قرارات وزارة التربية تثير الاستغراب.. برأي سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1335 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  وين رايحين يا وزارة التربية؟

سامي الخرافي

 

اعتادت وزارة التربية وفي كل فترة أن تتحفنا بقرارات ومشاريع وتجارب لايزال كثير منها يثير الجدل بين أهل الميدان، مما أدى إلى حالة من التخبط أربكت الميدان التربوي، الذي يعتبر أكبر قطاع بين وزارات الدولة، ويفترض أن يكون من أكثرها استقرارا وهدوءا، فهو يعاني وسيبقى يعاني مادامت وزارتنا تبعد أهل الميدان الحقيقيين عن الأخذ برأيهم أو استشارتهم، ورؤيتها غير الواضحة، وها نحن نفاجأ بكل يوم بقرارات تثير الاستغراب، وسأستعرض أهم الأمور التي تؤكد ما أقول:

وثيقة التعليم: فبالنسبة لوثيقة المرحلة المتوسطة، فقد كانت هناك في عام 1995 وثيقة رائعة طبعت في عهد الوزير الأسبق المرحوم د.أحمد الربعي، رحمه الله، وكانت هذه الوثيقة بمنزلة الدستور الذي سارت عليها جميع المدارس بسلاسة وسهولة، وفيها كل ما يخص الأعمال المراد تحقيقها، الا أنه تم الانقلاب عليها ونسفها، وإبدالها بأخرى لا نعلم من صاغها أو الجهة التي كلفت بوضعها، ومنذ أن رأت النور وعممت وحال هذه الوثيقة لم يستقر ولن يستقر ما دامت الرؤية غير واضحة، أما وثيقتا المرحلتين الثانوية والابتدائية فهما منذ تعديلهما الأخير وهما تثيران التساؤل والجدل ولم تستقر أمورهما حتى الآن.

اختبارات الدور الثاني: بعد قرار وكيلة وزارة التربية الجديد بأن اختبارات الدور الثاني ستكون في شهر يوليو وهناك حالة من الاستياء في الميدان، وقد صرحت بأن هذا القرار سيطبق كتجربة في بعض مدارس المرحلة المتوسطة، وستطبق بشكل كامل في المرحلة الثانوية، فكيف يمكن للطالب أن يؤدي اختبار الدور الثاني في الكتابين معا بعد أسبوعين فقط من انتهائه من الاختبارات النهائية؟! فلا أعتقد أن الطالب سيستطيع الاستعداد لاختبار الدور الثاني في الكتابين خلال فترة بسيطة، ما سيكون ظلما له، لأنه لم يأخذ الوقت الكافي لدخول الاختبار، ولو كانت لديه القدرة على فهم كتابين خلال أسبوعين فلا أظن أنه سيحتاج إلى الدور الثاني، وبالتالي فلابد من إعطائه فرصة كافية للاستعداد، والسؤال المطروح على وكيلة الوزارة: من هم أهل الميدان الذين وافقوا على مثل هذا الاقتراح؟

التعليم العام: لا شك أن هذا القطاع يعتبر عصب وزارة التربية بسبب المهام الكبيرة الموكلة إليه، وتقع عليه مسؤولية كبيرة، ومن المستغرب أن يبقى منصب من يتولى هذا القطاع شاغرا منذ تقاعد الوكيل المساعد للتعليم العام محمد الكندري، ونستغرب كيف يبقى منصب بهذه الأهمية شاغرا؟ وما نأمله أن يتم تعيين وكيل لهذا القطاع قريبا وأن يكون من أهل الميدان لأنه سيكون أدرى بما يعانيه ولديه الحس التربوي لحل أي مشكلة في هذا القطاع.

عدم وضوح الرؤية: ومما يستغربه أهل الميدان كثرة القرارات التي تصدرها الوزارة ثم تتراجع عنها أو تعدل عليها، وهو ما يدل على أن هناك حالة من التخبط والاستعجال في الوزارة، فهل من يضع مثل هذه القرارات يستند في إصدارها الى المصلحة العامة ويأخذ رأي الميدان بشأنها، والغريب أيضا أن بعض المسؤولين يعتقد أنه الأفضل ويتخذ القرارات وفق هواه وكيفما يراه، وكأنه يريد أن يقول ان هذه بصمتي ويجب عليكم أن تسيروا عليها، سواء كان ما يتخذه خطأ أو صوابا.

اختلافات التواجيه: هناك كثير من الاختلافات بين التواجيه بسبب طبيعة عملهم تؤدي الى ربكة في الميدان، ولعل آخرها دمج الورقتين الأولى والثانية في مادتي اللغتين العربية والانجليزية في ورقة واحدة وفي فترة زمنية واحدة على عكس ما كان في السابق، وهو ما يدل على عدم وجود خطة واضحة والدليل إجراء تغيير وتعديل في كل فترة، كما أن أغلب التواجيه العموم شاغرة ووجود الموجهين الأوائل مكانهم وتغييرهم كل شهرين يؤدى الى أن رؤية كل موجه أول تختلف عن الآخر الأمر الذي يؤدي الى تضارب القرارات بسبب النظرة المختلفة لكل واحد منهم.

وأخيرا، فإن أبناء الكويت أمانة في أعناقنا، ونحن مسؤولون عنهم أمام الله وأمام المجتمع، لأنهم هم التنمية الحقيقية والاستثمار الحقيقي، ولذلك لابد أن تكون القرارات الخاصة بهم مدروسة ومخططة قبل إصدارها، ومن الضروري الاستعانة بأهل الميدان في ذلك، حتى لا نخسر هذه الأجيال التي هي أملنا في بناء الكويت ورسم مستقبلها.

الآنباء

تعليقات

اكتب تعليقك