'إسقاط القروض وفائدة الدولة بعد النفط'

الاقتصاد الآن

المطوع: ماذا فعلت حكومة التقاعس والظلم للأخطار التي قد تواجهها الكويت؟!

2441 مشاهدات 0

صورة ارشيفية

ضمن سلسلة المقالات التي تنشرها عن قضية 'إسقاط القروض' والتي يدونها الخبير الإقتصادي محمد المطوع يأتي المقال العاشر والأخير على الشكل التالي:-

إسقاط القروض 10 – 10
فائدة الدولة بعد النفط

من الأكيد والمحتوم هو إنتهاء النفط خلال مدة زمنية محدودة وقد يكون هذا التاريخ بعيد نسبيا, ولكن الذي ليس معروف هما خطران, الخطر الأول قد يتم إكتشاف مصدر طاقة اكثر رخصا وأمانا والخطر الأخر قد يهاجر النفط لأي سبب خارج الأراضي الكويتية او قد يصبح غورا لانستطيع الوصول له, فيا حكومة التقاعس والإهمال والظلم والملاحقات السياسية والقمع البوليسي, ماذا فعلتي لهذا اليوم, ماذا أعددتي لمثل هذا الإحتمال, منذ الستينات نجد المفكرين والكتاب يثيرون هذا الإحتمال ولكن حكوماتنا نائمين في ودائع إيرادات النفط يتنعمون بها بعيدا عن المواطن ويستنشقون دخان حرقها فتخدرهم ولايفكرون لابمواطنين ولا وطن.
الخالد خالد النفيسي لايغيب عن ذاكرتي في مسرحية الكويت سنة 2000 من تأليف الرائع سعد الفرج وهو يصرخ دقي ياساعة دقي, لقد سبقت هذه المسرحية زمنها بعقود ولكن سياسيين الكويت ووزراءها يضحكون على المشاهد ولا يعون ابعادها, فماذا أعددت ياحكومة الكويت لما بعد النفط, هل سنرجع للغوص على اللؤلؤ وهو لم يعد ذو جدوى منذ ثلاثينات القرن الماضي, هل سنعمل عمالا على سفن نقل التمور من البصرة والجندل من مدغشغر والتوابل من الهند على البوم والبغلة مرورا بموانيء عدن ودبي, وكل هذا التراجع بسبب متسلقين ورويبضة يدعون علمهم بعلم الإقتصاد, ولو أطلع عليهم  بن خلدون أوأدم سميث أو كينز, لما سمحوا لهم بالعمل فراشين في اي مؤسسة إقتصادية أو مالية.
كما ذكرت أنفا في مقال سابق, لدى الكويت كل مقومات التنمية وبالإمكان أن ننقذ مستقبل الكويت المجهول وبكل سلاسة ويسر, الكويت تقع في منصف العالم, وتقع في نهاية البحر بقرب كتل بشرية كبيرة, ونستطيع من خلال هذا الموقع المميز أن نعيد دور الكويت القديم في تجارة الترانزيت, بعد أن نطور إسلوبها, فاهلنا وقبل مائتان وخمسون سنة اكتشفوا هذا الأمر وجعلوه مصدر رزق قامت على اساسه الكويت وجذبت الناس إليها من كل مكان, ونحن الآن نتخبط ولا نعرف الطريق وذلك بسبب التعيينات والترقيات التي تتم على اساس الولاء الشخصي وليس على اساس الكفاءة والعمل الجاد الصالح, وكأننا في مزرعة خاصة, وحتى لا أطيل عليكم يمكنكم الرجوع لكتابي ( جمان الكويت ) حيث وضعت به جزء يسير من خطة تنمية تنقذ الكويت وتفيدها لأكثر من مائة سنة, ومثلما ذكرت في المقال السابق فإن تحويل الشباب إلى العمل الإستثماري المنتج بدلا من الوظائف الحكومية سيتيح للحكومة أن تتخلص من مصاريف كبيرة بل إن أرباح هذه المشاريع ستمثل وعاء ضريبي مهم للدولة حينما تكون محتاجة لأن تفرض ضريبة لسداد مصاريف الدولة ( حيث اني لست مع فرض ضرائب من غير حاجة ), وإذا لم نبدأ الآن في بإسقاط القروض وبناء الإقتصاد إستعدادا لذلك اليوم, فالفرصة ستضيع للأبد, وسنجد أنفسنا يوما ما بأننا دولة بلا عمل ولا مصدر رزق.
فهل الكويت تسمع أم إنها لازالت صمخة؟!!!!!!؟
والله عليم بذات الصدور
 
محمد المطوع

لقراءة المقالات السابقة أنظر أدناه:-

إسقاط القروض 1 - 10 ضرورة وطنية
إسقاط القروض 2- 10 نشوء مشكلة القروض
إسقاط القروض 3- 10 موقف الإسلام
إسقاط القروض 4 - 10 وجوبية إسقاط القروض دستوريا
إسقاط القروض 5 - 10 الوضع الإجتماعي
إسقاط القروض 6 - 10 استفادة التجار من إسقاط القروض
إسقاط القروض 7- 10 أهمية اسقاط القروض تنمويا
إسقاط القروض 8- 10 إستثمار مربح
إسقاط القروض 9 – 10 فائدة ميزانية الدولة

الآن: كتب- محمد المطوع

تعليقات

اكتب تعليقك