالد وأطفال درعا، لم يبلغ أي منهم الثلاثين من العمر ، وهم جميعا يمثلون جيلا كاملا خضع للقهر الأسود فقهروه بطريقتهم

إذا لم ينتج من كل تلك التداعيات رفع القهر و استبدال الحُقرة بالمواطنة ، والاستبداد بالديموقراطية ، وترميم التشوهات السياسية و الاجتماعية الظاهرة واستدعاء الغائب في مجتمعاتنا للمشاركة في رسم مستقبلها ، فإننا سوف نظل في بؤرة الإحباط ، التي تعمقها اليوم ثورة الاتصال والمواصلات .

وختم قوله : من أجل هذا نحن هنا لنتدارس - بوعي - طرق ووسائل معرفة عوامل الإحباط ، والتنبيه إليها قبل أن يقع المحذور ونتطلع إلى ضوء الأمل ، في ظل نقاش حر ومستنير، تلك مهمتكم ومهمتنا جميعا، وهي مهمة صعبة ، وإن لم تكن مستحيلة ، فقد أعطانا الرب عقلا لنفكر به ونستنبط

كلمة المشاركين

وبدوره قال المستشار ارشاد هورموزلو ممثلا عن الباحثين والمشاركين في الندوة : يشرفني أن أتوجه اليكم والى كل اخوتي في الكويت العزيزة بخالص تحياتي وتقديري فقد قدمت من تركيا بدعوة كريمة من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت الشقيقة لأحضر معكم هذا العرس الثقافي الرائع.

وأنا أعلم الأهمية التي توليها قيادة الكويت لهذا المجلس منذ انشائه في السبعينات من القرن الماضي والذي أثبت جدارته وتميزه في خدمة الثقافة والأدب والفنون وما مهرجان القرين التاسع عشر الذي يعقد برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح إلا دلالة واضحة على تكريم المبدعين في الكويت، واحيي جهود وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الشيخ سلمان الحمود والسيد الأمين العام ومدراء المجلس فقد أصبحت هذه التظاهرة الثقافية مثلا يحتذى به في بلدان مختلفة.

إن الندوات والأمسيات الفكرية والأدبية والثقافية التي تعقد على هامش هذا المهرجان وضمن أنشطته وكذلك معارض الكتاب التي تفتتح للتعريف بالأدب المتميز وأطر الفكر الحضاري في الكويت إطلالة نحتاج اليها جميعا في بلداننا.

لقد أصبح التعليم والتطوير والبحث العلمي سمة بارزة في بلدنا تركيا أيضا، حيث وصل عدد الجامعات الرسمية والخاصة في تركيا في العقد الأخير أكثر من 170 جامعة تحتل الكثير منها قائمة الجامعات العالمية الأكثر تقدما. وإذا علمنا أن التعليم يحتل حاليا المرتبة الأولى في الميزانية العامة لبلدنا لعلمنا مدى الأهمية التي نوليها للبحث والتعليم والتعلم.


أذكر ذلك لأننا في عصر جديد أدركت فيه بلدان المنطقة وشعوبها أن الحرب الباردة قد انتهت وأن جدار برلين قد سقط وأنه لا مجال الا للرقي بالبلد الى مصاف الحضارة العالمية.

وبما أننا نبحث عن ارتدادات الربيع العربي وتأثيره على بلدان المنطقة التي عانت من أنظمة لا تلقي بالا لتطلعات شعوبها، فإنني أقول بأن واجب النخبة القائدة في هذه التغييرات ونخبة الشباب المثقف أن يبشر بأن مستقبلنا سوف لن يكون مشرقا إلا بالتركيز على البحث والعلم والمعرفة وأن الشعارات لا تكفي ولا تتيح للبلدان مستقبلا أفضل.

إن ما نحتاجه في هذه المنطقة إرادة حازمة للتطوير وصحافة حرة تقلل من أخطاء الاداريين وخطة هادفة للانتقال ببلداننا لكي لا تكتفي بالثروة والاقتصاد وإنما تعيد تاريخها المجيد في قيادة العلم والمعرفة.

إنني واثق بأن حواركم ومناقشاتكم الهادفة والهادئة في هذه الندوة ستغني منهجنا المستقبلي لبلوغ جميع هذه الأهداف التي ذكرتها، ولعلكم اطلعتم على تحركنا الطوعي الأخير بانشاء ملتقى الحوار العربي- التركي والذي كان أخوتنا في الكويت في طليعة الذين أغنوه بأفكارهم النيرة وأتمنى أن يكون هذا الملتقى فاتحة خير للحوار الهادف والبناء بين كل الشعوب.

أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن كل اخوتي الحضور من الضيوف بخالص شكري وتقديري لهذه الدعوة الكريمة التي تتيح لنا الاطلاع مجددا على النهضة المشرقة في الكويت والإسهام في هذه التظاهرة الثقافية الرائدة.

وبعد إلقاء الكلمات الرسمية انطلقت أولى الجلسات تحت عنوان ' جذور الربيع العربي' أدارها الدكتور محمد الرميحي وشارك فيهال كل من الدكتور فالح عبد الجبار والدكتور دارم البصام.

الآن: المحرر الثقافي

تعليقات

اكتب تعليقك