دبي تبرز محورا للاستثمار في إفريقيا بقلم مايكل بيل

الاقتصاد الآن

1917 مشاهدات 0


 

بالنسبة لزارعي الشاي الذين يمتلكون بصورة جماعية شركة تعبئة الشاي الكينية ''كينيا تي باكرز''، أثبتت دبي أنها نافذة تطل على العالم، خصوصا في وقت تسعى فيه هذه الشركة إلى توسيع صادراتها من قاعدتها في شرق إفريقيا.

فقد أنجزت الشركة في آذار (مارس) 2012 معالجة أول شحنة مكونة من 22 طناً من الشاي في ميناء جبل علي، وهي تعتزم استخدام هذه المدينة ذات الطابع العالمي لبيع منتجاتها في أمكان أخرى من دول الخليج وما وراء ذلك.

ويقول كولينز شيرويوت، العضو المنتدب في شركة تعبئة الشاي الكينية: ''بصورة أو بأخرى، أصبحت دبي عبارة عن سوبر ماركت كبير. هذه فرصة متاحة أمام منتجاتنا كي يجربها العديد من الجنسيات، دون أن نقوم بأنفسنا بالشحن المباشر''.

ويعتبر هذا المنطق مثالاً صغيراً على الطريقة التي تظهر بها دبي محورا للاستثمار من وإلى إفريقيا، من خلال لعبة قوى إقليمية تبين الدور المتنامي لدبي في حركة التجارة خارج العالم الغربي.

ويستخدم رجال الأعمال الخليجيون دبي قاعدة ينطلقون منها للبحث عن فرص في إفريقيا، عبر مجالات تراوح بين الأعمال اللوجستية والاتصالات، في وقت عملت فيه الروابط الجوية مع هذه المدينة، وعمليات التصدير والاستيراد، و''المناطق الحرة'' التي تخضع لأنظمة خفيفة، على اجتذاب أصحاب الأعمال الأفارقة إليها.

وتعمل هذه الروابط المزدهرة على تجديد علاقات اجتماعية وتجارية تعود إلى آلاف السنين، لكنها انقطعت خلال القرن الماضي وسط نزاعات وصراعات في إفريقيا من جهة، ومصالح كبيرة ومتنامية لدول الخليج الغنية بالنفط مع أوروبا والولايات المتحدة من جهة أخرى. والآن، حيث العالم الغربي متعب من أزمته المالية، وآسيا وإفريقيا في حالة صعود اقتصادي، ظهرت الإمارة الواقعة بين هاتين المجموعتين لتكون واحدة من المناطق المستفيدة من الوضع الجديد.

وفي مؤتمر عقد في الإمارات هذا الشهر، تحت عنوان ''دبي البوابة لإفريقيا''، قالت ريم الهاشمي، وزيرة الدولة في حكومة الإمارات: ''نحن نؤمن بقوة أن نجاح الإمارات يبقى معلقاً على استمرار النمو السليم والمتواصل للدول الإفريقية''.

وأسست دبي نفسها لتكون واحدة من بين نقاط الترانزيت الرئيسية لتوسيع التعاملات الاقتصادية لدول الخليج مع إفريقيا، وسط تقديرات بأن يصل حجم التبادل التجاري بين هذه الإمارة والقارة إلى 109 مليارات درهم إماراتي (30 مليار دولار) عام 2012، بزيادة 27 في المائة عما كان عليه في 2011.

وعلى الرغم من أن هذه التدفقات لا تزال في معظمها في قطاعات قليلة متوقعة، مثل منتجات النفط التي تذهب من الخليج إلى إفريقيا، والمواد المعدنية التي تذهب بالاتجاه المعاكس، إلا أن الصورة الاستثمارية أصبحت أكثر تنوعاً. وبعض المستثمرين الأجانب الرئيسيين في العديد من البلدان الإفريقية ـ مثل موانئ دبي العالمية وشركة اتصالات ـ يأتون من دبي، أو من الإمارات بشكل عام.

ويعود جزء من جاذبية دبي العامة إلى شبكة شركة طيران الإمارات التابعة لها، التي تطير إلى 21 بلد إفريقي، وإلى كونها نقطة اتصال للسفر باتجاه آسيا.

وفي الآونة الأخيرة انتقلت سيبل يوسيل، هي مديرة تنفيذية لشركة كار باور الدولية في تركيا، التي تورد معامل طاقة إلى بلدان إفريقية مثل تنزانيا وغانا وجنوب إفريقيا، إلى دبي كي تستفيد من إمكانيات النقل العابر للقارات في دبي، وهي تقول: ''من الصعب السفر من إسطنبول، لكن من الإمارات تذهب إلى أي مكان تريده، وهذا أمر مناسب جداً لي''.

ومن ناحية أخرى، عملت المناطق الحرة في دبي، التي تسهل إنشاء الشركات وتقديم منافع ضريبية، على أن تكون عامل جذب لبعض أصحاب الأعمال الأفارقة. وتقول غرفة تجارة دبي إنها ضاعفت من عدد أعضائها الأفارقة منذ عام 2008 ليصبحوا اليوم ستة آلاف عضو.

ويقول نقاد إن حرية التجارة في دبي لها جانب مظلم. فقد أصبحت دبي الوجهة الرئيسية للألماس القادم من نظام روبرت موغابي، القائم منذ 33 عاماً، حيث تضاعف استيراد الألماس 250 مرة تقريباً في الفترة من عام 2008 إلى 2011. لكن الألماس يأتي في الدرجة الثانية بعد الهواتف النقالة من حيث أكثر المواد التي يعاد تصديرها بعد المرور بجمارك دبي.

وعلى الرغم من قول السيد شيريويوت، مدير شركة تعبئة الشاي الكينية، إن مشروع شركته في دبي لم يكن خالياً من المشاكل، العائدة جزئياً إلى قوة درهم الإمارات العربية المتحدة أمام الشلن الكيني، إلا أنه لا يزال سعيداً بوجوده في الإمارات.

وهو يعبر عن ذلك بقوله: ''دبي هي النقطة المركزية التي تلتقي فيها الكثير من الأعمال''

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك