متى ندخل مصر آمنين؟.. سؤال يطرحه ويجيب عنه عبد الهادي الصالح

زاوية الكتاب

كتب 612 مشاهدات 0


الأنباء

م 36  /  متى ندخل مصر آمنين؟

عبد الهادي الصالح

 

مؤلم جدا ما تمر به مصر من اضطراب في الشارع، وصل الى حد إقتحام الفنادق ومحاولة تخريب المنشآت الحيوية للماء والكهرباء في بعض مدنها وتعطيل قناة السويس، مما يثير الريبة والشكوك في أهداف هذا السيناريو الذي لا يمت بصلة إلى العملية السياسية الاصلاحية، بل يبدو أنها محاولات نحو مزيد من استثارة المصريين الصامتين، بل ان أصابع الاتهام تتجه الى ثلاث جهات هي عادة المحرك المضاد للثورات التغييرية وهي:

1 - الدول اللاعبة في المنطقة والتي ترى أن مصالحها مهددة في ظل النظام الحركي السياسي وعلى رأسها المشاريع الاستسلامية مع إسرائيل.

2 - الحرس القديم الذي يحاول استعادة أمجاده وإحياء نظامه المقبور، وقد تفاقمت عليه الخسائر والأضرار من جراء هذه الثورة، وكذلك أتباعهم من أصحاب المصالح الفاسدة.

3 - القوى المنافسة التي خسرت في الجولات الانتخابية، وتحاول أن تبرز وجودها وقوتها في الشارع، وربما قد يئست من أي جولة أخرى وليس أمامها إلا التسلط على القرار بالقهر والجبروت. ومن أسف أن نرى رموزها بعد أن كانوا أبطالا في التنظير الاصلاحي والدعوة الى الديموقراطية، يتحولون اليوم الى أداة لتأجيج العنف والتخريب.

إن الديموقراطية غير مشروطة بسقوط حركة الاخوان المسلمين، رغم كل ما يعاب عليها ومهما قيل، فلابد من الإقرار والتسليم بأنهم جزء كبير من الشعب المصري تحملوا الكثير من العناء والتعذيب لكنهم صبروا وأغنوا الفكر الاسلامي الحركي، وتقبلوا الدخول في غمار المعارك الديموقراطية وفازوا، فمن حقهم ومن حق الشعب المصري أن تتاح لهم الفرصة ليعرضوا بضاعتهم، وهو أمر يأخذ وقتا ومراحل لابد من كل ثورة أن تجتازها، هكذا كانت ثورة الجزائر ذات المليون شهيد والثورة الاسلامية في إيران التي ضحت بمئات من قادتها ومئات الآلاف من الشهداء، وهكذا اليوم في العراق يواجه حملة شرسة من ذات الجهات الثلاث، ومن قبلهم الثورة الفرنسية التي قال عنها الثائر الفرنسي جورج جاك دانتو أمام مقصلة الإعدام «ان الثورة تأكل أبناءها»!

فالسلام على مصر، ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك