الكويت تغرق في شبر ماء!.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 879 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  الكويت تمون!

د. وائل الحساوي

 

رجعت بنا طائرة الخطوط الجوية الكويتية المتجهة إلى لندن بعد أكثر من ساعة ونصف الساعة من الطيران إلى الكويت لأن الحمامات في الطائرة لا تعمل، ثم انتظرنا في المطار حتى السابعة مساء قبل أن نركب طائرة أخرى، وقد سمعنا خلال انتظارنا تعليقات طريفة من الركاب منها ان الخطوط لو وزعت على الركاب حفاضات لكان اسهل من الرجوع بالطائرة، ولكني قلت في نفسي: (بسيطة، الكويت تمون)!

زرت ابني في جمهورية ايرلندا حيث كان يقوم بدراسة عملية في احد المستشفيات، وعلمت بان عدد سكان ايرلندا هو 4.6 مليون نسمة، لكنه بلد متقدم في كل شيء، وشهير بصناعات البرمجيات على مستوى العالم، ولديه عشرات الجامعات المرموقة، ولذلك ترسل الكويت إلى ايرلندا سنويا عشرات الطلبة لدراسة الطب، كما ان جميع الطرق معبدة والخدمات متوافرة.

قلت في نفسي: عدد سكان الكويت وصل إلى 4 ملايين نسمة وهو ما يقارب سكان ايرلندا، ولدينا فلوس كثيرة، ومع ذلك فمن يأتي إلى بلادنا يعتقد بأنه يزور الكونغو او زيمبابوي، والحديث عن التقدم والخدمات لدينا اصبح من الماضي... استدركت وقلت في نفسي: (بسيطة، الكويت تمون)!

رجعت إلى الكويت تغمرني السعادة بالرجوع إلى احضان الوطن العزيز، ولكني رأيت بلادي تغرق في شبر ماء كالعادة، فالناس تبحث عن اي شيء لتتخانق عليه، والصراع الخفي بين افراد الاسرة الحاكمة قد ظهر إلى السطح وانتقل إلى مجلس الأمة ثم إلى الصحافة، وتوترت الاجواء من جديد بعدما استطاع المجلس انجاز بعض القوانين، وحسم القضاء الجدل الدائرة باغلاق صحيفتين يوميتين، ولكن ذلك قد فتح أبواب الجحيم على مصراعية - كما يقال- وعاد الصراع إلى المربع الأول والضرب تحت الحزام، وتوجهت الانظار الغاضبة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الاعلام لتصب عليهما جام غضبها وتجهز لهما استجوابين ساخنين قد لا يمران على خير.

وللاسف ان النائب الفلتة قد تعمد صب الزيت على الماء حيث أعلن بكل صراحة بانه قد تلقى أموالا من رئيس الوزراء أكثر من مرة هو وآخرون، وبذلك اسقط نفسه من اعين الناس كما قدم للمستجوبين صيدا ثمينا!

ولا استبعد ان تكون عملية خلط الاوراق هذه متعمدة لا سيما بعدما قاربت لجان التحقيق البرلمانية على الانتهاء من تقاريرها وتقديمها إلى المجلس لكي يتم تطبيق القانون على المخالفين في مواضيع كثيرة مثل الايداعات المالية والتحويلات والداو وشل وغيرها!

وسيأتي حل المجلس في النهاية ليعيد بعثرة الاوراق ومنع محاسبة المعتدين على المال العام.

فاتني كذلك بيان المعارضة الذي طالب بتعديل عشرات المواد من الدستور الكويتي، والذي وصفه النائب الاسبق عبيد الوسمي بانه عبارة عن امنيات وليس برنامجا واقعيا، وسيكون لي معه وقفة بإذن الله تعالى.

الجو العام في نظر اكثر الكويتيين مرتبك ويدعو إلى التشاؤم، ولا يدرون إلى أين سنسير بالرغم من الوضع الاقتصادي المريح وارباح الشركات، لكننا لا نملك الا ان نقول «بسيطة ... الكويت تمون)!!

* للأسف ... لم أعلم بان الزميل العزيز وليد الأحمد كان معي على متن الطائرة التي رجعت من لندن، واتمنى من إدارة جريدة «الراي» ان توفر لصحافييها جاهز استشعار عن بعد لتحديد مكان الزملاء العاملين في الجريدة في اي مكان في العالم.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك