حرب 'بني الأصفر' في سورية.. بقلم خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 2090 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  الدعاة الثلاثة.. وحرب 'بني الأصفر' في سورية

خليل علي حيدر

 

شاهدت على موقع صحيفة الأنباء الالكترونية تسجيل الفيديو بالانترنت، والذي يحمل عنوان «شام الرسول بين الحاضر والمستقبل»، والذي جمع ثلاثة من دعاة السلفية المتشددة البارزين، الكويتي نبيل العوضي والمصري محمد حسان والسعودي محمد العريفي.. ليتولوا تحليل ما سيحدث قريبا في الشام ضمن تطورات الثورة السورية وما تشهد مدن تلك الدولة المدمرة من مآس.
خلاصة آراء هولاء الدعاة، وبخاصة نبيل العوضي، ان معركة سورية مقدمة لمعارك آخر الزمان وقيام الساعة! وان المعركة ستبدأ بالتحالف مع الغرب وامريكا لضرب اعداء الثورة من الايرانيين والروس وربما عموم الشيعة، ثم تنقلب المعركة على النصارى وصلبانهم ويهزم المسلمون اوروبا وامريكا و«بني الاصفر» شر هزيمة، واخيرا، كما اقر الداعية الكويتي، فان معركة سورية ستنتصر، وستقود الامة وستزحف الثورة ربما على المنطقة الخليجية والعراق وغيرها وتنبأ الداعية العريفي بعودة الخلافة، التي حلف الداعية السعودي بحماس «والله اني اراها قادمة».
واستبد الحماس والصراخ بالجمهور!
من يستفيد من طرح كهذا سوى المتخوفين من الثورة السورية؟ وما مصلحة الشعب السوري وهو يعاني ما يعاني ان يقوم هؤلاء الدعاة الثلاثة بحلب قضيتهم ومأساتهم لتحقيق بعض الامجاد الدعوية وتصفيق الجماهير؟
ان امريكا مثلا وكل الغرب يرفضون تسليح سورية وثورتها خوفا من جماعات مثل «جبهة النصرة»، لا يختلف كلامهم وتهديداتهم عن خطب هؤلاء الدعاة، فكيف يمكن الزعم بان هؤلاء الدعاة يدعمون «الجهاد» في سورية ويساعدونها في تحقيق اهدافها وانتصارها، بينما يبدون احتقارهم في كل خطبة للنصارى «وبني الاصفر» و«الصلبان» وغير ذلك؟
لقد ثار الشعب السوري لانه ببساطة يريد ان يكون حرا ويتمتع بخيرات بلده، اما الداعية العوضي فيريد الثورة السورية لمعارك اخرى دونكشوتية لا علاقة لها بمصالح هذا الشعب المسكين المشرد، والكل يعلم ان سورية ان خرجت من هذه الحرب الطاحنة منتصرة او منهزمة، فان آخر ما يفيد النظام الجديد والشعب السوري المنهك، الدخول في صراع وحرب وجهاد مع دول الجوار والشيعة والروس وبني الاصفر، كي يبتهج الدعاة وتصدق تنبؤات الداعية العوضي وتفسيراته!
الشيخ محمد حسان، ضمن خطبه الحماسية الصاخبة، وفي هذا الفيديو بالذات، اشار الى الحديث النبوي الذي يقول ان الساعة لا تقوم «حتى ينزل الروم بالاعماق» اي بالشام كما قال، ولكن من هم الروم في هذا العصر؟ كان الروم في سنوات بداية الدعوة الاسلامية ، سكان الامبراطورية البيزنطية، اي تركيا الحالية.. واليوم تركيا دولة اسلامية! ويقول الشيخ حسان ان «بنو الاصفر» هم «الاوروبيون والامريكان».. ربما لان شعر الرجال والنساء اشقر او اصفر. بالطبع، الكثيرون كانوا يعتبرون اهل اليابان والصين وربما المغول هم «الجنس الاصفر». ولكن ربط معركة آخر الزمان والمهدي المنتظر وقيام الساعة بهزيمة مروعة لأوروبا وامريكا انسب للتعبئة واثارة العداء لأمريكا والغرب والاثارة الاعلامية والنجومية الدعوية.. والاسلام السياسي.
الداعية «العريفي» اكد في نفس الشريط المعد بعناية، ان المعركة مع الروم في آخر الزمان ستكون عندما يزحف علينا بنو الاصفر تحت ثمانين راية، تحت كل راية 12 الف جندي، اي نحو مليون و600 الف جندي صليبي من «بني الاصفر».. فيخسرون الحرب مع المسلمين.
ولكن من اين علم الدعاة الثلاثة ان قيام الساعة وهجوم بني الاصفر مرتبطان بالحرب في سورية؟ واننا نعيش آخر سنوات تاريخ البشرية؟
بل وللمرء ان يتساءل: لماذا يحشد بنو الاصفر من الاوروبيين والامريكان نحو مليون ونصف جندي من «المشاة» شمالي تركيا، كما تنبأ العريفي، وتحت ايديهم كل هذه الطائرات والصواريخ والغواصات والقنابل الذكية والغبية!
ثم كيف يجمع هؤلاء الدعاة بين طلب السلاح المتقدم والعون المادي من اوروبا وامريكا لنصرة الثورة السورية بينما يعبرون علنا بهذا الشكل عن احتقارهم للنصارى وتحطيم الصلبان وابادة الاوروبيين والامريكان بعد انتصار الثورة السورية.. ومجيء الخلافة التي يراها العريفي قادمة؟ وماذا لو خابت كل تحليلاتهم وتوقعاتهم؟
الشريط المثير تضمن خطابا للداعية د.طارق السويدان يشرح فيه على هواه تطور التاريخ الاسلامي، ليس هذا هو الموضوع، بل ما يلفت النظر ان الشريط عرض صور كل رؤساء الانظمة العربية المستبدة.. دون صورة صدام حسين! ربما كي لا يغضب ممن اعده، ارهابيو القاعدة في العراق وسورية.. وجبهة النصرة!

رحيل أستاذ جليل - المرحوم سليمان عبدالرزاق المطوع

أحر التعازي للسيدة القديرة الاستاذة فاطمة حسين وللدكتورة ندى سليمان المطوع بوفاة التربوي الكبير والانسان الخلوق ورجل الدولة الذي خدم بلاده ومجتمعه مستلماً مسؤوليات ادارية ووزارية متنوعة، قائما بواجباته خير قيام، قلوبنا مع عائلة المطوع الكريمة، والاخت الفاضلة ام حسام للفقيد الرحمة ولأهله ولنا جميعا الصبر والسلوان.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك