التنوع الديني والمذهبي والعرقي العربي صار نقمة!.. بنظر سامي النصف

زاوية الكتاب

كتب 592 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  الثقب الأسود ومستقبل العرب!

سامي النصف

 

يحتفل العالم هذا العام بمرور 100 عام على بدء الحرب الكونية الاولى، ولو تمعنا في ماضي اوروبا لوجدناه قريبا من حاضر وحتى مستقبل العرب، حيث امتلأت القارة القديمة بالحروب الاهلية والخارجية والاغتيالات وعمليات الارهاب، واستخدمت في حروبها اسلحة الدمار الشامل مثل الغازات السامة التي قتلت الملايين قبل ان تُحرَّم دوليا، وان استخدمها لاحقا الاسبان في حربهم ضد قوات الامير عبدالكريم الخطابي، كما استخدمها الرئيس عبدالناصر في حرب اليمن، وصدام ضد الاكراد والايرانيين.

***

ويصاحب الحروب التي حدثت في اوروبا وغيرها كما هو معروف هجرات ولاجئون ومجاعات وفقر شديد، حتى ان الاوروبيين كانوا هم من يتركون بلدانهم للعمل في الدول العربية والافريقية. وضمن مذكرات ضابط بريطاني شارك في حملة القائد الانجليزي «كيتشنر» على السودان اواخر القرن التاسع عشر يطلب من زوجته في حال وفاته البقاء في مصر والعمل بها، حيث لا مستقبل لها في بريطانيا، وتظهر صور للدكتور الفلسطيني هشام الشرابي في كتاب ذكرياته المسمى «الجمر والرماد» وهو محاط في منزلهم بفلسطين بمربيات ومدبرات منزل سويسريات وألمانيات، وهي ظاهرة بقيت متفشية حتى الستينيات.

***

ان ما نراه من جنون وقتل ودمار وتناحر يمتد من الصومال والسودان واليمن وسورية والعراق وليبيا، وما يمكن ان يمتد لدول اخرى في المنطقة كما حدث في عرسال بلبنان التي منع انتشار شرارتها التدخل الهادئ والحكيم للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، قد يصبح حالة دائمة وستتحول موارد الامة الطبيعية الناضبة وعلى رأسها النفط من البناء والتعمير القائم الى الحرب والتدمير لاقتسام تلك الموارد، وستدخل دول اخرى للثقب الاسود العربي الآخذ في الاتساع، وقد تمتد الحروب الاهلية التي بدأت خلال الاعوام القليلة الماضية الى عقود طويلة قادمة ليتحول السلام في المنطقة الى هدنات مؤقتة بين الحروب، ونشهد على اثرها عمليات بلقنة اشد واقسى من البلقنة الاوروبية التي انتهت منتصف التسعينيات.

***

آخر محطة: (1) كيف استطعنا تحويل التنوع الديني والمذهبي والعرقي الجميل في وطننا العربي من نعمة الى نقمة على يد المتطرفين والمتشددين؟!

(2) ولمن يحتج بتنوع الاديان والطوائف والاعراق كسبب للحروب القائمة بالمنطقة، نقول: اعطونا دولة واحدة في هذا العالم مكونة من دين وطائفة وعرق واحد!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك