متى يتحرك لدينا الحكماء؟!.. سؤال يطرحه تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 760 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  عنوان المرحلة.. معاقبة النزيه!

د. تركي العازمي

 

لكل فرد الحق في مجاراة هوى نفسه فهو حر على المستوى الشخصي، لكن عندما يقدم الفرد المسؤول بحكم منصبه مجاراة هوى نفسه فهو عمل غير سوي يطلق عليه علميا «سوء استخدام السلطة Abuse of power» ويعاقب عليها كل مسؤول في المؤسسات المحترمة!
الحاصل وكي لا نطيل عليكم... ممارسات معظم قياديينا حافلة بسوء استخدام السلطة والضحايا كثر في مؤسسات القطاعين العام والخاص حدث ولا حرج والدليل صندوق المسرحين!
لذلك يحق لنا تسمية المرحلة بـــــعنوان «معاقبة النزيه»، فالموظف عندما يصل لمنصب إشرافي فإنه يقترب من «عش الدبابير» كما يطلق عليه أحبتنا من محترفي العمل مهنيا وهذا الاستنتاج ليس وليد بنات أفكاري بل هو محصلة دراسة بحثية تم من خلالها الاطلاع على كثير من الأبحاث والتقارير، وأوراق منشورة في مجلات علمية محترمة Published Papers/Articles ويحزنني أنها تنشر ولا نستفيد منها ونتميز اجتماعيا بالاكتفاء بصورة للباحث وهي يهدي نسخة من رسالة الماجستير أو الدكتوراه فلا تطبيق ولا استفادة ومصيرها رف تستريح عليه!
وإنني أتحدى أي فرد أن يثبت لي أنه تقلد منصبا قياديا بناء على الكفاءة إلا ما ندر... والغريب اننا نعلم بذلك ولا نتحدث وجنوحنا إلى التهدئة ترك المجال لهذه المنهجية في الاستمرار وباتت عرفا متبعا والمتضرر لا يحق له أن يعبر ولو للتنفيس المعنوي!
معاقبة النزيه واضحة فإما عبر عزله وتحييده وتجاوزه أو نقله لمكان لا يتماشى مع تخصصه وخبرته... وأحيانا «تُلفق» له حكاية من هنا أو هناك وفي الغالب تأتي الضغوط «شفوية» حتى يصل المتضرر النزيه إلى حالة إحباط وتترك «القرعة ترعى» والسبب فقط عائد لقوله «هذا خطأ... ما يجوز»!
إنهم يريدون هيئة لمكافحة الفساد... يريدون هيئة ومركزا ومبنى ومناقصة والتفاصيل يجب أن تتطابق مع مرئياتهم فهم أصحاب الكلمة التي لا ترد، أما من يتحدث عن وجوب تطبيق منهج العمل المؤسسي الأخلاقي ويدفع بوجوب معاقبة رموز الفساد الإداري حتى وإن جاء طلبه موثقا فهو عود ضعيف لا يجد حزمة يلتحم بها لتشكل له دعما في مكافحته للفساد!
يتصارع الكبار و«تلعب في حسبتنا» إفرازات صراعهم وإن تحدثت مع المقرب منهم عن ممارسات الفساد القيادي يأتيك الرد «يا أخـــي معاشك ماشي... شلك بالمشاكل وعوار الراس» ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إنني أخاطب عقولا تؤمن بأن بقاء الحال من المحال... عقولا تعي معنى عبارة «ثورة الغضب المؤسسي» التي قد تخرج لو تم تشكيل هيئة للمسرحين أو المتضررين من قرارات كل مسيء لاستخدام السلطة!
أرجو من الحكماء السماح للمسرحين ومن وقع عليه الضرر أن «يبوح» بما يدور في خلجات نفسه وبسط الممارسات غير الأخلاقية قياديا في مؤسساتنا العام منها والخاص... هذا هو الطريق الأقصر لمعرفة سبب تدني المستوى القيادي لدينا وهو، إن أرادوا الإصلاح كما يدعون، السلوك الذي سيكشف ممارسات نتج عنها سوء الأوضاع بما فيها السياسية: فمتى يتحرك لدينا الحكماء؟... الله المستعان! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك