الزواج والديمقراطية العربية لا استقرار فيهما.. بنظر المشاري

زاوية الكتاب

كتب 723 مشاهدات 0


الشاهد

الديمقراطية في بلدنا مثل الزواج

عبد المحسن المشاري

 

ما هو الشيء المشترك الذي يجمع بين تجربة الزواج وتجربة الديمقراطية في عالمنا العربي؟ سؤال صريح ومباشر ليس فيه لف أو دوران او اطالة مثل اسئلة فوازير رمضان التلفزيونية، الاجابة باختصار ايضاً ان كليهما مؤلم ومتعب وفيه كثير من المشاكل في المئة سنة الأولى وبعد ذلك كل شيء يصبح سهلاً بالطبع معنى الاجابة ان الزواج والديمقراطية العربية لا استقرار فيهما ابداً ولعل احد اسباب فشل الزواج هو العناد الشخصي واعلاء حالة الأنا العليا داخل كل طرف بحيث تتحول شراكة الزواج الى مباراة في العداء الشخصي يحاول فيها كل طرف اثبات أسلوبه وطريقته والدفاع عن مصالحه وحده دون مراعاة للطرف الآخر، العناد الشخصي وشخصنة الصراع وتضخم الذات هي ايضاً ذات الأسباب التي تؤدي الى فشل تجارب الحكم في عالمنا العربي، نادراً ما وجدنا حاكماً في عالمنا العربي في حالة اختلاف موضوعي مع معارضيه، بل ان معظم الخلافات التي تصل الى مراحل الاعتقال والصدام والتصفية الجسدية هي عائدة لأسباب شخصية لذلك كله شاهدنا الخلاف ذا الاصول القبلية أو العائلية أو المناطقية أو التاريخية أو المذهبية دون وجود عناصر للخلاف المذهبي وحتى اشرح ذلك نحن نجد قوى في عالمنا العربي تختلف بالدرجة الأولى لان هناك ثقافة تاريخية تقليدية للخلاف بين اهل تلك المنطقة وتلك أو ابناء تلك القبيلة والقبيلة الاخرى أو انصار ذلك المذهب ومذهب آخر كل ذلك يتم دون وجود أسباب أو محركات قوية أو موضوعية للخلاف الذي يصل الى حد الخلاف وحينما تسأل احدهم عن أسباب الصراع الحالي يرد عليك ببساطة لقد تربينا منذ ان كنا اطفالاً على ان هذه الطائفة كافرة أو ان هذه القبيلة غادرة أو ان هذا النظام فاسد وعندما تعود وتسأله وكيف ترى الحل المناسب للتعامل مع هذا الأمر؟ يرد عليك بمنتهى الهدوء باسقاطه وتصفيته حتى اخر رجل وامرأة نتحدث عن الديمقراطية ونحن نؤمن بالاقصاء وندعو الى تداول السلطة ونحن نعمل من اجل ابدية الحكم ونرفع شعارات العدالة والمساواة والحريات العامة ونحن في حقيقة الامر نكرس للظلم والتمييز وتكميم الافواه الم اقل لكم الديمقراطية في بلادنا مثل الزواج مؤلمة جداً اول مئة سنة.
مقالة اجمل من جميلة للاستاذ عماد اديب.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك