الشعب فقد الثقة بقدرة الحكومة على الإدارة.. هذا ما يراه وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 716 مشاهدات 0


القبس

الشعب مات قلبه!

وليد عبد الله الغانم

 

اشتعل حريق في مباني الجامعة الجديدة، تعليقات الناس وردود افعالهم اتسمت باللامبالاة وكأنهم واثقون بانه حريق مفتعل وان وراءه تنفيعا لجهة ما، فبعضهم يقول: حريق لتبرير تعثر الجامعة في افتتاح المباني في موعدها، وآخرون يقولون: حريق مفتعل لتعويض شركات وإنشاء أوامر تغييرية جديدة، لم يصبح هم الناس متى يطفأ الحريق، وهل حصلت اصابات، وكم بذلت «الاطفاء» من جهود، فكل هذه الامور خرجت من عقولنا بفضل سيل الكوارث الادارية والقانونية والمالية التي شغلت الكويت السنوات الاخيرة حتى يكاد يصبح ضياع المال والجهد والانفس شيئا اعتياديا بفضل التدهور الحكومي العام في ادارة مرافق الدولة وخططها ومشاريعها.

الشعب فقد الثقة بقدرة الحكومة على الادارة العامة، هذا حق واقع لا ينكره الا جاهل او مستفيد من الاوضاع، انا لا اقصد بث التشاؤم ولا اشاعة الاحباط لانهما امران نفذا لقلوب اهل الكويت حقا... والحكومة ومستشاروها غالباً آخر من يعلم وآخر من يعمل لتصحيح الاوضاع، وليس ادل على ذلك من امرين بارزين: السعي المحموم للكويتيين للتملك بالخارج وبروز ظاهرة الحديث عن الهجرة، وهما أمران كان (الى وقت قريب) الحديث عنهما من الرفاهية في المجتمع الكويتي.

ماذا تفعل الحكومة لتصحيح الاوضاع؟ للاسف المنظور الحكومي لا يتجاوز قضية توزيع المال هنا وهناك بين زيادات وهمية تضر ولا تنفع، وكأنها لا تستشعر ان المشكلة الفعلية ليست في نقص الاموال، وانما في رعاية حقوق المواطن وحماية الوحدة الوطنية وتفعيل القوانين، ومحاسبة المتجاوزين واشاعة العدالة، وتوفير الرفاهية الحقيقية للشعب وحسن صرف اموال الدولة وتطوير الخدمات العامة، واقناع الناس بالمستقبل الواعد للبلد.

سرقات كبرى، اختلاسات مالية، فساد اداري، متحايلون عظام، دفن للقانون وتمييز في تطبيقه، وتعثر مشاريع الدولة، وتفرقة بين افراد الشعب في حقوقهم وامتيازاتهم، وتعطيل لحلول الازمات، كل هالبلاوي أصبح الشعب يقابلها بالنكت والاستهزاء، ويكاد الشعب ان تتبلد احاسيسه وان يموت قلبه ازاء ما يشاهده من حوادث متوالية في مسيرة الوطن، فكيف السبيل لاحياء روح المواطنة واعادة ثقة الناس بحكومتهم، ومتى تواجهون مشاكل البلد بواقعية؟.. والله الموفق.

***

إضاءة تاريخية: «إن العجمان من بين سائر القبائل مولعون باطلاق الالقاب على أطفالهم وتظل معهم طوال حياتهم» (ديكسون - الوكيل السياسي البريطاني في الكويت).

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك