عن وزير التربية وأزمة التكييف!.. يكتب غنيم الزعبي

زاوية الكتاب

كتب 712 مشاهدات 0


الأنباء

في الصميم  /  من 'آيباد' لكل طالب إلى 'مهفة' لكل طالب!

م. غنيم الزعبي

 

«وزارة التربية هي تركة ثقيلة والمشاكل الموجودة هي من صنع الوزراء السابقين».. العبارة السابقة قالها بالحرف كل وزراء التربية السابقين عند مواجهة كل مشكلة كبيرة في الوزارة وعجزوا عن حلها.. السؤال الذي يطرح نفسه لوزراء التربية السابقين ووزير التربية الحالي: «يوم إنكم» تعرفون أن التركة كبيرة وأن حمل الوزارة ثقيل لدرجة عدم قدرتكم على حلحلته «ليش طقيتوا الصدر» وقبلتوا التوزير؟ إما أنكم رجال تتحملون المسؤولية الجسيمة التي ألقيت على عواتقكم أو أنكم تعتذرون بكل صراحة وشجاعة عنها.

الوزير الحالي لم يخالف هذه القاعدة في تعليقه على مشكلة التكييف في المدارس، ففي أول تصريح له لام العهود السابقة في الوزارة وحملهم مسؤولية ما يحدث من خلل في صيانة تكييف المدارس.. طيب يا معالي الوزير، مضى على تسلمك قيادة الدفة في الوزارة عدة أشهر، فالأمر هو واحد من اثنين، إما أنك لم تكن تعلم بمصائب الصيانة في المدارس أو أنك علمت بها ولم تتخذ أي إجراء، وفي كلتا الحالتين يعتبر الأمر تقصيرا منك في قيامك بواجباتك كمسؤول أول عن ألف مدرسة في الكويت يرتادها يوميا نصف مليون طالب وطالبة.

لماذا تركت الأمور لتصل لهذه الدرجة من السوء قبل أن يبدأ الوزير والوزارة بالتصرف؟ عندما يتسلم أي وزير وزارة جديدة فأول شيء يقوم به هو استدعاء وكلاء القطاعات المختلفة واحدا واحدا ليتعرف أولا على طبيعة عملهم وثانيا ليسألهم عن العوائق والمشاكل التي يواجهونها وتمنعهم من تأدية واجباتهم على أكمل وجه، هل قام وزير التربية بهذا الأمر؟ هل اطلع من الوكيل المساعد للمنشآت على الصعوبات والمشاكل في صيانة المدارس؟ مرة أخرى نحن أمام حالتين هل أوصل الوكيل المساعد للمنشآت للوزير الوضع الحقيقي لموضوع الصيانة؟ أم أنه لم يضعه في الصورة الحقيقية؟

في الحالة الأولى الوزير مساءل ويتحمل كامل المسؤولية لعدم تحركه مبكرا لحل الموضوع، أما في حالة إخفاء الوكيل المختص المعلومات عن الوزير فهو في هذه الحالة من تقع عليه المسؤولية.

الآن وبعيدا عن عملية إلقاء اللوم التي يتقاذفها الجميع الوضع لا يحتمل تأخيرا، فالحرارة بدأت تزيد والصيف كشر عن أنيابه مبكرا، الوضع لا يحتمل خططا وبرامج، بينما الطلاب «يطبخون» من الحرارة في الفصول، الحل هو بقرار شجاع وحاسم من الوزير وبدعم من سمو رئيس الوزراء بالشراء المباشر لألف وحدة تكييف جديدة يتم تركيبها مباشرة في الفصول التي تعاني من مشاكل في التكييف، وعدم إضاعة الوقت والمال في صيانة أجهزة متهالكة ستخرب بعد عدة أيام، هذه الوحدات الجديدة ستأتي مع كفالة 3 سنوات ويمكن خصم سعر صيانتها من عقود الصيانة الجديدة في حال توقيعها، غير هذا الحل سيدور موضوع الصيانة في حلقة مفرغة وستستمر المشكلة بل وستتفاقم.

تكلفة هذا الاقتراح لا يقارن مع المعاناة الشديدة التي يتحملها أبناؤنا وبناتنا الطلبة في المدارس، تصور جلوسك في غرفة حارة 6 ساعات كل يوم ومطلوب منك في الوقت نفسه تلقي معلومات واستيعابها.

نقطة أخيرة: مع الأسف شيء محزن أن الدول القريبة منا تجاوزت هذا الموضوع ووصل طموحها الى آيباد لكل طالب، بينما كل ما يطمح له ولي الأمر الكويتي هو فصل بارد لأبنائه.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك