سالم السبيعي ينصح الحكومة بأن تأخذ العبرة مما يحدث في مصر

زاوية الكتاب

كتب 678 مشاهدات 0


الأنباء

لمن يهمه الأمر  /  الحذر واجب يا حكومة

سالم ابراهيم السبيعي

 

نشرت «الأنباء» مقالا لي في 18/6/2012 بعنوان «هل تتشابه الأحداث في مصر والكويت» وقد ذكرت بشيء من التفصيل مجموعة من الأحداث أو الأزمات الدستورية أو الاحتجاجات أو حل البرلمان.. وغيرها حدثت في مصر ثم حدث مثلها في الكويت، أو العكس بنفس الشهر بشكل مقارنة، وكأن هناك تواصلا غير منظور، أو منهجا خفيا، مع أن هناك اختلافا كليا بين حجم وثقل مصر ودورها القيادي في المنطقة، وكذلك ظروف المواطن المصري المعيشية وبين دولة الكويت ورفاهية المواطن الكويتي، وكالعادة بعد كل مقال أتلقى بعض الردود والتعليقات، عدا النقاش والاستفسار من رواد الدواوين التي أزورها، لذلك تجدني مستعدا لشرح وجهة نظري مدعما بأدلة أخرى لم تنشر، كما تستجد أحداث جديدة تؤكد ملاحظاتي.

ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو ما حدث يوم السبت الماضي من قلاقل ومظاهرات وسقوط قتلى في مصر وكانت شرارة ما حدث هو صدور الحكم «الابتدائي» لمحكمة الجنايات بتحويل أوراق 21 متهما إلى مفتي الجمهورية «لأخذ رأيه» وهذا ليس حكما نهائيا فهناك الاستئناف، ثم النقض.

إن هذا الحُكم يعتبر قصاصاً شرعياً (وليس وجهة نظر) لجريمة قتل راح ضحيتها 72 متفرجا لمباراة كرة قدم، وأكرر وهذا الحكم ليس نهائيا، ومع ذلك انفجر الشارع المصري «وجه بحري» بمظاهرات وعنف وحرائق أسفر عن مقتل أكثر من 36 قتيلا.

أسمع وأشاهد هذه الأحداث، وأنا في الكويت مقبل على صدور حكم المحكمة الدستورية الكويتية بالطعون المقدمة لها، وخصوصا مرسوم الصوت الواحد الذي له معارضوه، الذين استخدموا الشارع للاحتجاج فاندس بينهم أعداء الوطن فقطعوا الطرق، وأتلفوا الممتلكات وأزعجوا سكان المناطق، وهذا دليل على أن المعارضين يسهل عليهم إثارة الشباب، ولكن يصعب عليهم السيطرة والتحكم بتصرفاتهم فيتبرأوا منهم هربا من المسؤولية، والخاسر الأكبر الوطن بأبنائه وممتلكاته.

من منبر «الأنباء» أتمنى على الحكومة أن تأخذ العبرة مما حدث في مصر بعد صدور حكم محكمة الجنايات هناك، وأن تكون حكومتنا يقظة وعلى أتم استعداد حين يصدر حكم المحكمة الدستورية حول مرسوم الصوت الواحد «خصوصا هو الأمل الأخير للمعارضة» وفي حالة تأييد المحكمة للمرسوم سيكون له ردة فعل (نسأل الله السلامة).

كذلك نذكر وننبه بألا تقل هذه اليقظة والاستعداد حين تصدر أحكام على مقتحمي مجلس الأمة، فهي بمثابة إعدام سياسي على رموز نيابية لهم أتباع سيهيجون الشارع بحناجرهم و«علي وعلى أعدائي» ويصبح الوطن وأمنه آخر اهتماماتهم.

اللهم احفظ الكويت، وكل بلدان المسلمين، وارزقهم الأمن والأمان والعيش الكريم.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك