الجنيه المصرى ينهار .. ونقص الدولار يهدد بموجة غلاء طاحنة وشيكة

الاقتصاد الآن

530 مشاهدات 0


مع ارتفاع وتيرة العنف السياسى الذى أوقع أكثر من 50 قتيلا، وخلف نحو 800 مصاب، دفع الجنيه المصرى فاتورة تلك الأحداث بتسارع وتيرة التراجع، على الرغم من قصر البنك المركزى للعطاءات الدولارية إلى 3 أيام فى الأسبوع بدلا من 5، مع توقعات بمزيد من الانخفاض خلال الأيام القادمة، مع استمرار المصادمات الدامية.

3 قروش يفقدها الجنيه من قيمته مع كل عطاء للبنك المركزى خلال الشهر الماضى، ارتفعت بعد الأحداث الدامية التى شهدتها الأيام الأخيرة لإحياء ذكرى الثورة إلى 4 قروش يوميًا، ولكن التحدى الأصعب يكمن فى تأثير الاضطرابات السياسية على التدفقات الدولارية التى تدخل خزائن البنك المركزى، خاصة من قطاعى السياحة والاستثمارات الأجنبية، والتى تدعم أرصدة الاحتياطى الأجنبى التى يستخدمها البنك المركزى فى الدفاع عن الجنيه بضخ معروض دولارى كبير للبنوك العاملة فى السوق المحلية لمقابلة الطلب على العملة الأمريكية.
وأثرت الأحداث الأخيرة التى شهدتها مدن القناة والقاهرة ومحافظات أخرى، وخلفت خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات، سلبًا بإلغاء العديد من الحجوزات الفندقية، والتى تعد المورد الرئيس لقطاع السياحة أكثر قطاعات الاقتصاد إسهاما فى دعم الاحتياطى الأجنبى، فضلا عن تراجع المستثمرين الأجانب عن ضخ استثمارات جديدة أو إجراء توسعات جديدة لمشروعاتهم القائمة فى مصر، بسبب ارتفاع التهديد الأمنى ومستوى المخاطر المتعلقة بالاستثمار فى مصر، وهو ما يؤثر سلبًا على دعم الجنيه من قبل السلطات النقدية المصرية بضخ الدولارات لمقابلة الطلب على العملة الأمريكية، ومحاربة البنك المركزى للسوق السوداء التى ظهرت مرة أخرى لتجارة العملة.

الأسباب الحقيقية لاستمرار نزيف الجنيه المصرى خلال الفترة الماضية والمتوقع استمراره خلال الأيام المقبلة مع استمرار العنف فى الشارع المصرى، يرجع بالأساس إلى أسباب سياسية ولخلافات الفصائل المكونة لنسيج المشهد السياسى المصرى، والتى سوف تدفع العملة المصرية لمزيد من التراجع، وما يتبعها من موجة غلاء طاحنة فى أسعار السلع والمنتجات، سوف يدفع ثمنها المواطن المصرى.

وخلال يناير الماضى، ولأول مرة فى تاريخ العملة المصرية، ارتفع الدولار الأمريكى بنحو 55 قرشًا، أمام الجنيه، مع الآلية الجديدة التى بدأها البنك المركزى بداية الشهر الماضى، بطرح عطاءات يومية من العملة الأمريكية للبنوك، وتراجع الاحتياطى من النقد الأجنبى لمستوى حرج بلغ 15 مليار دولار بنهاية شهر ديسمبر.

الان - محمود مقلد

تعليقات

اكتب تعليقك