فضل العشر الأواخر من رمضان

زاوية الكتاب

كتب 2068 مشاهدات 0


الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد الله الذي بلغنا رمضان وبلغنا العشر الأواخر منه، والتي فيها ليلة خير من ألف شهر، آلا وهي ليلة القدر المباركة، قال سبحانه وتعالى في تنزيله الكريم (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ{2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ{4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ{5}) سورة القدر.

الحمد الله الذي تفضلنا بنعمته وإكرامه أن جعلنا نبلغ هذه الليلة الكريمة من شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والإيمان شهر يتنافس فيه المتنافسون، شهر أجره والثواب على الله سبحانه وتعالى فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي' رواه البخاري.

ها هو الشهر المبارك قد دنا رحيله وبلغ ثلثه الأخير، فماذا عسانا فاعلين ؟ وماذا عسانا مقدمين؟ وما تبقى من ليال أفضل مما مضى، (فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) رواه مسلم، وقالت أيضاً رضي الله عنها فيما رواه الإمام مسلم: (كان رسول الله إذا دخل العشر، أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجدَ ، وشد المئزر)، وهذا دليل على أهمية وفضل الليل الأخيرة والعشر الأواخر من رمضان.

ولا ننسى فضل ليلة القدر، فهي تعادل ألف شهر من عبادات أهل العباد الصادقين، بأن يغتنم المسلم هذه الليلة بالطاعات والتقرب إلى الله بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائل القربات والعبادات، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني) رواه الترمذي.

وأن فضل قيام الليلة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم ((يوقظ أهله)) فيها للصلاة والذكر وحرصا على اغتنام الأجر في هذه الأوقات.

وحرص أخي المسلم على قيام ليالي العشر الأواخر من رمضان في المساجد حتى ينصرف الإمام ليحصل على قيام ليلة، فعن النبي صلى الله عليه وسلم، قال (إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه أهل السنن.

والعبادات في هذه الليلة متنوعة، ومن الغنائم في هذه الليلة العشر، الاعتكاف في المساجد، فعن عائشة رضي الله عنها، ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عزوجل ثم اعتكف أزواجه من بعده، رواه البخاري ومسلم.

ففي الاعتكاف حفظ لوقت المسلم ومساعدة له على عمارته بالمفيد من الأعمال الصالحة ، وتربية له على العبادة والطاعة ، وتعلق لقلبه بالمسجد وهو مما يحب الله ، وطمأنينة للنفس وتزكية لها ، وزيادة في إيمانيه وقربه من الله.

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا ، وبلغنا ليلة القدر ، وأعنا على قيامها إيمانا واحتساباً .

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك