تفاؤل باتفاق لحل أزمة ميزانية أميركا

أعرب أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي عن تفاؤلهم بتوصل الجمهوريين والديمقراطيين إلى اتفاق اليوم لإنهاء أزمة الميزانية الأميركية، بينما ينكب الجمهوريون بمجلس النواب على خطة منفصلة لإعادة فتح الدوائر الحكومية المغلقة منذ بداية الشهر الجاري ورفع سقف الدين.

وكانت مصادر مقربة من المباحثات بمجلس الشيوخ -ذي الأغلبية الديمقراطية- قالت أمس إن الاتفاق يتعلق بتمديد التفويض الممنوح للحكومة للاقتراض حتى السابع من فبراير/شباط المقبل, إلى جانب بدء مفاوضات الميزانية يوم 13 ديسمبر/كانون الثاني المقبل.

وما زال بعض المحافظين داخل الحزب الجمهوري -والذين يسيطرون على مجلس النواب- يعترضون على خطة لتمويل الحكومة حتى منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، والسماح للخزينة الأميركية باستدانة المزيد من الأموال إلى فبراير/شباط المقبل.

وحتى إذا توصل الطرفان إلى اتفاق اليوم فلن يكون باستطاعة الشيوخ تمرير الاتفاق وفق تصريح أعضاء بالمجلس، أي قبل يوم من انتهاء مهلة رفع سقف الدين الأميركي، والذي تقول الإدارة الأميركية إنها ستتخلف عن سداد التزاماتها إذا لم يرفع الكونغرس هذا السقف الذي يناهز 16.7 تريليون دولار.
مشروع بديل
وما زال الجمهوريون في مجلس النواب يجرون مناقشات حول مشروع قانون بديل يتضمن إجراءات ستمس قانون إصلاح الرعاية الصحية المثير للجدل، والذي كان في قلب أزمة الميزانية الأميركية.

وقال عضو الكونغرس داريل عيسى الثلاثاء إن المشروع يضم إجراءات لتأجيل تطبيق ضريبة على الأجهزة الطبية لمدة عامين، وهي الضريبة التي تهدف إلى تمويل خطة إصلاح الرعاية الصحية. وقد رفض البيت الأبيض مشروع القانون الجديد بمجلس النواب حول رفع سقف الدين وتمويل الحكومة.

وأشارت إيمي برانديغ -وهي متحدثة باسم البيت الأبيض- إلى أن الرئيس باراك أوباما كرر القول إنه لا يجوز لأعضاء الكونغرس طلب فدية لتحمل مسؤولياتهم الأساسية المتمثلة في التصويت على الميزانية وضمان دفع فواتير البلاد.

إرضاء محافظين
وأضافت برانديغ أن المقترح الجديد للجمهوريين بمجلس النواب محاولة لإرضاء مجموعة صغيرة من المحافظين في حركة الشاي، وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ هاري ريد اليوم إن مشروع القانون البديل لن يمر بالمجلس.

وقد انعكست التصريحات المتفائلة الصادرة عن قادة مجلس الشيوخ إيجاباً على أسواق الأسهم الأوروبية اليوم، حيث زاد مؤشر فايننشال تايمز البريطاني بنسبة 0.7% ومؤشر داكس الألماني 0.9% ومؤشر كاك 40 الفرنسي 0.8%. ويقول المحلل الإستراتيجي بمؤسسة في تي بي كابيتال نيل ماكينون 'يظهر تاريخ أزمات الميزانية بأميركا أنه دائما يتم التوصل لاتفاق باللحظات الأخيرة'.