بوادر أزمة ديبلوماسية بين أنقرة وبرلين

بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (59 سنة) أمس جولات لحشد أنصاره في معاقله المحافظة اظهاراً لشعبيته الواسعة، بعد التظاهرات المناهضة لحكومته التي استمرت أسابيع وشابتها أعمال عنف، فيما تلوح بوادر أزمة ديبلوماسية بين أنقرة وبرلين على خلفية قمع الشرطة التركية لتلك التظاهرات.

واحتشد أمس عشرات الالاف في ساحة مدينة القيصرية في قلب منطقة الاناضول التركية المحافظة ليستمعوا الى كلمة اردوغان الذي من المقرر أن يواصل جولاته في مدينة ارضروم بشرق البلاد وسمسون على ساحل البحر الاسود.
وتأتي هذه الجولات بعد احتجاجات دامت ثلاثة اسابيع على ما يعتبره المتظاهرون نزعة استبدادية لدى أردوغان، وبعد اضطرابات شوهت صورة تركيا كدولة مستقرة، وأغضبت زعيماً يرى في نفسه نصيرا لحركة الاصلاح الديموقراطي.
وكان أردوغان وصف المحتجين بأنهم 'حثالة' يستغلهم 'ارهابيون'، واتهم قوى أجنبية ووسائل اعلام دولية ومضاربين في الاسواق بمحاولة اذكاء الاضطرابات في ما سماه 'اللعبة التي تلعب مع تركيا'.
وعلقت في ساحة القيصرية لافتة كتب فيها: 'دعونا نفسد اللعبة الكبرى... دعونا نكتب التاريخ'. وكتب في لافتة اخرى: 'مرت عشر سنين على مجيئك. لقد أحدثت تحولا في تركيا'.
وعلقت صور اردوغان على المباني المحيطة بالساحة.
ولم تشهد مدن مثل القيصرية، وهي من 'نمور الاناضول' التي ازدهرت صناعاتها الصغيرة خلال عشر سنين من حكم حزب العدالة والتنمية، اشتباكات كتلك التي شهدتها اسطنبول والعاصمة انقرة ومدينة إسكي شهير القريبة.
ويحظى ارودغان في هذه المنطقة بتأييد كبير.
وقالت توبة ايكيض (27 سنة)، وهي صاحبة متجر محجبة: 'لقد اخترناه في الانتخابات الثلاث السابقة، ولا أتصوّر أن أعطي صوتي لأحد غيره في المرة المقبلة أيضاً'.
وفي اسطنبول، يسود هدوء منذ أيام، ويقف مئات المحتجين بصمت في ساحة تقسيم التي شهدت اشتباكات بين الشرطة التي كانت تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ومتظاهرين كانوا يرشقونها بالحجار.
وفي المقابل، استمرت أعمال العنف متفرقة في مناطق مختلفة، منها العاصمة أنقرة، حيث نزل نحو الف شخص الى الشوارع ليل الخميس - الجمعة، ومرسين على الساحل الجنوبي حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق متظاهرين، بينما كان اردوغان يحضر افتتاح دورة العاب البحر الأبيض المتوسط.
وقالت وكالة 'دوغان' ان اربعة محتجين ورجلي شرطة اصيبوا