الازمة الاوكرانية لا نهاية لها في الافق

عربي و دولي

جماعات موالية لروسيا ترفض تسليم السلاح وسط ترقب لاستفتاء المصير

483 مشاهدات 0


كما كان متوقعا في اوساط كثيرة فان محادثات جنيف التي عقدت الخميس الماضي بين الاتحاد الاوروبي وروسيا واوكرانيا والولايات المتحدة الامريكية حول الازمة الاوكرانية لم تحرز اي اختراق مهم.

فقد وقعت الاطراف الاربعة في جنيف اتفاقا على الورق من اجل تسهيل التوصل إلى حل سياسي للازمة الاوكرانية ولكن تم تجاهل هذا الاتفاق على الفور من قبل اللاعبين الرئيسيين على أرض الواقع في اوكرانيا.

وشددت الجماعات المسلحة الانفصالية الموالية لروسيا في منطقة (دونيستك) في شرق اوكرانيا على انها لن تسلم اسلحتها وتخلي المباني الحكومية التي احتلتها او تؤجل موعد الاستفتاء حول الانفصال عن حكومة كييف المركزية الذي سيجرى في ال11 من الشهر المقبل كما نص اتفاق جنيف.

كما رفض المتظاهرون الموالون للغرب الموجودون في وسط العاصمة الاوكرانية كييف منذ اشهر اخلاء مواقعهم او ايقاف احتجاجاتهم.

وأعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما عن شكوكه في امكانية نجاح اتفاق جنيف.

وقال الرئيس اوباما ان اتفاق جنيف 'واعد' الا انه اوضح ان الولايات المتحدة الامريكية و حلفاءها على استعداد لفرض المزيد من العقوبات على روسيا اذا لم يتحسن الوضع في اوكرانيا.

ان الازمة الاوكرانية التي بدأت في نهاية شهر نوفمبر الماضي من خلال مظاهرات المواطنين الاوكرانيين الموالين للغرب ضد الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش تحولت الى اسوأ نزاع بين روسيا والغرب وسط مخاوف من حصول حرب باردة جديدة بسبب ضم روسيا لمنطقة القرم.

ان لعبة القاء اللوم بين الغرب وروسيا وصلت الى مراحل جديدة حيث ان الغرب يتهم روسيا بالاستعداد لغزو شرقي اوكرانيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعادة الاتحاد السوفييتي 'الميت'.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون في هذا الصدد في كلمة لها في جامعة كليفورنيا بداية الاسبوع الحالي ان ضم الرئيس بوتين لمنطقة القرم يشابه ما قام به الزعيم الالماني النازي ادولف هتلر مع تشكيسلوفاكيا ورومانيا.

ودعا محللون غربيون الاتحاد الاوروبي الى اعادة تقييم علاقاته مع موسكو حيث ان ما فعلته روسيا بضم بمنطقة القرم وحشد قواتها على الحدود مع اوكرانيا 'يشكل صدمة جيوسياسية لاوروبا'.

من جانبها تلقي روسيا باللائمة على الغرب في خلق الازمة الاوكرانية بهدف تحويل اوكرانيا الى دولة فاشلة.

وذكر محلل بالتلفزيون الروسي الرسمي 'الغرب يريد خلق دولة فاشلة اخرى في اوكرانيا مثلما فعل في افغانستان والعراق وسوريا'.

اما صحيفة (البرافدا) الروسية اليومية فذكرت في عمودها التحليلي 'ان الدول الغربية التي تحذر بصورة متكررة بشان الخطر الروسي مازالت تعيش حقبة الحرب الباردة او هي دول نازية تريد الحرب مع روسيا'.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اعلن في مؤتمر صحافي عقد مؤخرا في موسكو ان المجلس الفيدرالي الروسي اعطاه الصلاحية باستخدام القوة العسكرية في اوكرانيا الا انه اوضح 'ولكنني آمل الا اجبر باستخدام هذه الصلاحية'.

الا ان فريقا من المحللين ذكروا أن استجابة الغرب الفاترة بشأن ضم شبه جزيرة القرم وقبوله كأمر واقع وفرض عقوبات تافهة مثل حظر السفر على بعض المسؤولين الروس وتجميد اصولهم المالية أرسلت اشارة خاطئة لروسيا.

وتعتقد روسيا الان بعد ردة الفعل الغربية الضعيفة والفاترة ان الغرب لن يتخذ اي اجراء جدي يؤثر سلبا على العلاقات الغربية - الروسية.

الى جانب ذلك فان موسكو مقتنعة بشكل كبير ان دول اوروبا تعتمد على امدادات الطاقة الروسية فهي لن تقدم على خطوات جدية تتسبب في تدهور العلاقات مع روسيا.

كما ان اعضاء الاتحاد الاوروبي منقسمون بشكل كبير حول الازمة الاوكرانية فهناك الجناح الذي يعتبر احد ابرز ممثليه اهم واقوى الاعضاء في الاتحاد وهي المانيا تعارض انتهاج سياسة متشددة مع روسيا بسبب التعاون الكبير الذي يجمعهما في مجال الاقتصاد والطاقة.

ولكن هناك اعضاء في الاتحاد الاوروبي كدول البلطيق مثل لتوانيا واستونيا ولاتفيا ودول في اوروبا الشرقية مثل بولندا تدعو الى تبني سياسة 'القبضة الحديدية' ضد روسيا.

ووفقا لهذه المعطيات اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسين الذي يواجه ضغوطا كبيرة على ما يبدو الاسبوع الماضي عن خطة لزيادة الوجود العسكري للحلف في اوروبا الشرقية ومنطقة البحر المتوسط.

من جانبه طالب وزير الخارجية الامريكي جون كيري في اجتماع مع وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي (ناتو) بداية الشهر الجاري بضروة زيادة الانفاق العسكري بهدف اظهار التزام حلف (ناتو) بحماية حلفائها.

الا ان المحللين هنا يستبعدون اي تدخل عسكري لحلف (ناتو) في اوكرانيا حيث قالت صحيفة (دى ستاندارد) البلجيكية 'دون ادنى شك قوات حلف شمال الاطلسي (ناتو) لن تتدخل في اوكرانيا .. ان امر التدخل غير قابل للنقاش'.

واوضحت 'ان اوكرانيا ليست عضوا في حلف شمال الاطلسي (ناتو) .. لم يتم فعل شيء حيال هذه الازمة والاضطرابات والفوضى ستستمر في اوكرانيا هذا هو السيناريو الاكثر واقعية ومنطقية'.

كما دعا محللون وخبراء آخرون اعضاء الاتحاد الاوروبي الى المحاولة للاجابة عن هذا السؤال الصعب الا وهو 'كيف نتعامل مع روسيا التي لم تعد مهتمة بمبدأ المشاركة المتبادلة الذي قدمه الاتحاد الاوروبي لها خلال الاعوام ال20 الماضية' داعين الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ موقف متشدد وصلب تجاه الكرملين.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك