فوزية أبل ترى أن إضراب 'التأمينات' أبلغ رسالة لترسيخ ثقافة الدولة

زاوية الكتاب

كتب 693 مشاهدات 0


القبس

'التأمينات'.. 'والله حسافة'!!

فوزية أبل

 

يتابع الكويتيون بحسرة إضراب المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وصاروا يعدون أيامه وأسابيعه.

الحسرة على حال مؤسساتنا العريقة التي تعب وكافح فيها جيل الآباء والرواد بكل إخلاص وعطاء، وكل في موقعه. أسسّوها وحافظوا عليها وارتقوا بها بسواعدهم، وبضمائرهم الحية ونظافة يدهم.

إضراب «التأمينات» الشامل هو الأطول في تاريخ الإضرابات العمالية في الكويت. في مؤسسة من أكبر وأهم مؤسسات الدولة الحيوية، والتي تلتصق بالحياة اليومية لشريحة كبيرة من أبناء البلد.

هذا الإضراب سبب تعطيلاً وإرباكاً لمصالح الكثير من المواطنين، وفي مصدر رزق الآلاف من أرباب الأسر، بل وفي شهر من أعظم الشهور وهو شهر رمضان المبارك. فبالله عليكم دولة مؤسسات ويدخل الإضراب في أهم مؤسسة في البلد، وتتعطل مصالح الناس لمدة شهرين والكل يتفرّج.

والوزير الشاب أنس الصالح، بدلاً من أن يهدئ الأمور ويعالجها، يصرّح تصريحه الشهير بليّ الذراع.

فهل يعقل ان مؤسسة بحجم «التأمينات» ومكانتها تشهد اتهامات متبادلة بين الإدارة والمضربين تتصدر الصحف ووسائل التواصل، هكذا من دون أدنى مسؤولية لهيبة الدولة ومؤسساتها، ولا احترام لتاريخ هذه المؤسسة.

والموضوع يفتح الباب أمام ضرورة إيجاد تشريع واقعي للإضرابات يمنع التعسف من الجانبين بهدف المصلحة العامة.

صحيح أن هناك مطالب محقة ومستحقة للمضربين، ولكن يجب أن نعي أن الشارع الكويتي في هذه الفترة بالذات، وهذه الظروف الحساسة والدقيقة، يطمح إلى الاستقرار، والحوار الهادف إلى معالجة مشاكلنا، وليس لغة التراشق والضجيج، ومن أي طرف كان.

وما زلنا نتذكر كيف استغلت أطراف نيابية المطالب النقابية لإقرار الكوادر والمزايا المالية، وجعلتها نقطة ضغط لتأجيج الشارع ضد الحكومة، وقد وضح ذلك من مشاركة نقابات عدة مع كتلة الأغلبية في حراكها قبل حل مجلس 2009، حيث أثّر ذلك في صناعة ثقافة الإضراب بغطاء سياسي، وسياسة التهديد التي عرفت بسياسة لي الذراع، اعتقادا أن النقابات تمتلك اليد الطولى.

الحكومة أوصلت رسالة من خلال رفضها لإضراب العاملين في القطاع النفطي، انها لن تقرّ أي زيادات أو كوادر مالية غير مدروسة. وأيضا حتى ينتهي مجلس الأمة من سلم الرواتب الذي تعدّه حاليا لجنة الموارد البشرية، التي وعدت بإنجازه مطلع دور الانعقاد المقبل.

يرفع المضربون شعارات عدة بجانب مطالبهم المالية، ومنها إصلاح أوضاع المؤسسة ومحاربة المحسوبية والفساد. فهل لو تمت الموافقة على مطالبهم المالية هل سيستمر الإضراب من أجل محاربة المحسوبية وإصلاح الأوضاع، أم سيكتفي المضربون بالمدة السابقة بعد إقرار كادرهم؟

في وقت نأمل من الاخوة المضربين في مؤسسة التأمينات أن تكون محاربة المحسوبية وإصلاح الأوضاع العنوان الأبرز في مطالبهم وسابقا للمطالب المالية.

إضراب «التأمينات» نراه أبلغ رسالة إلى حسم الملفات، وفي الدعوة إلى الإصلاح وتطبيق القانون، وترسيخ ثقافة الدولة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك