هل كتب على أبناء العرب أن يكونوا لاجئين دائمين؟!.. البغلي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 514 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  جهادية لا إنسانية

علي أحمد البغلي

 

أثارت إعجابي صورة رفيقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السيدة فاليري ترير فايلر خلال زيارتها لمخيم الدلهمية للنازحين السوريين (شرق لبنان)، حيث دعت إلى التحرك وتقديم المساعدات، لئلا ينمو جيل ضائع في سوريا.

ويقدر عدد المهاجرين السوريين بما يزيد على 4 ملايين سوري يعيشون في مخيمات لاجئين في لبنان والأردن وتركيا في ظروف إنسانية مأساوية.

منسقة شؤون المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس صرّحت هذا الأسبوع بأن الوضع الإنساني يتدهور في سوريا على نحو متسارع يوماً بعد يوم، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 9 ملايين سوري (%40) من السكان في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. آموس تقول إن 9.3 ملايين سوري باتوا الآن في حاجة ماسة وملحة الى المساعدات من الخارج مقارنة بـ6.8 ملايين في سبتمبر الماضي، بينما بلغ عدد المشردين داخل سوريا 6.5 ملايين مقارنة بـ4.25 ملايين في سبتمبر.

رأينا قبل ذلك زيارات من شخصيات عالمية شهيرة للاجئين السوريين الذين انضموا إلى اللاجئين العرب الدائمين منذ ستة عقود وهم اللاجئون الفلسطينيون في الأراضي المحتلة وأراضي السلطة والمهجر في الأردن ولبنان وسوريا، فهل كتب على أبناء الشعب العربي أن يكونوا لاجئين دائمين، وللأبد؟!

هذه الصور الإنسانية المروعة التي تهز وجدان كل ذي ضمير وبصر وبصيرة، لم تحرك مشاعر إخواننا من الجهاديين السلفيين التكفيريين، والذين أطلقوا على أنفسهم اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، فهؤلاء كل ما يتوقون إليه هو القتل والذبح على الهوية حتى الموت في سبيل ذلك الهدف السامي بنظرهم!

نيل باتون ولش من محطة سي إن إن الإخبارية الأميركية شهد توافد هؤلاء على الحدود التركية المجاورة لسوريا، ورسم لنا صورة مثيرة للدهشة عما يتلبس هؤلاء من أفكار لا تمت إلى الإنسانية ولا إلى الواقع بصلة. ولش يقول: «عندما يصلون إلى السياج الحدوي يركعون ويبكون وينتحبون، وكأنهم قابلوا شخصاً أعز عليهم من عائلاتهم، فهم يؤمنون بأن سوريا هي المكان الذي سيشهد أحداث يوم القيامة، وأن المشاركة في القتال في سوريا هي في الواقع مشاركة في المعركة النهائية بين الحق والباطل، والتي ستشهد حلول يوم القيامة ونهاية العالم».

طبعاً، رأينا هؤلاء يتلذذون بذبح البشر، فقد قص علينا أحدهم (إمام ومدرس جامعي كويتي) كيف ذبحوا من الوريد إلى الوريد عائلة بأطفالها لأنها لا تنتمي إلى مذهبهم! ورأينا الجهادي الذي يفتح صدر أحد الجنود ويخرج قلبه ليلتهمه أمامنا، ورأينا بعض الجهاديين بشعورهم الطويلة ولباسهم الأفغاني يقتلون سواق سيارات شحن سورية لمجرد خطئهم (أي السواق) في الإجابة عن أسئلة الجهاديين عن عدد ركعات كل صلاة من الصلوات الإسلامية الخمس!

نحمد الله أن الحكومة الكويتية تبنت موضوع مساعدة الشعب السوري إنسانياً مع كل القوى المتحضرة في العالم، أما من يمد أطراف النزاع بالوقود والسلاح ليقتلوا بعضهم فهم لا يختلفون عن أولئك الجهاديين الذين لا يمتلكون ذرة من المشاعر الإنسانية!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك