ضرب عصفورين بحجر:

محليات وبرلمان

تحويل أحداث السادس ضد وزير الداخلية ثم اللعب على المكشوف

4430 مشاهدات 0


 مكشوف الظهر ومحاصر من كافة الجهات: هذا هو حال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الذي بدأ يترنح أمام سندان الخصوم ومطرقة الأوامر العليا، حيث يبدو هذه الأيام بلا بوصلة لسياسته: فلا هو وقف مع الشعب مثلما بدأ وزارته بزيارة ديوانية الوعلان ومنع القوات الخاصة من محاصرتها ومن منع الندوة فيها، ولا هو الذي استخدم مسطرة واحد لكافة مسيرات كرامة وطن بأعدادها الستة، فتارة تأتي الأوامر بقمعها، وتارة تأتي الأوامر بالتعامل معها بضبط النفس والتفاهم الحضاري، فضاع وزير الداخلية.

 وجاءت أحداث الدائري السادس الغريبة مساء أمس الأول، وهي بلا شك لا علاقة لها بمسيرة كرامة وطن 6، إذ أعلن المنظمون انتهاء المسيرة بكل سلمية وحضارية دون تدخل من القوات الخاصة قبل أن تبدأ الأحداث المشينة، حيث أعقبتها أحداث مرفوضة وشغب مدان يمكن فهمها بأنها أحداث عابرة لأحداث مشاغبين يجب استدعاؤهم وتطبيق القانون عليهم، ولا يجب تحميلها الأمور أكثر مما تحتمل. البعض يظن أنها مفتعلة عمدا من قبل قوى ساءها التفاهم الحضاري بين المشاركين وبين قوات الأمن فحاولت أن تضرب عصفورين بحجر: التأليب على الحراك الشعبي من جهة، وزيادة حدة الهجوم على وزير الداخلية من جهة أخرى للتخلص منه. فخصوم وزير الداخلية وجدوها فرصة لضربه والتخلص منه وهؤلاء الخصوم فريقان:

فريق يؤيد رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد ويحن لعودته لما هو أكبر من رئاسة الوزراء، وهو فريق يعادي وزير الداخلية لأنه يرى منه 'تعاطفا' مع الحراك الشبابي ومع المعارضة وينوون الانتقام منه انتقاما لسيدهم من ناحية، ومن ناحية أخرى يحاولون القضاء على أية قوى يمكن أن تتفهم أسباب الحراك الشعبي بأي شكل، ولذلك سارع نائب المجلس المبطل محمد الجويهل باستجواب وزير الداخلية كأول عمل يقوم به حينها، وهدد نائبا مجلس الصوت الواحد الحالي فيصل الدويسان وأحمد المليفي- المعروفان بقربهما من رئيس الوزراء السابق- باستجواب وزير الداخلية على خلفية انتشار العنف.

 وهناك فريق يؤيد رئيس الوزراء الحالي الشيخ جابر المبارك الذي ليس بينه وبين نائبه الأول وفاق وقد عبر عن ذلك نائب مجلس الصوت الواحد- القريب من رئيس الوزراء السابق- نواف الفزيع بمقالته بالوطن الشهر الماضي مطالبا بأن يقصي رئيس الوزراء نائبه الأول فكتب: 'من الواضح ان نائبك الاول ليس على ود لا معاك ولا مع مجلس الامة فها هو لم يهنئ بتوليك رئاسة الحكومة ولا رئيس مجلس الامة وتلك اول القصة'. ويعمل هذا الفريق على التخلص من وزير الداخلية الذي فرض فرضا على رئيس الوزراء حيث لم يكن يرغب بتوزيره، أو على الأقل لم يكن يرغب بتوزيره نائبا أول له.  هناك افتعال لأزمة وهجوم على وزير الداخلية من قبل أعضاء مجلس الصوت الواحد الذين يرون بأن وزير الداخلية متراخ في التعامل مع الحراك الشعبي، لأن استمرار هذا الحراك يعريهم ويطالب بإزاحتهم من برلمان الصوت الواحد، ويطالبون بقمع الحراك حماية لكراسي برلمانهم من ناحية، وتخلصا من وزير الداخلية من ناحية أخرى، ما لم يشدد قمعه لهم والصدام معهم. رابط:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=130748&cid=43

 الشيخ أحمد الحمود في أضعف حالاته السياسية هذه الأيام، وأية أزمة أمنية قادمة- والأزمات كثيرة- ستشدد الضغط باستجوابه وربما تسارع برحيله أو بترحيله وطرح الثقة فيه، ليصبح اللعب بعد ذلك على المكشوف بين فريق رئيس الوزراء الحالي وفريق سلفه السابق.

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=85292&cid=43

 

الآن-تحليل

تعليقات

اكتب تعليقك