لا ينبغي أن تمر الذكرى الثانية للثورة السورية كاحتفالية.. الفليج مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 645 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة السورية

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

يصادف يوم الجمعة الخامس عشر من مارس الذكرى الثانية لانطلاقة الثورة السورية المباركة، تلك الثورة التي انتفض فيها الشعب السوري الأبي الذي دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبركة، نافضا الظلم الذي ظل جاثما على جسده قرابة نصف قرن، رافضا ذلك النظام البعثي العسكري الذي تعامل مع الجميع بأسلوب القمع والتعذيب والقتل والسحل، ذلك النظام الذي يقول «لا اله إلا بشار» ويدفن حيا من قال غير ذلك، وينشر بالمنشار من يوحد الله عز وجل.
مضت سنتان لم تتوقف فيهما آلة القتل والتدمير البعثي على مدار الساعة، بحق البشر والحجر والشجر، والانسان والحيوان.
ولم يعد خافيا على من لديه شيء من العقل ومن لديه بقايا انسانية اجرام ذلك النظام البعثي الفاشي، والذي يُدعم بكل أسف وحرقة من حزب يرفع راية الإسلام، وهو «حزب الله»، ومن دولة مسلمة كبرى وهي «إيران»، لا نصرة لدين ولا مذهب ولا طائفة، انما لموقع استراتيجي في العمق العربي، شاء من شاء، وأبى من أبى.
فان كنا لا نحمل هما كبيرا تجاه الدول غير المسلمة لأهدافها التوسعية والاقتصادية والاستعمارية والاستراتيجية وحماية الكيان الصهيوني، فضلا عن هدف اضعاف المسلمين، وتقليص مساحة الاسلام، فما هو العذر لمن رفع راية الاسلام في نصرة حزب البعث الاشتراكي في سورية، والمذهب النصيري الذي كفره علماء الشيعة قبل السنة؟!
لا ينبغي ان تمر هذه الذكرى كاحتفالية أو مناسبة جميلة، انما هي تذكير بآلام ومصائب الشعب السوري المنكوب، المشتت في بقاع الأرض، الشعب الصامد والمكافح، الشعب الذي واجه الدبابات بالرشاشات، والطائرات بالآر بي جي، وهي ذكرى للمزيد من التصعيد السياسي لنصرة الشعب السوري، والمزيد من الانتشار الاعلامي ليعرف الجميع حقيقة هذا النظام وجرائمه، حتى يلجم كل مزايد ومخادع ومكابر.
ليكن هذا الأسبوع أسبوعاً عالمياً لنصرة الشعب السوري وثورته المباركة في كل أرجاء الأرض، وكل وفق استطاعته، بالكلمة، بالصورة، بالرسالة، بالواتساب، بالتويتر، بالفيسبوك، باليوتيوب، بمحاضرة، في برنامج تلفزيوني أو اذاعي، بالمعارض، بكل فرصة سانحة، وأقلها..بل أهمها «الدعاء».
ولتكن هذه الذكرى البداية لنهاية نصف قرن من الظلم والقهر والاستبداد والفساد، والنصر لأبناء سورية الذين يسطرون البطولات الرائعة، ويقدّمون التضحيات الجسيمة، وأسأل الله ان يفرج عنهم عاجلا غير آجل.
ولا يفوتني ان أشكر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله الذي أولى هذه القضية جل اهتمامه منذ انطلاقة الثورة، واستضاف مؤتمر المانحين الدولي، وبادر بأول وأعلى مبلغ قدمته دولة الكويت للشعب السوري على المستوى الرسمي والخيري، وتتشرف الكويت حكومة وشعبا بأنها أولى الدول التي بادرت بتقديم المساعدات منذ اندلاع الثورة، ومازالت القوافل تتوالى على تركيا والأردن ولبنان ومصر، وأسأل الله ان يأجر كل من سعى في ذلك.
٭٭٭
«ان الباطل جندي من جنود الحق، لأنه حينما يعلو يؤلم الناس بشراسته، فيصيح الناس: أين الحق؟! فيظهر الله الحق». الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك