شريف القوم أصبح سجيناً والفاسد بات حراً طليقاً.. صنيدح متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 723 مشاهدات 0


الوطن

فيض المشاعر  /  أيام نحسات

مبارك صنيدح

 

بعد خطاب كفى عبثاً وعلى الرغم من الاتفاق او الاختلاف على مفرداته ولكن بعده حيطان اسمنتية سوداء صلبة ارتفعت من حولنا وليل الصوت الواحد مزروع عيوناً أحاط بنا ورتعت فيه الغوامض والحرافيش وعاهات أصبح لها موقع من الاعراب وهي لا تعرف غروب الشمس من طلوعها وتسيد المشهد السياسي أصوات مستعارة لها آذان تمشي بها تقوم بنقل الوشاية والتحريض وغاب صوت العقل والحكمة.
أيام نحِسات طرقت أبوابنا والضحكات تخرج باهتة والترقب والانتظار سيد الموقف والساعات عقاربها حبلى بالمفاجآت.. وانطلقت حروفي تبحث عن نقاطها التائهة وأرسلت على أثرها قطيعاً من علامات الاستفهام وعلامات التعجب تبحث عن اجوبتها وتقترب من الأبيض فينقلب أسود ومن الأسود فيزداد سواداً ووقفت أمام الصمت وقد نصب خيامه وضرب أوتاده وعليه حراسة مشددة من مشايخ الجامية تُخلل لحاها بماء الوضوء وتسخر بمن لحاهم تتخضب بالدماء دفاعاً عن ارضهم وعرضهم وتكشف عن ظهر عليه علامات وأخاديد من (خَيازرين) ويعتبرونها أوسمة ونياشين السمع والطاعة وهلل لهم المرجفون ومن في قلوبهم مرض..وصاحت الحروف بعد ان التمت على نقاطها بأعلى صوتها (يا سارية الجبل) لقد أصبح شريف القوم في زمني سجيناً ومن يحمل معاول الهدم ويعيث في الأرض فسادا حراً طليقاً.. والقانون يلاحق الشرفاء يرصد حركاتهم يحصي أنفاسهم يقرأ نواياهم ويغض الطرف عن تعدي الآخرين ومساسهم في عبارات لاتحتمل التأويل والتحوير.
من يحمل (فأس الخليل) فيحطم أصنام الازدواجية في المعايير والكيل بمكيالين ومن يرفع العصابة عن عين القانون فيرسي العدل ويركض بكل ما أعطاه الزمن من قوة يخفر كل مسيء ومتجاوز وعابث لا ينظر الى اسمه ورسمه أو نسبه أو موالاته ومعارضته.
ظِل الأيام النحِسات ثقيل ارتمى فوق أكتافنا واختلط بظِل آخر من همَّ للخلاف بين صفوفنا وستتعب الأقدام طويلاً من حِمله وهي تشق طريقها نحو الأصلاح السياسي والدستوري.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك